نؤكد مرّة أخرى أن المشكلة في تونس لا تكمن في وجود أزمة اقتصادية ومالية حادة جزء منها يعود ولاشك للسياسات الخرقاء المتعاقبة ولكن العناصر الخارجية من كوفيد ومن الحرب الروسية على أوكرانيا أضافت إلى مشاكلنا الداخلية تحديات ضخمة وضغوطات لا تطاق على المالية العمومية وعلى معيشة المواطنين..
نحن لا نحتاج لسرد الأرقام التي أضحت معروفة لدى الجميع : صعوبات ضخمة في توفير الموارد الداخلية وخاصة الخارجية لميزانية الدولة في غياب اتفاق مع صندوق النقد الدولي وفي ظل تردي الترقيم السيادي للبلاد.
هل نحن، موضوعيا،في أزمة كارثية لا حلول لها؟ بالتأكيد لا فمشاكلنا على أهميتها مقدور عليها وتجاوز الأزمة ممكن والنهوض باقتصادنا معلومة مفاتيحه..فماذا ينقصنا إذن؟
ينقصنا التشخيص العقلاني الصارم للمشاكل وللحلول معا،وتنقصنا خاصة الشجاعة الجماعية للاعتراف بمواطن الوهن في مختلف منظوماتنا وبضرورة الإقدام على إصلاحات غير شعبية لإيقاف النزيف أولا ولاستعادة نسق نمو قادر على خلق القيمة المضافة وعلى خلق مواطن الشغل بالقدر المطلوب ..
ولكن ما ينقصنا أساسا هو قيادة جدية لهذا المشروع الإصلاحي الضخم..قيادة قادرة على التشخيص السليم وعلى تصور الحلول الناجعة وعلى قيادة المفاوضات الجدية والضرورية في الداخل والخارج وأخيرا إقناع عموم التونسيين بضرورة الانخراط الجماعي في هذا الجهد الجماعي وان تضحيات اليوم هي المقدمات الضرورية لنجاحات الغد.
هذا فقط ما ينقص البلاد للخروج من أزمتها الاقتصادية والمالية الخانقة ..
هل هذا كثير على البلاد؟
ذلك هو السؤال.