وتتواصل هشاشة اقتصادنا في الثلاثي الثالث لسنة 2016 1,3 ٪ نسبة النمو 15٫5 ٪ نسبة البطالة

اقتصادنا الوطني لم يتعاف بعد.. بل يبدو أنه مازال يراوح نفس المكان: نموّ هش وبطالة مرتفعة... هذا ما تؤشر عليه المعطيات التي نشرها يوم أمس المعهد الوطني للاحصاء...


لقد تطور الناتج المحلي الاجمالي في الثلاثية الثالثة لسنة 2016 بـ 1٫3 ٪ بما يعطينا معدلا للأشهر التسعة الأولى لهذه السنة بـ 1٫2 ٪ وهكذا يصبح تحقيق نسبة نمو بـ 1٫8 ٪ على كامل هذه السنة من محض المحال... بل حتى نسبة 1٫5 ٪ التي أعلنت عنها الحكومة الحالية بصفة غير رسمية تصبح متفائلة جدا لأنها تفترض أن نحقق قفزة نوعية في الثلاثي الرابع تقدر بحوالي 2٫3 ٪ بل الأرجح أن ننهي هذه السنة بنسبة لن تتجاوز 1٫3 ٪ وستكون بهذا أسوأ ثالث نسبة بعد الثورة (1٫9 ٪ سنة 2011 و 0٫8 ٪ سنة 2015) وكل ذلك رغم القفزة الهامة في الخدمات المسوّقة (كالنقل والنزل والمقاهي والمطاعم..) بـ 3٫7 ٪ ولكن تراجع انتاجنا الطاقي والمنجمي (الفسفاط أساسا) بمعدل 5٫6 ٪ مع التراجع المنتظر للفلاحة والصيد البحري بـ 3٫7 ٪ جعل من هذا الثلاثي الثالث متواضعا إلى أبعد الحدود بل وأضعف من الثلاثي الثاني (1٫4 ٪) والذي كان بدوره مخيّبا للآمال...

وأخطر ما في هذه الأرقام هو تأكيد الهشاشة التي أضحت هيكلية في اقتصادنا الوطني اذ هذه هي السنة الرابعة على التوالي التي تكون فيها نسبة النمو دون 2٫5 ٪ مع العلم أن النمو المناسب لتونس والخالق للثروة وللتنمية ينبغي أن يتجاوز 5 ٪ سنويا...

وهذا يعني أنه ينبغي على البلاد أن تبذل جهدا استثنائيا السنة القادمة لتخرج من هذه الدائرة السلبية التي أضحى اقتصادنا يتخبط فيها... ولكن لا أمل لنا في تحقيق نسبة تقارب 2٫5 ٪ التي كانت احدى فرضيات مشروع قانون المالية للسنة القادمة دون عودة قوية ومتواصلة للصناعات غير المعملية وعلى رأسها استخراج الفسفاط والبترول والغاز...

ومع بقاء نمو آلتنا الانتاجية في هذا المستوى من الهشاشة فانه من الطبيعي أن تبقى البطالة في مستوى مرتفع اذ سجلت في هذا الثلاثي الثالث نسبة 15٫5 ٪ وهي وإن انخفضت بصفة طفيفة عن الثلاثي الثاني 15٫6 ٪ فإن العدد الاجمالي للعاطلين عن العمل لم ينخفض بل ارتفع ببعض المئات ليصبح اليوم في حدود 630٫000 من بينهم 267٫700 من حاملي الشهائد العليا... مما يؤكد المفارقة التونسية منذ أكثر من عشرية وهي أن الشهادة العليا لا تحمي من البطالة بل العكس تماما... اذ معدل العاطلين عن العمل من بين حاملي الشهائد العليا هو 31٫9 ٪ ويصل عند الاناث الى 41٫7 ٪ وهي أرقام مذهلة لم تتمكن كل السياسات والحكومات المتعاقبة من الحدّ منها...
قد يعتقد بعضنا بأن هذه النتائج المتواضعة انما تعود الى الغموض السياسي الذي صاحب في الصائفة الماضية خروج حكومة.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115