ممثل اليونيسيف في ليبيا د. غسان خليل لـ «المغرب»: من أصل 4569 مهاجرا هناك 700 طفل غرقوا في البحر عام 2016

دعا ممثل اليونيسيف في ليبيا د. غسان خليل جميع المعنيين في ليبيا وفي دول شرق افريقيا وشمال افريقيا ودول المقصد والمصدر الى ان تتعامل مع بعضها البعض. معتبرا انه من غير هذا التعاون لا يمكن ايجاد حلول مستديمة لمسألة الهجرة غير الشرعية. وشدد على ضرورة ان تكون القوانين

التي تسنها الدول المعنية بملف الهجرة متماشية ومتلائمة مع مبادئ حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني وان تراعي الدول الاوروبية اتفاقية حقوق الطفل فيما يخص الاطفال المهاجرين..ولفت الى ان المهاجرين الاطفال والنساء القادمين من الصحراء هم الاكثر تضررا من مراكز الايواء التي لا تتلاءم مع كرامتهم الإنسانية.

• ما تعليقكم على تواصل الاعتداءات التي يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيين في ليبيا وخاصة بعد العثور على جثث لمهاجرين افارقة مذبوحين في غابة التليل في مدينة صبراتة قبل يومين؟
نحن ندعو الجميع لاحترام حقوق المهاجرين ..فهم فئة ضعيفة تركوا بلدانهم ومجتمعاتهم للبحث عن حياة أفضل.. لا يجوز ان نجرمهم وان يتم اعتقالهم وحجز حريتهم ..يجب ان نتعامل معهم بطريقة تحترم الكرامة الانسانية . وهنا نطلب من الجميع اولا من دول المصدر التي يأتي منها المهاجرون وخاصة جنوب الصحراء ان يدعموا المجتمعات المحلية حتى لا يضطر هؤلاء الشباب والاطفال للهجرة.. وثم ندعو جميع السلطات والمعنيين في ليبيا وفي اي دولة اخرى يوجد فيها مهاجرون، ان تحترم حقوق المهاجرين وان تعاملهم بما يحترم الكرامة الانسانية وان يتم ايجاد افضل الحلول لهم بما يتناسب مع مصالح الدول ومصالح وحقوق هؤلاء الاشخاص. كما نطلب من دول المقصد اي الدول التي يقصدها المهاجرون وخاصة الدول الاوروبية ايضا ان تحترم حقوق هؤلاء الاشخاص وان تعاملهم بطريقة تحترم كرامتهم . اذن هي مشكلة تبدأ من دولة المصدر وتمتد الى دولة العبور وتنتهي بدول المقصد ولا بد ان تتعامل جميع الجهات وجميع السلطات من اجل ان نتمكن من دعم وصون حقوق هؤلاء الناس.. بالنسبة للأطفال والنساء هم الاكثر عرضة للضرر والخطر لذلك يجب تأمين حماية اضافية للنساء والأطفال خلال هذه الرحلة المميتة اكانت رحلة الصحراء ام رحلة البحر من شمال افريقيا الى اوروبا.

• ماذا عن وضعية مراكز الايواء خاصة في ليبيا؟
السلطات الليبية هي اول من يعترف بانه يجب تحسين وضعية مراكز الايواء لكي تراعي وضعية المهاجرين . بالنسبة لنا كمنظمة يونيسيف لا يجب ان يكون المهاجر في حالة حجز حرية لانه ليس مجرما طبعا من حق اي دولة تنظيم سياسات الهجرة لديها وهذا امر طبيعي تحت مبدأ سيادة الدولة وفرض القانون لكن بما يتماشى مع القوانين الدولية وبالتالي هذه المراكز يجب اعادة النظر بها وبالاوضاع التي تعاني منها بشكل اساسي . ونحن كمكتب لليونيسيف في ليبيا قمنا بدراسة في عام 2016 وتم الاعلان عنها الاسبوع الماضي.. لكي نلقي الضوء ونتعامل مع السلطات الليبية وبدعم من المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية للتعاون لإيجاد افضل الحلول لهؤلاء المهاجرين لا سيما الاطفال والشباب بما يحفظ حقوقهم ويصون كرامتهم الانسانية . وأشارت الدراسة الى انه من اصل 4569 مهاجرا هناك 700 طفل منهم غرقوا في البحر عام 2016.

• ما موقفكم من السياسات الاوروبية الاخيرة المتعلقة بالهجرة وخاصة تلك التي ترفض قبول اللاجئين ؟
نحن نقر بحق كل دولة بتنظيم سياستها حيال الهجرة .وكل دولة لها الحق في ان تنظم سياستها المتعلقة بالهجرة وفقا لمبدأ السيادة . وما نطلبه هو ان تكون القوانين التي تسنها هذه الدول متماشية ومتلائمة مع مبادئ حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني واتفاقية حقوق الطفل ...

• وما برامج اليونيسيف المستقبلية خاصة لمساعدة ودعم المهاجرين؟
نحن في ليبيا نعمل من اجل جميع الاطفال والشباب في جميع انحاء ليبيا ..كل الاطفال الليبيين وغيرهم. ولدينا برامج في مجال الصحة وقد دعمنا عام 2016 حملتين لتطعيم اكثر من مليون ومئتي الف طفل دون السادسة من العمر ضد مرض شلل الاطفال . ولدينا برامج للشباب في بلدات متعددة في الجنوب والغرب والشرق ولدينا برامج تعليم ومشروع لترميم المدارس المتضررة كي تصبح جاهزة لاستقبال الاطفال من جديد ..ونعمل ايضا في مجال المياه والصرف الصحي ونؤمن مضخات المياه حيث تختلط مياه المجاري بالمياه النظيفة مما يمكن ان يولد امراضا مميتة تنشأ من المياه الملوثة . وأردنا ايضا من خلال هذه الدراسة ان نلقي الضوء على احدى الفئات المعرضة للضرر والخطر وهي فئات الاطفال والنساء من المهاجرين الموجودين حاليا في ليبيا والذين يأتون من الصحراء ويعبرونها في رحلات مميتة. وهنا ندعو جميع المعنيين في ليبيا وفي دول شرق افريقيا وشمال افريقيا ودول المقصد والمصدر ان تتعامل مع بعضها البعض لأنه من غير هذا التعاون لا يمكن ان نجد حلولا مستديمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115