انتشار عدوى فيروس الكورونا المستجد بتونس: بين المطمئن نسبيا، والمقلق جدا

تفيد أرقام وزارة الصحة ليوم 2 افريل الجاري ان عدد حالات الاصابة المؤكدة قد ارتفع الى 495 بعد تسجيلنا لـ40 حالة جديدة

كما سجلنا اربعة وفايات جديدة ليصبح اجمالي الوفايات في حدود الثمانية عشر.

قلنا يوم امس ان هنالك تراجعا نسبيا في نسق الاصابات المؤكدة حيث نزلت للمرة الاولى تحت سقف 10 ٪ وقد تواصلت هذه الوضعية لليوم الرابع على التوالي رغم الحالات الاربعين الجديدة، وفي صورة تطابق الاصابات المؤكدة مع حقيقة العدوى في البلاد فقد نكون في اتجاه عام الى حدّ ما ايجابي لأنه سيسمح لمنظومتنا الصحية بتعامل افضل مع مختلف حلات المرض الناجمة عن هذه العدوى.

ولكن الرقم المفزع في احصائيات وزارة الصحة هو تفاقم عدد الموتي حيث بلغ 18 حالة وقد تضاعف هذا الرقم خلال اربعة ايام فقط بما بنبئى بتكاثر مطرد لعدد الموتى خلال الايام القادمة، اي ان هذا العدد قد يتجاوز عتبة المائة قبل منتصف افريل الحالي.
وفي الحقيقة هذه الارقام متوقعة منذ حوالي عشرة ايام حيث بدأ عدد الوفايات يتزايد بصفة شبه يومية نتيجة التكاثر المطرد لعدد المصابين منذ اواسط مارس الماضي.

في المقابل ما يزال عدد المتعافين تماما من مخلفات الاصابة بفيروس الكورونا ضعيف للغاية اذ هو لا يتجاوز الى حد الان اصابع اليد الواحدة وهذا يعطينا حوالي 1 ٪ من المتعافيين مقابل 4 ٪ من الموتى.

ينبغي ان نكون حذرين جدا في التعامل مع هذه الارقام لأننا لا نعلم ،الى الآن، كيف ستتطور الحالة الصحية لجميع المصابين خلال الايام والأسابيع القادمة، اذ يبقى عدد المعالجين بالمستشفيات العمومية الى حدود غرة افريل دون الثلاثين والارجح ان شيئا من الغموض حول حقيقة الوضع الوبائي سيتواصل الي نهاية الاسبوع القادم حيث لا يتوقع ان يرتفع عدد التحاليل الجملية حسب ما أفاد به رئيس الحكومة الياس الفخفاخ الي حدود عشرة الاف تحليل فقط، اي اننا سنكون دوما دون الف تحليل يوميا، وان الانتقال الي التحاليل الواسعة (حوالي 400.000 تحليل) لن يحصل الا بداية من اواسط الشهر الجاري.

في الاثناء سنكتفي فقط بهذه التحاليل الموجهة في انتظار تقييم علمي جدي لأثار قرار الحجر الصحي الشامل وهذا بدوره لن يكون ممكنا قبل نهاية الاسبوع القادم.
خلاصة القول نحن امام وضعية وبائية تتميز في ايامها الاخيرة بتراجع نسبي في وتيرة الاصابات المؤكدة مع ارتفاع حاد لوتيرة الوفايات ومع عدد محدود جدا من المتعافين..

كل ما نتمناه هو ان تتواتر الاخبار الايجابية خلال الايام والأسابيع القادمة وفي الاثناء لا نملك سوى احكام تطبيق الحجر الصحي الشامل والصارم شريطة ان تجد كل الاجراءات الاجتماعية المصاحبة للفئات المعوزة ومحدودة الدخل طريقها الي التنفيذ السريع بما يحفظ كرامة كل هؤلاء المواطنين ودون ان نعرضهم لمخاطر التفشي الافقي لو استمرت الطوابير الطويلة امام مكاتب البريد او بعض المزودين بهذه الشاكلة.

الخوف كل الخوف ان نضيف الى هذه الفئات الهشة مخاطر صحية الى وضعيات اجتماعية لم يعد بالامكان القبول باستمرارها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115