بعد أكثر من أربعة سنوات من تلك الحادثة الشنيعة التي اقشّعرت لها أبدان وأذهان كل محبي الحرية، جاء قرار المحكمة الابتدائية بسوسة ليدخلنا في حالة من الذهول لمنفق بعدها إلى الآن...
نحن لا نريد أن نعلق على قرار قضائي خاصة وأننا لم نطلع بعد على نص الحكم ولا نعرف كيف كيفت المحكمة عملية قتل الشهيد لطفي نقّض وهل هي شككت في القتل العمد أم في اقتراف المتهمين لأعمال من شأنها أن تدخل تحت طائلة القضاء...
كل ذلك سيتضح مع نشر نص الحكم ... ولكن الصادم لنا جميعا - سوى بعض المشتاقين للعنف السياسي الذي ساد في بلادنا سنة 2012 - هو الحكم على رفاق لطفي نقّض بالسجن لاستعمالهم العنف وأسلحة بيضاء بينما اعتبر المهاجمون - وعددهم بالمئات - وكأنهم «محتجون» سلميون اعتدى عليهم رفاق لطفي نقض - وعددهم لا يتجاوز العشرة - بالعصي والسكاكين والخناجر و«المولوطوف» وفق رواية جكاعة روابط حماية الثورة المنحلة قانونيا...
الغريب في أطوار هذه القضية أن لا أحد يشكك تقريبا في أطوارها الكبرى... فلقد قررت روابط حماية الثورة في تطاوين منذ بداية شهر أكتوبر 2012 مدعومة بشريا وسياسيا ولوجستيا من قبل حزبي النهضة والمؤتمر الحاكمين آنذاك أن تجعل من يوم 18 أكتوبر 2012 يوما لدحو «أزلام النظام النوفمبري» وعناصر «الثورة المضادة» وكان الشهيد لطفي نقّض يمثل بالنسبة لهذه.....