هذا هو المخرج الذي اختاره الحبيب الصيد ليخاطب النواب والرأي العام وليضع كذلك كل النواب – ولا سيما أولئك الذين منحوه ثقتهم في مناسبتين – أمام مسؤولياتهم وأمام ضمائرهم..
لسنا ندري هل يعتقد الحبيب الصيد أنه بهذه الطريقة يمكن له أن يحرز على ثقة النواب أو على الأقل على عدد محترم منهم يتجاوز الثلث.. أم أنه أقدم على هذه الخطوة غير مبال بنتيجة التصويت وأن الهام بالنسبة له هو الدفاع عن إنجازات حكومته والردّ على كل الاعتراضات والانتقادات التي يمكن أن يوجهها نواب الأغلبية أو المعارضة على حد سواء..
قد ينجح الحبيب الصيد في إحراج نواب الرباعي الحاكم ومن التحق بهم في مبادرة حكومة الوحدة الوطنية الذين سيجدون أنفسهم أمام تناقض تراجيدي: شكر الحكومة على مجهوداتها ثم التصويت بعدم منحها الثقة.
أما نواب الأحزاب التي رفضت الانضمام إلى هذه المبادرة فسيكونون هم أيضا أمام مفارقة غريبة: توجيه نقد لاذع للحكومة ثم الاضطرار إما للتصويت لفائدتها، وهذا يناقض كل تمشيهم السابق، أو التصويت ضدها وهكذا يكونون شاؤوا أم أبوا في صف المنادين بإسقاطها...
ثم هل يصفق كل النواب للحبيب الصيد اعترافا منهم بالجهود الكبيرة التي بذلها وبذلتها حكومته في ظرف عصيب ثم بعد ذلك لا يُمنح الثقة إلا من قبل القليلين؟.. ثم هل ستطلب كل ....