من عنق الزجاجة. وقالوا لنا بأن هذه الحكومة حكومة توافق وطني (دون أن نعرف تحديدا بين من ومن حدث التوافق وعلى ماذا كان الاتفاق). وبعد مدة قدمت هذه الحكومة ميزانية الدولة وصوّت السياسيون لصالحها وهللوا لها، وقلنا نحن المواطنين: الحمد لله أن البلاد أو على الأقل بعض أهلها سيخرجون من عنق الزجاجة إلى الهواء الطلق. لكن بعد بضعة شهور فقط من ذلك عاد نفس السياسيين ليقولوا لنا بأنها حكومة لا تصلح رغم أنها حققت نجاحات باهرة في بعض المجالات التي جيء بها من أجلها ! ورغم أن رئيسها رجل دولة وصاحب يد نظيفة !. ولما رفض هذا الأخير الاستقالة هددوه بـ«التمرميد» (دون أن يشتكي إلى القضاء بمن هدده وعنده شهود) إذا أصر على تطبيق بنود الدستور الخاصة بحل الحكومة.
ونحن الآن، بعد اقتراح رئيس حكومة جديد، في الجزء الثاني من الكذبة الكبيرة الفاحشة. وهذه المرة اسمها كذبة «الكفاءات». لقد قالوا لنا بأن حكومة السيد الصيد فشلت لأنها تخلو من الكفاءات، وهذه كذبة جيدة لأنها توفر على السياسيين المعنيين مسؤولية إخراج البلاد أو بعض أهلها من عنق الزجاجة، وفي ذات الوقت بدؤوا يقولون لنا بأن رئيس الحكومة الجديد، الذي اختير فقط لكفاءته، سيحتفظ ببعض كفاءات حكومة السيد الحبيب الصيد الفاشلة !
وبما أن القضية قضية كفاءات، بحيث لا يتحمل السياسيون مسؤولية فشلها المرتقب بحسب البعض (لا سمح الله) ، فإن رئيس الحكومة الجديد (في انتظار أن يستتب له الأمر عبر مجلس النواب) عاكف الآن على قراءة أطنان من ملفات الكفاءات الوطنية عله يعثر فيها على أصحاب علاء الدين وقنديله السحري. ولكن في نفس هذه اللحظة يضحك السياسيون على الجميع لأنهم هم في الحقيقة الذين يتزاورون من مقر حزب إلى آخر من أجل تحديد ملامح الحكومة الجديدة ! .
السياسيون المشاركون في مهرجات تشكيل الحكومة....