للحديث بقية معركة الأسرى الفلسطينيين

« الامعاء الخاوية» هي احدى اوجه النضال العديدة التي يحاول خلالها ابناء الشعب الفلسطيني والأسرى داخل السجون الاسرائيلية ايصال صوتهم للعالم.. اكثر من 1600 اسير من مختلف الفصائل الفلسطينية يشاركون في معركة الامعاء الخاوية، وانضم اليهم امس 50 اسيرا بينهم

قيادات اعلنوا الالتحاق بموكب الاسرى المضربين في السجون الاسرائيلية منذ 17 يوما...

هذه المعركة اوصلت عدة رسائل للداخل والخارج ولعل اهمها ان القضية التي وراءها احرار لا تموت وان النضال له اشكال مختلفة واثمان باهظة ايضا ...وان الكيان الصهيوني بكل ما يملكه من اسلحة ومن وسائل للضغط على الفلسطينيين يجد نفسه في مواجهة شعب يمتلك قوة بحجم هذه الارادة وحتى لو كان وراء السجون ...

من بين القيادات التي انضمت للإضراب نجد أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعباس السيد نائب رئيس الهيئة القيادية لأسرى حركة حماس، وزيد بسيسي رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى الجهاد الإسلامي ..واهم المطالب المرفوعة هي الغاء سياسة الحبس الانفرادي والاعتقال الاداري وتحسين الاوضاع المعيشية للاسرى بما فيها الوضع الصحي ..

ولعل اللافت هو هذا الحشد الشعبي غير المسبوق والالتفاف حول صوت الاسرى من عديد الدول العربية... تونس ومصر الاردن وغيرها ..كما احتشد آلاف الفلسطينيين في ساحة نيلسون مانديلا في مدينة رام الله دعما لاضراب المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ..وقد رفعوا الاعلام الفسطينية وصور الابناء المعتقلين مرددين شعارات وطنية منها «بالروح بالدم نفديك يا أسير» و»حرية حرية لأسرى الحرية». فهل تكون معركة الاسرى بداية لتوحد الفلسطينيين عوضا عن التشرذم والانقسام؟

وتزامن هذا الاضراب مع اعلان اليونسكو بان «اسرائيل» هي قوة احتلال في القدس الشرقية ..ليسجل الفلسطينيون انتصارا رمزيا ومعنويا آخر هاما في سجل المنظمات الدولية وذلك في اطار ما يسمى بـ « المعركة الدبلوماسية ضد المحتل» . بانتظار ان يوافق عليه اليوم المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة ليصبح نافذا. وسارع قادة الكيان الصهيوني للرد عبر تخفيض موازنة «اسرائيل» في الامم المتحدة.. وتزامن هذا الاضراب مع عدة معطيات هامة في مسار القضية الفلسطينية ومنها وثيقة حماس بكل ما اثارته من جدل حول ما ادخلته الحركة من تجديد على فكرها وعما اذا كان يواكب المتغيرات الاقليمية والدولية الحاصلة في المنطقة والعالم ...

ومن الاحداث الهامة نجد لقاء ترامب -عباس في العاصمة الامريكية والذي اثار مخاوف من ان تمارس الولايات المتحدة ضغوطا جديدة على السلطة الفلسطينية ...خاصة ان الرئيس عباس وجد نفسه ومنذ اندلاع ما يسمى بـ«الربيع العربي» يواجه منفردا عاصفة التغيرات الاقليمية ولا يمتلك الا عصا «الدبلوماسية الناعمة» التي يسعى من خلالها لإحداث اختراق ما في العالم ولدى الغرب لإيصال صوت فلسطين ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115