تشهدها المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بسياساتها الخارجية مع الدول المجاورة ..
وجاء الأمر ضمن حزمة أوامر ملكية تضمنت تعيين وزير للداخلية خلفا لبن نايف الذي كان يشغل نفس المنصب أيضا، إضافة إلى تعيين عدد من الأمراء مستشارين في الديوان الملكي وسفراء بالخارج. ودعا العاهل السعودي إلى مبايعة نجله محمد ولياً للعهد، وذلك بقصر الصفا في مكة المكرمة بعد صلاة التراويح . يشار الى ان منصب ولي ولي العهد هو منصب مستحدث عام 2014، ولا يتضمن النظام الأساسي للحكم في السعودية هذا المنصب. ولعل رد الفعل الاهم جاء من قبل وسائل الإعلام الإيرانية التي اعتبرت اختيار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية “بالانقلاب الناعم”.
تغيرات متواصلة
يقول الكاتب العراقي زياد وليد ان عملية ترتيب البيت السعودي لم تبدأ اليوم. فالتغييرات التي طرأت على المملكة لم يشهدها تاريخها الحديث. واضاف :« أرى إن تعيين الامير محمد بن سلمان الذي هو وزير دفاع لمنصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية هو جزء من زج الأمراء الشباب، ممن يصطلحون عليهم (أبناء الأبناء ) في الحياة السياسية، وهو في مقتبل الثلاثينات من عمره.
واشار الى ان للأمير المقال سمعة في محاربة تنظيم القاعدة الذي حاول اغتياله شخصياً. اما الامير الجديد فلمع إسمه بقضيتين جوهريتين، عاصفة الحزم، حيث كان يشرف على العمليات، ورؤية 2030 ، الخطة السعودية التي طرحها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي كان برئاسته».
وقال ان إختيار أمير شاب سبق له الاشراف على عاصفة الحزم، وعلى رؤية سعودية، مع التوجهات الجديدة بعد زيارة ترامب، يعني إن المملكة تسير بهذين الاتجاهين، مواجهة ايران، وترميم البنية الاقتصادية والسياسية المترهلة والسائرة نحو الانهيار. واعتبر انها اصلاحات لكنها ليست على مسار المملكة الدستورية كما يُصورها. ما زالت المملكة تُحكم بنفس الاتفاق والسياق منذ تأسست، واضاف:«لو تلاحظون إن مثل هذه القرارات حين تتخذ يكون نصها الدستوري هو توصية عبد العزيز ال سعود، الملك المؤسس، وتوريثه للأبناء، وأبناء الأبناء».
غطاء امريكي
من جهته قال الاعلامي اللبناني والكاتب قاسم قصير ان ماجرى كان متوقعا منذ سنتين ومنذ حرب اليمن ولكن مجيء دونالد ترامب الى السعودية شكل الغطاء الامريكي للتغيير لان محمد بن نايف كانت تربطه علاقات جيدة مع الاميركيين
لكن يبدو انه بعد ترامب وما اخذه من اموال من السعودية كان الثمن للقبول بالتغيير. واعتبر ان ما يقوم به محمد بن سلمان كان تنفيذا للسياسات المطلوبة والتي لم يكن محمد بن نايف راضيا عنها .
والسؤال المطروح هل سيستمر بن سلمان بالتصعيد بعد حصول التغيير..الاكيد ان من مصلحته المستقبلية اعادة تهدئة الاوضاع وترتيب الوضع السعودي الداخلي وربما تكشف الايام القادمة الى اين تسير الامور.