ولكن من مفارقات الدهر أن تختار جماعات الإرهاب السلفي الجهادي المعولم هذه الأيام لتقوم بأبشع عملياتها الإجرامية وحشية. وقد اكتوت تونس مرتين في ذكرى 17 رمضان سنتي 2013 و2014 وسقط فيهما في كمائن غادرة خيرة شبابنا من جنودنا البواسل.. كما تمكنت قواتنا الأمنية والعسكرية في نفس الشهر الكريم وعلى امتداد هذه السنوات الأخيرة من إحباط عشرات المحاولات الإرهابية في مختلف مناطق الجمهورية...
كل التونسيين يعيشون احتفالات النصف الثاني من رمضان وبهم شيء من التوجس لما قد يصيب بلادنا من أذى.. ولكن ورغم أن الخطر قائم في بلادنا وغيرها من بلاد العالم ورغم أن تجنب كل المحاولات الإرهابية أمر عسير المنال فإن ما نلاحظه بكل إيجابية هو اليقظة اللامتناهية لقواتنا الأمنية والعسكرية وكذلك هاجس المواطنين والدليل على ذلك ما حصل منذ يومين بجندوبة حين تفطّن الأهالي إلى كيس غريب قرب المركب الجامعي وتبيّن فيما بعد بأنه يحتوي على متفجرات...
ينبغي أن نعلم بأن الجماعات الإرهابية الداعشية قد منيت بهزيمة نكراء شهر مارس المنقضي عندما اعتقدت أنه بإمكانها إقامة إمارة ببن قردان فقتل جل الإرهابيين وسجن بعضهم ولاذ آخرون بالفرار.. وحتى هؤلاء فقد تم القضاء أو القبض على معظمهم فيما بعد...
وهذا يعني بداهة بأن هذه المجموعات الإجرامية سوف تسعى ما أمكنها ذلك إلى رد الفعل... ورغم الصعوبة الكبرى في التحوّط من العمليات الفردية ذات اللوجستيك البسيط إلى حد ما إلاّ أننا ومنذ النجاح الباهر لقواتنا الأمنية والعسكرية في بن قردان لم نشهد إلا النجاحات الأمنية المتتالية وكل ما نتمناه هو مواصلة هذه السلسلة الإيجابية حتى ......