يوسف الشاهد في حوار خاص لقناة التاسعة: البقاء في الحكم إلى الانتخابات القادمة!

ماذا يمكن أن نستنتج من الحوار التلفزي الذي أدلى به يوسف الشاهد لزميلنا بوبكر بن عكاشة لقناة التاسعة؟

أن رئيس الحكومة لم يرد الإجابة عن الأسئلة الأساسية المطروحة اليوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. وذلك رغم أن صاحب القصبة قد تحدث في كل هذه المجالات وببعض الإطناب.. تحدث عن الوضع الاقتصادي مؤكدا التعافي في الاقتصاد الحقيقي وبدايته في المالية العمومية رغم بقائها تحت ضغوط المديونية بصفة مباشرة والعجز التجاري بصفة غير مباشرة..
وتحدث عن التضخم فقال انه كان متوقعا نظرا للإجراءات التي اضطرت إليها الحكومة في قانون المالية الفارط وأن مع بداية تعافي المالية العمومية وبفضل سعي الحكومة لمقاومة الاحتكار والتحكم في الأسعار سوف ينخفض التضخم.
وأعلن رئيس الحكومة أيضا عن بعض المشاريع الكبرى كميناء المياه العميقة بالنفيضة وتوسعة ميناء رادس والطرق السيارة الداخلية..

وما قاله يوسف الشاهد في الاقتصاد قاله أيضا في المواضيع السياسية والاجتماعية التي تطرق إليها.. أقوال ومواقف لا تفاجئ المتلقي وتعيد على مسامعه ما تعود عليه من مختلف خطب وحوارات وتدخلات صاحب القصبة، فهو ليس نهضاويا ولم يأت بالنهضة للحكم وعلاقته جيدة مع رئيس الدولة ولكن المعطيات تغيرت.. يوسف الشاهد يخرج فقط من هذه اللغة الخشبية عندما يتعلق الأمر بحافظ قائد السبسي والقيادة الحالية للنداء ولكن حتى هنا نحن أمام خطاب قد تعودنا عليه منذ رمضان الماضي..

ولكن بعد كل ما حصل في البلاد وبعد تغير المعادلة السياسية في البرلمان ونهاية التوافق بين «الشيخين» ليعوضه توافق من صنف جديد بين «الشيخ» و«الشاب» وبعد بداية اتضاح المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد المعتمد اليوم على كتلة برلمانية وعلى العديد من إطارات ومناضلي النداء بالأساس وهذا يعني أن يوسف الشاهد سيكون زعيما لحزب سياسي جديد معني ضرورة بالانتخابات القادمة..

والسؤال المحوري هو ما هي طبيعة هذا المشروع السياسي ؟ وهنا لا نجد إجابة واضحة .. فقط دعوة لتجميع العائلة الوسطية بمختلف مكوناتها حول «نظاف» وبصفة تكاد تكون صريحة حول يوسف الشاهد ومن هو ملتف حوله اليوم، ولكن ما هو المضمون الفكري والسياسي والاقتصادي لهذا المشروع ؟ هنا لا نجد إجابة واضحة وكأننا مدعوون فقط للثقة في يوسف الشاهد ولمواصلة الثقة فيه وفي ما أنجز فقط لا غير..

وعندما سئل رئيس الحكومة عن علاقته بحركة النهضة وعن استفادتها الكبيرة من التوافق معه كانت الإجابة فضفاضة مكتفيا بالتذكير بجذوره العائلية الدستورية فقط لا غير.
كان جزء من الرأي العام ينتظر إجابة عن سؤال واضح : هل ينوي يوسف الشاهد المواصلة في القصبة مع تزعمه لحزب سياسي حتى وإن لم يتم الإعلان الرسمي عن ذلك؟ .

يوسف الشاهد يؤكد أنه باق في السلطة إلى حدود انتخابات 2019 ولكن كيف سيقضي هذه السنة وهو بين تحمل أعباء الحكم في ظروف عسيرة وتكوين حزب جديد وما يتطلبه هذا من تفرغ ذهني وسياسي؟ كيف سيقنع التونسيين أن إمكانيات الدولة لن تستعمل لفائدة هذا المشروع السياسي ؟ كيف سنضمن ان رئيس الحكومة ومن هو ملتف حوله سينكبون فقط لخدمة البلاد ودون التفكير في الاستفادة من الاستمرار في ممارسة الحكم ؟ !
حوار يوسف الشاهد لم يأتنا بالجديد رغم السقف المرتفع للانتظارات..
الأكيد أنه طمأن أنصاره ولكن كان المطلوب ان يطمئن كل التونسيين ..

على كل حال الصورة أصبحت واضحة لدينا اليوم : الصراع بين رأسي السلطة التنفيذية سيتواصل إلى حدود الانتخابات القادمة والشاهد لن يترك مكانه شاغرا في السلطة و-حلبة الصراع لن تكون فقط حول صندوق الاقتراع ..
الأكيد كذلك ان الزمن السياسي في هذه السنة الانتخابية سيتداخل مع الاجتماعي والقضائي وربما الفضائحي أيضا والغلبة لن تكون ضرورة للأفضل بل للأقوى فقط ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115