كد جمال المبروك الناشط الحقوقي الليبي ورئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية ان نسبة المهاجرين غير الشرعيين عبر الشواطئ الليبية الى اوروبا انخفضت خلال الاسابيع الماضية بدرجة كبيرة وصلت الى خمسين بالمئة . وهي نسبة تفوق المعدلات التي سجلت خلال شهر جويلية الماضي، مبينا ان ذلك جاء نتيجة الجهود او التنسيق بين السلطات الليبية والسلطات الايطالية .
واشار المبروك في حديثه لـ «المغرب» الى ان هناك انباء تحدثت عن لقاء تم بين جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية وبعض شبكات التهريب في صبراطة والزاوية من اجل احتواء مشكل الهجرة ، مبينا ان نسبة المهاجرين انخفضت بعد هذا اللقاء .
وعن وضع المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا اكد محدثنا انهم يعيشون اوضاعا صعبة جدا ،حتى اولئك المتواجدين في مراكز الايواء التي تتبع الدولة ويشرف عليها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، فان الوضع المعيشي فيها صعب جدا فالوجبات الغذائية اصبحت لا تفي بما هو مطلوب . وتسجل ايضا خروقات بسبب سيطرة بعض الميليشيات والمهربين على كثير من المواقع ومراكز التجميع ..
وحول رؤيته للاستراتيجية الاوروبية تجاه المهاجرين اجاب :«حقيقة حسب ما هو متداول من اخبار فان هناك صفقات مشبوهة اصبحت تلوح في الافق من قبل الاوربيين وشبكات التهريب وهناك انباء عن تواجد جماعات من المافيا الايطالية في ليبيا والتي تتعامل مع بعض شبكات التهريب . وهذا يعني ان هناك تعاونا بين الجماعات والسلطات سواء في ايطاليا ودول اوروبا ، والدليل هو الانخفاض المفاجئ للمهاجرين من ليبيا الى ايطاليا».
ودعا محدثنا الاتحاد الاوربي الى اعادة سياساته المتعلقة بالهجرة تجاه ليبيا وشدد على ان الليبيين -مهما اختلفت توجهاتهم السياسية- لن يقبلوا على الاطلاق بتوطين المهاجرين . مشيرا الى ان سياسة توطين المهاجرين دعت اليها بعض الدول الاوربية رغم ان البلد غير آمن ولا يمكن ان يعيش فيه المهاجرون بأمان.
وقال ان تصريح الرئيس الفرنسي الذي اعلن فيه صراحة عن توجه لإنشاء مراكز لايواء المهاجرين في ليبيا، يدخل ضمن هذا الإطار، مؤكدا ان هذا التصريح سبب احتقانا كبيرا في اوساط الليبيين .
واعتبر ان عملية صوفيا فاشلة لان الحل ليس عسكريا بل يكمن في البحث عن حلول فعلية وعملية ..ودعا الاتحاد الاوروبي الى عقد مؤتمر دولي يضم كل الخبرات الدولية المختصة بالهجرة باعتبار ان الهجرة ظاهرة عالمية وتقع مسؤولية معالجتها على المجتمع الدولي بكامل مكوناته ..
واضاف ان منظمة التعاون والاغاثة العالمية بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة بصدد الاعداد لمسح شامل لأوضاع المهاجرين في ليبيا من خلال التعاون مع مختصين في هذا المجال . والدراسة ترتكز على اسس علمية وستتضمن ارقاما ومعطيات تتعلق بوضعيات المهاجرين في غير اماكن الاحتجاز وفي المجتمعات المحلية ..
يشار الى ان هناك قمة رباعية ستعقد آخر الشهر الجاري بمدينة ليون الفرنسية لبحث تطورات الوضع في ليبيا وكذا سبل مواجهة الهجرة غير الشرعية. وتأتي سط خلافات ظهرت بين روما وباريس، مؤخرا على خلفية التعاطي مع ملف ليبيا، وقضية اللاجئين القادمين عبرها إلى أوروبا.