القصف التركي ضد الأكراد: دلالاته وأبعاده

فيما تتركز الأنظار على المعركة التي يقودها التحالف الدولي على «داعش» الارهابي في سوريا والعراق بكل ما فيها من استفهامات والتباسات ، يأتي القصف التركي لمواقع تابعة لوحدات الشعب الكردية ليطرح نقاط استفهام حول السياسات الجديدة التي سيتبعها

اردوغان بعد التعديل الدستوري الكبير الذي اطلق له يديه وجناحيه بعيدا في كل القضايا الداخلية والخارجية الشائكة...

وقد اعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء الغارات الجوية التركية باعتبارها استهدفت شركاءها الأكراد في الحرب ضد الارهاب في حين اعلن الجيش التركي انه قتل 70 مقاتلا كرديا...

الرئيس التركي اعلن ان هذه العمليات العسكرية في شمالي العراق وسوريا ستتواصل ضد ما اسماهم بالإرهابيين.. والمقصود بذلك وحدات الشعب الكردية. ولا يخفى ان المسألة الكردية هي بالنسبة لتركيا خط احمر اذ ينظر الأتراك الى تعاظم نفوذ الاكراد في شمال سوريا وتقدمهم في العراق كعنصر مهدد لأمنهم القومي ..ولطالما اثار دعم الامريكيين للمقاتلين الاكراد في حربهم ضد داعش الارهابي حفيظة انقرة خاصة انها تعتبر وحدات الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه «منظمة ارهابية» ..

رسائل للداخل والخارج
اية رسائل تحملها هذه الغارات؟ ..يجيب الباحث الكردي زيد سفوك لـ «المغرب» ان القصف التركي على مواقع القوات الكردية في شنكال وقرية قره جوخ (كراتشوك) ليلة الثلاثاء هو ليس بجديد ، منذ ان اندلعت «الثورة» السورية واستلم الكرد زمام المبادرة لمحاربة الارهاب ( تنظيم داعش الارهابي ) المدعوم من قبل تركيا زاد الحقد العثماني عليهم واصبحوا ضد استقلال اقليم كردستان من جهة ، ومن جهة أخرى زاد قصفهم لمواقع قوات حزب العمال الكردستاني من جهة اخرى والقوات المرتبطة به سياسيا. وتابع بالقول :»والقصف الهمجي الاخير يدل بأنها باتت في مرحلة استخدام القوة لإتمام مشروع خلافتها بدولة شبيهة بداعش في العراق والشام ، وهذا يدل بانها فشلت سياسيا ودبلوماسيا وحتى دينيا لان الدين بريء من سياسة الاخوان المسلمين وتنظيم داعش والنصرة المدعومين من قبل حزب العدالة والتنمية».

بين واشنطن وأنقرة
اما عن العلاقات الجديدة بين تركيا والإدارة الامريكية فيعتبر محدثنا انها تسير الى الاسوأ ، ويتابع بالقول :» تركيا تتمادى اكثر في جبروتها وتشددها الاسلامي وهو نفس النظام الحاكم منذ اعوام لم يتغير ، بينما الادارة الامريكية الجديدة ادارة سياسية متفتحة نوعا ما وادارة اقتصادية ناجحة ، ولن تقبل هذه الادارة أي املاءات من تركيا على حساب مشروعها في المنطقة ، وكان رفض الامريكان بالتخلي عن الاكراد كحليف استراتيجي في محاربة الارهاب خير دليل على رفضهم سياسة اردوغان «.

اما بالنسبة لتأثير ما جرى على الملفات العالقة في المنطقة ومن ضمنها الملف السوري اجاب :» اعتقد ان العلاقات الروسية الامريكية لن تتأثر ابدا ولا سيما بمجرد اعطاء الامريكان الضوء الاخضر لحزب الاتحاد الديمقراطي بالدفاع عن نفسه ضد الهجمات التركية . واضاف :»فبكل تأكيد سنشهد ثورة داخل تركيا لن تنتهي الا بسقوط حكومة اردوغان ، مما يدل بان أي تصدير للازمات وخلط الاوراق سيرتد على حزب العدالة والتنمية وستكون العواقب وخيمة» على حد قوله .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115