التي عاشها الحزب الفائز في انتخابات 2014 طيلة السنة الماضية تصور الجميع بأن انشقاق جماعة «مشروع تونس» من جهة وانعقاد مؤتمر سوسة في جانفي الفارط من جهة أخرى قد أنهيا تلك الأزمة المستفحلة بإفرازهما لحزبين وكتلتين أكثر تجانسا وتناغما من الحزب الأمّ الذي لم يتمكّن من الحفاظ على وحدته رغم انتصاره المدوي في خريف 2014...
ولكن مؤتمر سوسة ورغم الانتصار الساحق لما كان يسمى بشق جربة بزعامة حافظ قائد السبسي ورضا بلحاج قد فاقم الأزمة دون حلّها واشتعل الصراع في أعلى هرم القيادة بين حليفي الأمس وتغيّرت مواقع وتبدلت التحالفات.. فأضحى الانتصار الساحق شبيها بهزيمة نكراء جعلت الأصوات التي فضّلت عدم الظهور والإفصاح العلني عن غضبها ترتفع من كل مكان منادية بضرورة إصلاح الأوضاع وبألا يستأثر شق وفريق بالحزب... وتصورت بعض «الأدمغة» آنذاك أن تقاسم السلطة داخل الهيئة السياسية المنبثقة عن مؤتمر سوسة بين رضا بلحاج الذي أضحى رئيسا للهيئة السياسية وحافظ قائد السبسي المكتفي بالإدارة التنفيذية، إلى حين، قد ينهي الأزمة الجديدة... ولكن هيهات.. ثم ظهرت مبادرة مجموعة 57 التي تضم قيادات وطنية ....