بعد إعفاء بن كيران: هل انتهى «ربيع» الاسلاميين في المغرب؟

يبدو ان المغرب يقبل على تغيرات غير مسبوقة خلال الساعات القادمة بعد اعفاء رئيس الوزراء عبد الاله بنكيران على خلفية عدم تمكنه من تشكيل حكومة وحدة جديدة بحسب ما اعلن الديوان الملكي في بيان صدر امس ...وقد صعد بن كيران الى رأس

الحكومة منذ عام 2011 في خضم ما يسمى بـ «الربيع العربي» والذي افرز حينها صعود الحركات الاسلامية في المنطقة بشكل غير مسبوق ..ويرى البعض ان موجة «الربيع الاسلامي» قد بدأت تخفت بعد ازمة الاخوان المسلمين في مصر وهذا ما جعل الزعيم الاسلامي بن كيران خارج المعادلة بعد تغير وتيرة الاحداث في المنطقة..فبنكيران - الذي كلفه الديوان بتشكيل حكومة منذ قرابة الخمسة اشهر – وجد نفسه عاجزا عن تشكيل تحالف حكومي يحظى بموافقة الأغلبية البرلمانية ..وقد واجه معارضة شديدة من تحالف الاطياف السياسية الليبرالية مثل حزب التجمع الوطني للاحرار (ليبراليون) الذي يضم تكنوقراطيين ووجهاء.

في المقابل ظهر اسم رجل الاعمال عزيز اخنوش الى الواجهة ، ويرى بعض المراقبين انه لعب دورا في عدم التمديد لولاية بن كيران . فقد تمكن من ان يحشد حوله ائتلافا من أحزاب صغيرة سمح له بمنافسة بنكيران وبفرض نفسه كقطب مؤثر في السياسة المحلية وفي معارضة الاسلاميين». وبحسب تقارير اعلامية فان الرجل اشترط ان يضم الائتلاف حزبين آخرين هما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري، مع استبعاد حزب الاستقلال.

وكان من المتوقع بالنسبة للبعض ان يعجز بنكيران عن تشكيل الحكومة لان جميع ممهدات النجاح غير متوفرة خاصة وان المؤسسة الملكية ليست متحمسة للتمديد للرجل . وقد كان بإمكان المخزن – بما يمتلكه من نفوذ واسع في الدوائر السياسية –ان يوفر لبن كيران دعم احزاب تساعده على تشكيل الائتلاف الحكومي ..

وتأتي هذه الخطوة المغربية في اطار التماهي مع المتغيرات العالمية ..حيث لم يعد من المرغوب «امريكيا» قيادة اسلامية للحكم بعد وصول دونالد ترامب وما اظهره من عداء للتيارات الاسلاموية على اشكالها ، وسط توقعات ايضا بوصول اطراف فرنسية مناوئة للاحزاب الاسلامية .. فالمغرب يفكر جديا في واجهة « جذابة وبراقة «للأطراف الخارجية تشجع المستثمرين الاجانب على وضع ثقلهم في الاقتصاد المغربي وهذا ما لم يعد يوفره شخص مثل بن كيران ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115