بعد تردد «تسريبات» تفيد ترؤسه لنداء تونس أوساط مقربة من رئيس الحكومة تقول: يوسف الشاهد لن يقبل بدور حزبي لا لنفسه ولا لأعضاء حكومته ..

سويعات قليلة بعد صدور عددنا يوم أمس والذي تحدثنا فيه عن تسريبات تفيد احتمال رئاسة يوسف الشاهد لنداء تونس .. تسريبات أكدّها قياديون عديدون في هذا الحزب.. جاء الجواب واضحا من رئيس الحكومة إذ تؤكد مصادر مقربة منه بأنه لا ولن يقبل آية مسؤولية حزبية

لا في نداء تونس ولا في غيره ولا بالنسبة لنفسه ولا كذلك بالنسبة لفريقه الحكومي ..فمن أراد تحمل مسؤوليات حزبية من الصف الأول عليه أن يختار بين الحزب وبين الحكومة..

 

جاء هذا النفي لينهي الجدل الدائر في أوساط حزب نداء تونس والتي كانت قيادته الحالية الموالية لنجل رئيس الجمهورية تراهن على اسم يوسف الشاهد لتتجاوز أزمتها الداخلية المزمنة باختيار شخصية لا يواجهها نفس الصدّ والإعراض الذي يواجه المدير التنفيذي الحالي حافظ قائد السبسي ..

بعد فشل هذه الفرضية للمرة الثانية والنهائية خلال أشهر قليلة ها أنّ حزب نداء تونس يعود لطاحونة الشيء المعتاد.. دعوة للالتفاف حول ابن «صاحب الباتيندة» والبحث عن تأمين الصفقات الضرورية بين مختلف اللوبيات الفاعلة والغاية هي إنقاذ الواجهة.. واجهة تتشقق من كل جهة ولكن نفوذها مازال قويا فهي ضامنة ، إلى حدّ الآن ، الانضباط النسبي لجلّ أعضاء كتلتها النيابية رغم المحاولات ذات الشمال وذات اليمين ..

ولهذه الواجهة سلاح من الطراز الرفيع.. نداء تونس – عند جلّ التونسيين – هو الباجي قائد السبسي ومنظومة الحكم المنحدرة من تفوقه في الرئاسية.. وأنّ هذه اليافطة مازالت تحظى بجاذبية معقولة رغم خسارة هذا الحزب ورئيسه المؤسس لحوالي نصف قاعدته الانتخابية حسب آخر عمليات سبر للآراء .. ولكن لا احد ، إلى حدّ الآن ، تمكّن من ملء هذا الفراغ..

ومع هذا السلاح الذي يمتلكه نداء تونس إلى اليوم هنالك عنصر ثان مرتبط به ويدعمه طردا وهو التفكير في إعادة الترشح للتشريعية القادمة بالنسبة للنواب ولمن يطمح في تعويضهم كذلك وأيضا الأفق القريب للانتخابات البلدية..
فيافطة نداء تونس مازالت تحظى بفاعلية دنيا إلى أن يأتي ما يخالف ذلك..

في الأثناء الرفض النهائي لرئيس الحكومة أن يدخل ، ولو بصفة شكلية، في الحسابات المعقدة وغير الواضحة لحزبه يحسب له وهو رسالة إلى الجميع : الأولوية للبلاد ولمشاكلها قبل الاهتمام بالقضايا الحزبية والمستقبل السياسي الشخصي لهذا الوزير أو ذاك..
ولكن بالطبع فحكم التونسيين على الحكومة الحالية سيكون أولا وقبل كل شيء على قدرتها على انجاز ما وعدت به.. من محاربة الفساد وإنعاش الاقتصاد وإنقاذ المالية العمومية وتنمية الجهات الداخلية ومقاومة البطالة والتهميش.. والحكومة الحالية مطالبة بإثبات أنها بدأت تنجز أشياء في كل هذه الملفات..

المفيد والجديد في كل هذا هو أن المستقبل السياسي لنداء تونس ولحكومة يوسف الشاهد لن يكونا في خطين متوازيين .. وقد نكون أمام وضعية جديدة وهي أن صعود الواحد قد يحصل على حساب الثاني ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115