اليوم لدينا تحالف حزبي رباعي يدعم – نظريا – حكومة الحبيب الصيد ولكن باستثناء حركة النهضة، ولاعتبارات حزبوية وتموقعية، لا أحد يساند الحبيب الصيد بل نرى أن وتيرة «النيران الصديقة» قد تكاثرت ضده... البداية كانت مع كل شقوق نداء تونس، عندما كانت شقوقا، ثم تجرأ عليه رئيس الوطني الحر وأخيرا عبر وزير التنمية والتعاون الدولي رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم عن انزعاجه من وتيرة العمل الحكومي ككل..
ويبدو أن هذه النيران الصديقة قد تكثّفت وتدعّمت خلال الأيام الأخيرة.. بل بدأ التفكير الجدي في أسماء لتعويض الحبيب الصيد و»الخلاف» هو في التوقيت.. هل يكون ذلك الآن للاستعداد لخوض الانتخابات المحلية البلدية بقيادة جديدة قد وجدت ما يكفي من الوقت لتغيير الصورة والخطاب على الأقل أم يُمهل صاحب القصبة الحالي لنهاية هذه السنة علّه يتمكن وفريقه الحكومي الحالي من ترفيع نسق الإنجاز...
ولكن الوضعية الحالية لمنظومة الحكم لا تقتصر على هذه النيران الصديقة بل تتجاوزها إلى العلاقة المتوترة العلنية بين مكونات التحالف الرباعي إذ اشتعل فتيل الحرب بين حزب آفاق تونس ونوابه العشرة مع بقية أطراف الرباعي خاصة بعد الخلاف على قانون البنك المركزي وتحفظ ثلاثة نواب من هذه الحركة عليه ولولا تصويت الرابع لفائدته لكانت الكارثة بالنسبة للحكومة إذ كان هذا القانون سيسقط بصفة مهينة إلى حدّ ما... إذا ما معنى أن تتكون الأغلبية النيابية من 149 نائبا ولا تجد إلا 73 نائبا (بعضهم من خارجها) للتصويت على قانون تعتبره هاما بالنسبة لها...
وبقطع النظر عن كل هذه الملابسات فالسؤال اليوم هو ماذا سيفعل الحبيب الصيد أمام ....