لا نعلم كما قلنا هل أن التنظيم الإرهابي داعشْ هو الذي يقف وراء هذه العملية الشنيعة أم لا؟ فالتحقيق الفرنسي لم يكشف إلى حد الآن العناصر التي تجعلنا نطمئن ونرجح فرضية بعينها ولكن الواضح أننا أمام «توقيع» داعشْ الإرهابي بداية بهذه الوحشية التي تستهدف الأبرياء في الطريق العام ونهاية بهذه الرغبة الجامحة في الإمعان في الإثخان...
ثم حتى لو لم تثبت التحقيقات الأمنية والقضائية ارتباطا عضويا بين مقترف هذه الجريمة النكراء وبين التنظيم الإرهابي المعولم داعشْ فإن هنالك ولا شك الثقل المعنوي لهذا التنظيم الإرهابي أي أن اللجوء إلى هذه الأعمال المدمرة أضحى طريقة عمل ونوعا من اليافطة التي تجتمع حولها نوازع إرهابية وإجرامية شتى وهذا في حد ذاته خطر جديد لا بد من الانتباه إليه بصفة جيدة...
بعبارات أخرى لقد أشاعت التنظيمات الإرهابية المعولمة وعلى رأسها داعشْ نوعا جديدا من الرعب الأعمى الدموي الذي يستهدف من يعتبرونهم كفارا أصليين (أي غير المسلمين) حتى وإن وجد فيهم من أهل القبلة وكذلك من يصنفوهم في خانة المرتدين كالشيعة مثلا أو عناصر مسلمة بعينها وهذه المجموعات البشرية المسالمة تصبح أهدافا «شرعية» لهذا الإجرام الإرهابي الأعمى...
ربما نحن بصدد مشاهدة تأثر بعض النفوس المريضة أو المحبطة بمثل هذه المشهدية الدموية الجديدة فترى أفرادا ينخرطون في هذه العمليات الإجرامية بدافع التماهي أو التشبه بالتنظيمات الإرهابية المنظمة وفق نظرية الذئاب المنفردة...
ولو ثبت هذا التحول في حادثة نيس المفزعة فنحن أمام صنف جديد من المخاطر الإرهابية التوقي منه سيكون أعسر وسوف يستدعي من القوات الأمنية في كل بلد مستهدف جهودا كبيرة لحماية أهاليه من هذا الجنون المتصاعد...
هذا هو الأساسي في نظرنا – مبدئيا – في عملية نيس الشنيعة ولا ينبغي أن نكون نحن التونسيين في موقف الدفاع المرتبك بحكم جنسية مرتكب هذا الجرم...
نحن نعلم أن الآلاف من أبناء هذا الوطن قد اختاروا طريق القتل والدم وأن ضحاياهم من جنسيات مختلفة بداية ببني جلدتهم وصولا إلى ضحايا عملية نيس ومرورا بما حصل ويحصل في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها من بلاد العالم...
فالإرهابيون والدمويون لا يمثلون أوطانهم الأصلية لكن نحن نجد حرجا في الإقرار بهذا الوضع... والإشكال ليس في جنسية المجرمين بل في....