في المناطق التي اعلن اقامة دولته على اراضيها في سوريا والعراق قبل ثلاثة اعوام. .
منذ قرابة الشهر تقريبا بدأ هذا التنظيم الارهابي بخسارة مواقعه في العراق وهزم امام الجيش العراقي لكن في سوريا هناك اشكاليات عديدة تعيق معركة تصفية هذا التنظيم واجتثاث منابعه بسبب تداخل الفاعلين الاقليميين والدوليين وصراع الاجندات الكبرى على ارض الشام ..
وبينما تمكن الجيش السوري من دحر الدواعش من مناطق عديدة من سوريا ، تخوض قوات سوريا الديمقراطية التي تتصدرها وحدات حماية الشعب الكردية السورية منذ اشهر المعارك من اجل استعادة المناطق التي استولى عليها الارهابيون وتمكنت بالفعل من تحرير أجزاء عديدة من البلدة الواقعة في شمال سوريا ..
كما يقود الأكراد الهجوم على الرقة -احد اهم معاقل داعش -لكن من المزمع أن تتولى قوة يشكل العرب قوامها الرئيسي حفظ الأمن في المدينة التي يمثل العرب أغلبية سكانها بعد انتهاء الهجوم.
واللافت ان القوات الكردية تحظى بدعم امريكي خاص وقد سبق ان صرح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن واشنطن قد تسلح قوات سوريا الديمقراطية استعدادا لمعارك قادمة ضد داعش ويثير هذا الدعم حفيظة تركيا التي تصنف حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية .
ماذا بعد داعش ؟
يرى مراقبون ان مرحلة ما بعد داعش لن تقل خطورة عما يحدث اليوم من صراعات ، خاصة ان شبح التقسيم الطائفي والسياسي يهدد سوريا مع تصاعد الشحن الطائفي والتقسيمات الاثنية والدينية والمذهبية.. ويقول زعماء أكراد سوريا إنهم يريدون حكما ذاتيا على غرار ما يتمتع به أكراد العراق وان ذلك ليس استقلالا . وفي الوقت الذي يقاتل فيه الأكراد والعرب جنبا إلى جنب ضد داعش ، يخشى البعض من ان يحتدم الصراع بين الجانبين على الأرض مع تراجع التنظيم المتطرف .
في هذا السياق يرى الباحث والكاتب الكردي السوري زيد سفوك ان داعش صناعة دولية بامتياز وتم تسليم بعض الخيوط لدول المنطقة لتحريكها ، وانتهاؤه في العراق لا يعني القضاء عليه لان هذا التنظيم لديه تمويل هائل وتسهيلات من دول ومتى ما اراد يعود الى حيث يريد ، القضية لا تكمن في السلاح بقدر ما تتطلب محاربته بالفكر السليم ونشر ثقافة المحبة وتوعية المجتمعات التي شهدت الحروب ورعاية الاطفال الضحايا ، ومن ثم الضرب بيد من حديد للقضاء عليه ووضع حد لمموليه . وقال ان في سوريا هناك اكثر من بديل لداعش كجند الشام والنصرة وغيرهم من الفصائل المتشددة بالاضافة لاجندات بعثية داخل النظام والتي دعمت بشكل كثيف زيادة عناصره في الرقة والحسكة . ويؤكد محدثنا انه لا توجد مرحلة ما بعد داعش لان هذا التنظيم متمدد وما يجري هو فقط تغيير اسماء لا اكثر . اما فيما يتعلق بالسياسة الامريكية في المنطقة فأجاب :»سياسة ترامب اقتصادية بامتياز ، هو رجل اعمال ناجح مهمته تقوية الاقتصاد الامريكي واضعاف منافسيه ، صرح اكثر من مرة بان على دول الخليج والشرق الاوسط دفع التزاماتها لحمايتهم ، ترامب بدأ بالسعودية واستحوذ على ما اراد ومن ثم قطر وقريبا مصر». واضاف ان الشرق الاوسط بالنسبة لامريكا حلبة رومانية لا يهم من القاتل والمقتول ، بين الاثنين احدهما زائل ، والمتبقي يدفع لهم ما يريد للبقاء حيا ، لطالما تحدث القادة الامريكيون عن خارطة الشرق الاوسط الجديد وها هي خارطتهم قتل وتهجير وتدمير.
تصفية حسابات
ويقول الكاتب السياسي الكردي ان سوريا الان باتت ملعبا لتصفية الحسابات بين دول الجوار والدول العظمى ، بالنسبة لدول الجوار تدرك ان تقسيم دول الشرق الاوسط لا مفر منه وتحاول قدر الامكان إطالة الازمة السورية من خلال الاستحواذ على قرار المعارضة والنظام لإبعاد نيران التقسيم عن حدودهم ، اما الدول العظمى فمصالحها تتطلب جعل سوريا ساحة دموية وغير مهتمة ابدا لا بالشعب السوري ولا بأي شعب أخر في الشرق الاوسط . يضيف :«بالنسبة لتطورات الوضع دائما هناك خلط للاوراق ،امريكا لديها مشروع خاص في المناطق الكردية وتدعمهم بالسلاح لكن بذات الوقت لا تحارب ابدا من يعتدي عليهم كتركيا وبعض الفصائل المتشددة ، أي بمعنى انها تستخدم الورقة الكردية حتى لا يستخدمها الروس ضدهم ، والروس بدأوا بالتلويح باستخدام الورقة الاخيرة وهو الاسد ، ووضعه في طائرة حربية روسية ونشر مشاهد منها كان واضحا ان موسكو باتت تفاوض عليه وتثبت للجميع ان مصيره بيدها فقط « ويرى الباحث الكردي ان، الامر معقد للغاية وانهاء الصراع بعيد جدا، فقد اثبتت جميع الوقائع على الارض انه لا يوجد موازين للقوى في سوريا ، النظام عاجز والمعارضة ايضا والاثنان مجرد ادوات خارجية ، وامريكا وروسيا حتى الان لم تستخدما قوتهما الجبارة لفرض قرارهم على الاطراف التي اقحمت نفسها في اللعبة السورية ( تركيا وايران ). والسبب واضح هو جرهم الى مواجهة داخلية . ويتابع بالقول :«فتركيا استخدمت فصائل من المعارضة بدل جنودها وايران استخدمت النظام وفصائل اخرى للمحاربة بدلا عنها واخرها كان انشاء الحشد الشعبي ، وفق هذه المعطيات لا توجد موازين للقوى لان الجميع يستخدم الشعب السوري كاجندات لتنفيذ مصالحهم ».