الأحزاب السياسية الفاعلة مسكونة بهواجس مختلفة..
• قيادات النهضة تخشى من انتصار «ساحق» يجعلها من جديد قبلة لكل الاستهدافات خاصة وأنّ الرياح الدولية لا تجري بما تشتهيه قيادات السفن الإسلامية.. وفي الحقيقة لا تعتقد حركة النهضة انه بإمكانها تحقيق نسبة مئوية أرفع بكثير من تلك التي حصلت عليها في الانتخابات التشريعية لـ2014 (%27) ولكن كل خشيتها من انهيار حليفها نداء تونس ممّا سينزع عنها هذه المظلة التي تستظل بها الآن وتجعلها بعيدة ،إلى حدّ ما ،عن الطلق المدفعي الكثيف لخصومها وأعدائها.. وفي الحقيقة الاختيار الاستراتيجي لحركة النهضة منذ صائفة 2014 هو الاكتفاء بالمرتبة الثانية حتى يتم إدماج الحركة في النسيج التونسي سياسيا وثقافيا واجتماعيا بصفة كلية وهذا يتطلب ، حسب نفس هذه القيادات،حضورا هاما دون أن يكون محوريا في الحياة السياسية الوطنية ..
• القيادة الحالية لنداء تونس الملتفة مؤقتا حول نجل رئيس الجمهورية تلعب لا فقط مستقبلها السياسي بل حياتها السياسية فلو حققت نتيجة إجمالية معقولة لا تقل عن خمس الناخبين ستكون قد أنقذت الأساسي وبإمكانها أن تقول بعد ذلك انه رغم كل الأزمات التي مرت بها فهي مازالت تشكل حزبا محوريا في البلاد..
أما لو جاءت الثالثة في الترتيب أي لو تفوقت عليها الحركة الإسلامية وحزب أو تحالف آخر فستكون النهاية النهائية لنداء تونس وسوف نرى هجرة كثيفة لإطارات ووجاهات هذا الحزب نحو الفائز (؟) الجديد..
• حزب مشروع تونس والتحالف الذي يسعى لبعثه أساسا مع الاتحاد الوطني الحرّ وبعض المستقلين وشق من شقوق نداء تونس يلعب بدوره ورقة هامّة مع هذه الانتخابات..
الانتصار بالنسبة لحزب المشروع لا يعني بالضرورة الحصول على المرتبة الأولى أو الثانية ..
الانتصار بالنسبة لمحسن مرزوق ورفاقه هو الحصول على المرتبة الثالثة وتجاوز سقف %10 من الأصوات.. فلو حصل هذا ستكون الانتخابات البلدية منصة الانطلاق......