الكهف وعقاب شكر. وبذلك استطاع الجيش اللبناني ان يحمي ظهر بلد الارز من المجموعات الارهابية التي اتخذت من الحدود اللبنانية السورية ملاذا لها . وقد سبق ان شهدت جرود عرسال ايضا في جويلية الماضي معارك شرسة بين مقاتلي حزب الله اللبناني وجماعات سورية مسلحة ابرزها جبهة «تحرير الشام» والتي تضم جبهة النصرة ومجموعات تكفيرية اخرى ..
ظهر اسم عرسال الى دائرة الحدث بعيد انطلاق الاحداث السورية وما اعقبها من دخول عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين هربا من معارك القلمون وتوغل بينهم ارهابيون ينتمون لجماعات متشددة على غرار جبهة النصرة ..وقد بلغ التهديد ذروته مع اعلان مقاتلي الجبهة سيطرتهم على بلدة عرسال قبل ان يتم تحريرها من قبل الجيش اللبناني وظلت معارك الكر والفر متواصلة.
وتكمن اهمية عرسال بانها البلدة اللبنانية الاقرب الى الحدود مع سوريا ما جعلها عرضة لأطماع الجماعات الارهابية التي ارادت اتخاذها مقرا استراتيجيا للمناورة بسبب علو مرتفعاتها وموقعها الاستراتيجي الفاصل بين البلدين.
ولئن نفى قائد الجيش اللبناني امس التنسيق مع مقاتلي حزب الله اللبناني الا ان «الاعلام الحربي» للحزب نشر صورا للإرهابيين وهم يسلمون اسلحتهم ايضا الى عناصر المقاومة اللبنانية ..ما يدل على ان المعركة تمت بالتنسيق مع مقاتلي الحزب الذين ينحدر معظمهم من مناطق البقاع وهم عالمون بتفاصيل المنطقة وتضاريسها الطبيعية الوعرة مما يسهل عملية محاصرة المتطرفين والقضاء عليهم بأريحية أكثر .
والملاحظ ان هذه المعركة حظيت بترحيب قطاعات لبنانية واسعة ووحدتهم ضد الارهاب وبينت ان الحرب ضد هذا الخطر فوق كل الاعتبارات السياسية والنزاعات والسجالات التي تؤرق بلد الارز لفترات طويلة .
واللافت ان تنظيم داعش وما يدور في فلكه من مجموعات ارهابية مثل جبهة النصرة وغيرها، يشهد تراجعا كبيرا على ثلاث جبهات ، لبنان (منطقة عرسال الحدودية) وسوريا ( منطقة البادية والصحراء السورية وبعض بلدات محافظة حمص والرقة ودير الزور ) وفي العراق ( بعض مناطق محافظتي الموصل وديالى مثل تلعفر وسلسلة جبال مكحول وغرب كركوك) ..
كل هذه التغيرات تؤشر الى ان هذا التنظيم الارهابي يلفظ انفاسه الأخيرة ولعل السؤال الاهم هل المنطقة جاهزة لمواجهة استحقاق وتحديات ما بعد داعش الارهابي ، من دعوات الانفصال ، الى اعادة الاعمار ، وأطماع القوى الخارجية وغيرها ؟...