تأكيدا لما انفردنا بنشره يوم 17 ماي 2016: الباجي قائد السبسي وحوار المنعرج

• حكومة وحدة وطنية والنهاية السياسية لحكومة الصيد
يوم 17 ماي 2016 كنا قد نشرنا على صفحتنا الأولى «مفاجأة سياسية كبرى قبيل رمضان: تغيير رئيس الحكومة؟» وجاء الحوار الذي أجراه يوم أمس زميلنا إلياس الغربي مع رئيس الجمهورية على القناة الوطنية الأولى ليؤكد هذه المعلومات التي نشرناها منذ أكثر

من أسبوعين والتي شكك فيها على امتداد الأيام الفارطة جل السياسيين وحتى بعض زملائنا الإعلاميين وتم اتهام «المغرب» بخدمة «أجندات» خفية ومسترابة..
نعود إلى الأساس لنقول بأن حوار رئيس الجمهورية يوم أمس هو من أهم، بل لعله أهم تصريح أدلى به منذ توليه مقاليد الدولة يوم 31 ديسمبر 2014...
لقد دعا رئيس الجمهورية إلى حكومة وحدة وطنية باعتبارها الحل الأمثل والذي يحظى بموافقة جل الأطراف الفاعلة في البلاد...

وهذه «الوحدة الوطنية» لا معنى لها بالنسبة للباجي قائد السبسي إن لم يشارك فيها الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية...

وإن كانت هذه الوحدة الوطنية تشبه إلى حد كبير «الوحدة القومية» في بداية الاستقلال إلا أن مبرراتها اليوم لا تخفى على أحد خاصة خلال كامل فترة حكومة الحبيب الصيد، إذ اتضح أن القوى الأساسية القادرة على المؤازرة الفعلية والجدية لأية حكومة في تونس اليوم إنما هي بالأساس الهيئات الممثلة لطرفي الإنتاج الأساسيين، وإن كان هذا المفهوم لا يُقصي ضرورة أحزاب المعارضة الحالية لكنه لا يجعل من التحاقها شرطا لنجاح فكرة حكومة الوحدة الوطنية، ولكن لو تخلى اتحاد الشغل فستوءد هذه الفكرة في المهد.. وعندها لا يحق لأحد أن يلوم الحكومة في هذه الحالة...

«حكومة الوحدة الوطنية» تعني حتما النهاية السياسية لحكومة الحبيب الصيد وهذا ما أشار إليه رئيس الجمهورية بطريقة تكاد تكون واضحة واصفا إياه بطريقة عفوية بـــ«هذا» مما يفيد بأنه خرج عمليا من المعادلة السياسية القادمة...
وقد وضع الباجي قائد السبسي برنامجا واضحا لحكومة الوحدة الوطنية علاماته الأساسية محاربة الإرهاب ومحاربة الفساد (لأول مرة يتكلم قائد السبسي بكل قوة ووضوح عن استشراء الفساد) وتدعيم التمشي الديمقراطي ومقاومة تهميش الجهات والشباب مع التأكيد على المضمون الاجتماعي لهذه الحكومة إن كتب لها أن ترى النور...

كما أراد رئيس الدولة أن يُظهر نفسه في موقع المطلع وبدقة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي باستشهاده بالأرقام الدقيقة الدالة على التدهور الملحوظ لبلادنا دون إنكار الجهد الكبير الذي بذلته حكومة الحبيب الصيد ولكنه يلوم عليها توقفها وسط الطريق وعدم قدرتها على تطبيق القانون بالجدية الضرورية.

نحن أمام توجه جديد وقوي لرئيس الدولة... توجه لا يخلو من المجازفة إذ يبدو أنه أعلن، بصفة غير مباشرة، الوفاة السياسية لحكومة الحبيب الصيد دون أن يتأكد بصفة قطعية من قبول الطرفين الاجتماعيين الأساسيين بفكرة حكومة الوحدة الوطنية...
وكأننا بالباجي قائد السبسي يسير على خطى طارق بن زياد عندما أحرق سُفُن جيشه في بداية فتح الأندلس قائلا قولته الشهيرة «العدو أمامكم والبحر وراءكم»..

مبادرة رئيس الجمهورية فاجأت الجميع وإن كان واضحا لبعض صنّاع القرار بأنه قرّر منذ بضعة أسابيع التخلي عن حكومة الحبيب الصيد لأنها.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115