بهجة دخلت إلى أفئدتنا بنجاح وتألق فتياتنا وفتياننا في امتحانات الباكالوريا وفي تلك النتائج الباهرة والفرحة التي جاءتنا من جندوبة والكاف وبومهل والقلعة الكبرى ومن كل معاهد تونس،وكان يوما أدخلت فيه لاعبة التنس أنس جابر شعورا بالفخر كاد يغادرنا بعد انتصارها الباهر في الدور الثالث لدورة «ويمبلدون» إحدى أكبر دورات التنس العالمي ..
لمن أسعفه الحظ بمشاهد مباراة بطلتنا المصنفة 24 عالميا ضد اللاعبة الاسبانية رقم 12 في العالم فقد عاش لحظات لا توصف من الخوف (في المجموعة الأولى) والإعجاب (في المجموعة الثانية) وكل مشاعر الفخر والفرح في المجموعة الثالثة..
أنس جابر علاوة على المستوى الفني والبدني الرائع الذي بلغته بعد سنين طويلة من العمل والتعب والإصرار والتصميم رغم التشكيك الذي نالها أحيانا ونال خاصة فريقها التونسي لحما ودما،علاوة على هذا المستوى الممتاز فهي أيضا علامة مضيئة على تونس التي نحب.. تونس التألق والعمل والفن والجمال وحبّ الحياة ..تونس التي تنهض من كبوتها ولا تخيفها التحديات وتجعل من إخفاقاتها عناصر لتحقيق نجاحات جديدة ..تونس التي تنظر إلى الأمام بإرادة صلبة وتصميم لا يكل..
لقد تمكنت أنس جابر خلال ساعتين من الزمن أن تنسينا وضعنا المقرف وصراعاتنا الصغيرة وتخبطنا وغرقنا في سفاسف الأمور ..
في تونس هنالك عشرات الآلاف ،بل مئات الآلاف من اللواتي ومن الذين يسيرون على نهج أنس جابر في الدراسة والبحث العلمي والإبداع الثقافي والتألق الرياضي والنشاط الجمعياتي..تونسيات وتونسيون يشتغلون ليلا نهارا من أجل التألق والتفوق وتحقيق الأهداف الطموحة التي رسموها لأنفسهم ..تونسيات وتونسيون اختاروا ألا يلعنوا الظلام وسوء الحظ وفشل
المنظومة وغياب الدولة وعبثية بعض الساسة.. تونسيات وتونسيون يعملون في صمت .. يحلمون ..يخففون وينجحون.. بعضهم متفوق على مستوى دولي وجلهم لا يعمل إلا للتفوق والتألق رغم المناخات غير المناسبة في جلّ الحالات ..
أنس جابر هي أحد الرموز الكبيرة لتونس هذه أيا كانت نتائجها اللاحقة .
لاشك أن بطلتنا تمر أحيانا بفترات ضعف وشك ولكن الواضح أن لها طموحا كبيرا وأنها تجتهد وتعمل وتثابر وتصمم مع فريقها لتحقيق النجاح تلو الآخر وهي تظهر الآن ، على صغر سنها،نضجا وعقلا راجحا وإرادة قوية تجعلها وستجعلها من طينة البطلات العملاقات ..
ونحن على يقين أن المستوى الذي أظهرته في مقابلة يوم أمس يجعلها قادرة على التقدم في هذه المسابقة الشرسة ولِمَ لا إحداث مفاجأة لم تكن تخطر على ذهن أحد..
شكرا أنس جابر على جهدك وتألقك وابتسامتك ..
شكرا أنس جابر ،لقد أضأت شموعا عديدة في سمائنا الكالحة ..
ستكون تونس أفضل بفضلك وفضل كل من سار على دربك.