يوم قبل انعقاد مؤتمرها العاشر: النهضة بين وَهْمِ «التخصص» وإكراهات «الوفاق»

غدا تنطلق أشغال المؤتمر العاشـــر للنهضة والثانـــي للحركة الإسلاميـــة المنعقد في العلنية وتحـــت الأضواء الكاشفة...

ولقد قيل لنا منذ المؤتمر التاسع لحركة النهضة المنعقد في صائفة 2012 بأن هذا المؤتمر العاشر هو مؤتمر «مضموني» وأنه سيحسم في كل الإشكالات العالقة عند الحركة الإسلامية منذ ثلاثة عقود بداية بهويتها الفكرية وصولا إلى نمط التنظيم الملائم لحزب سياسي علني ومرورا بتموقعها السياسي وبتقييم تحالفاتها إلى حد الآن..

مؤتمر «مضموني» راهن عليه الكثيرون داخل النهضة وخارجها لتغيير جذري في هوية الحركة وتموقعها الاجتماعي.. ولكن كلما اقتربت من موعد انعقاده طغت فكرة قوية بأننا سنكون في النهاية أمام مؤتمر عادي يقرّ ما أقدمت عليه القيادة من اختيارات معتبرا إياها إصلاحات كما أنه لن يحسم أيّة قضية جوهرية مكتفيا بالإقدام على عملية تجميلية سطحية باعتبار أن تغيير هوية حزب عقائدي كالنهضة لا يمكن أن يتم في سنوات قليلة بل يتطلب ذلك عقودا طويلة...

نقول هذا لا رجما بالغيب بل وضعا لهذا المؤتمر في إطاره الطبيعي لأن الخيارات الفكرية والسياسية الكبرى لا تناقش خلال يومين من قبل أكثر من ألف مؤتمر بل هي تعد على فترات أطول وتتطلب نقاشا داخليا وخارجيا في العمق لإنضاج الأفكار والبدائل.. وهذا النقاش في العمق لم يحصل بما فيه الكفاية وحتى إن حصل فهو لم يلامس عمق الأشياء وجوهر الهوية الإيديولوجية لحركة النهضة..

لقد حاولت القيادات النهضوية إقناعنا بأن مسألة «الفصل بين الدعوي والسياسي» قضية فكرية مفصلية ثم استعاضت عنها في الأسابيع الأخيرة بمسألة «التخصص» أي وكأن حركة النهضة ستنتقل بعد هذا المؤتمر من «الطبّ العام» إلى «طبّ الاختصاص» فهي ستهتم فقط بالجانب السياسي وتترك الجوانب الثقافية والتربوية والخيرية والدينية لــــ»المجتمع المدني» أي لنسيج من الجمعيات «المتخصصة» في الجوانب الخيرية أو الدينية بالأساس...

وهكذا يكون التغيير الموعود مجرد تقسيم أدوار ولا أحد يقول لنا بوضوح هل أن هنالك خيطا رابطا جامعا لكل هذه «التخصصات» من السياسي إلى التربوي إلى الخيري إلى الديني أم أن كل «تخصص» سوف يكون له عزفه المنفرد الخاص به...

وفي الحقيقة فالجواب جاهز منذ اليوم لأننا خبرناه هذه السنة الاخيرة على سبيل الذكر لا الحصر... فحركة النهضة لم تكن راضية على أداء وزير الشؤون الدينية الأسبق عثمان بطيخ ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115