لتلعن الرئاسة لاحقا عن اللقاء وتنشر تسجيلا كشفت فيه عن تغيير في المعادلة وانقلاب في موقف الرئاسة من الحوار ومن المنظمة.
في كلمة الترحيب بضيفه حرص رئيس الجمهورية على ان يجعل اللقاء وكانه استمرارية للود الذي يجمعه مع منظمة الشغالين، بل انه تمسك بنفي «القطيعة « بينهما. وجعل الحديث عن «الجفاء» بينه وبين الاتحاد مجرد اراجيف يروجها «الكاذبون « وليس حقيقة الوضع.
ففي مروية الرئيس امس لم تصب علاقته بالاتحاد بأي جفاء او فتور، بل الانشغال بالوضع حال دون عقد لقاء مباشر ولكن لم يحل دون استمرار التشاور وتبادل الاراء مع الامين العام للمنظمة عبر الهاتف، ليقول الرئيس ان لقاءته بالطبوبي لم تنقطع بل استمرت سواء بصفة مباشرة او عبر الهاتف.
مروية يسقط عنها التصعيد الكلامي الذي اتاه الرئيس تجاه منظمة الشغالين و تلميحاته المنتقدة والمهاجمة للمنظمة بل اعتبرها أراجيف وان كان في اول كلمته قد قال «مرحبا بك بعد طول غياب « لدى ترحيبه بنور الدين الطبوبي الذي استعرض امامه «حجج» حسن العلاقة بين الرئاسة والاتحاد ودليله ان «اللقاء عقد».
اما الجفاء والقطيعة بين المؤسستين فليس من امرها شي غير ما تناقله «الكثرون» من اراجيف دأبوا عليها. وفق الرئيس الذي غفل عن انه ومنذ 25 جويلية لم يلتق بشكل فردي بالأمين العام لمنظمة الشغل والمحادثة الوحيدة بينهما كانت في ديسمبر الفارط. قبل ان تعود حدّة الخطاب الرئاسي ضد المنظمة من التلميح والتجريح واتهام مبطن.
كل هذا سقط وتناساه الرئيس الذي شدد في كلمته انه «يعمل على نفس المبدإ» ويعرف مكانة الاتحاد ودوره لا فقط النقابي بل السياسي والوطني، ليقدم لمحة عن تاريخ الاتحاد وامنائه العامين السابقين من بينهم فرحات حشاد.
وصلة التاريخ ومناقب الاتحاد ورجالته استمرت ولكن في خضمها القى الرئيس بجملته المفتاحية «لا نقبل بالحوار مع اللطوص» قبل ان يختتم كلمته الترحيبة بالعود على بدء ليرحب بالطبوبي بصفته «الاخ الامين العام» في محاولة لابراز مكانة الرجل والمنظمة لدى الرئيس.
لقاء استمر طويلا وعقبه قدم الطبوبي كلمة قال فيها ان تم التاكيد في لقائه بالرئيس «على ان المرحلة لا تبنى إلا في اطار تضامن وطني حقيقي» وانه لا يمكن بناء المستقبل في اطار «ردود الفعل» بل بعقلانية ليشدد على ان تونس «تبنى في اطار تشاركي» للانتصار في معاركها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
هذا فقط ما قد عن اللقاء بشكل صريح، لكن التلميح وعبارات متطايرة في كلمات الرجلين. قيس سعيد و نور الدين الطبوبي تكشف عن أن ما وقع تجنب الافصاح عنه صراحة. وهو ان اللقاء عقد نتيجة تطورات المشهد وخاصة عقب احداث الجمعة والتعاطي الامني مع المحتجين في شارع الحبيب بورقيبة.
هنا يكشف عن هذه النقطة بكلمات الطبوبي التي شدد فيها على ان حق التظاهر مكفول للجميع ومضمون لا يمكن المساس به. وهذا ما يفسر حرص الرئيس ايضا على ان يقلب صحفة الجفاء والقطيعة مع الاتحاد خاصة وانه نتيجة سلوك الامن ومنع المتظاهرين والايقافات وتعمد امنين اهانة المعارضين للرئيس قد ادت الى فقدان الرئيس لجزء من مناصري خياره السياسي خاصة لدى الاوساط النخبوية والحداثية.
خسارة سجلها الرئيس امس، يضاف اليها الانطلاقة المتعثرة للاستشارة الشعبية اليوم. التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها الى حدود كتابة المقال 11 الف مشارك. مع سيل الانتقادات التي توجه اليها، مما جعل الرئيس في موقف «صعب» واربك كل حساباته التي بان انها في طور المراجعة.
مراجعة يلمح الطبوبي الى انها انطلقت ولكنه لا يثق في نهايتها بل يامل ان يتحقق اولا « الوعي» كما يقول ليشير الى ضرورة عقلنة العملية السياسية والانفتاح على الفاعلين السياسيين للخروج من الوضع الحرج.
عقلانية يبدو انه قد قدم للامين العام مؤشرات اولية عن «عودتها» وعن عزم الرئيس وفق قوله ما عدا «اللوصوص» ان ينفتح في حواره مع الجيمع وفق قوله للطبوبي، مؤشرات عن انفراج تتكرر مثل تكرر الانتكاسات وهذه المرة السؤال يبقى هل يتكرر النمط، أي هل يقدم الرئيس مؤشرات سرعان ما يتنصل منها ام يدرك انه بات في وضع صعب ولا فكاك له وللبلاد الاب الايفاء بالتزامه.
رئيس الجمهورية يلتقي بالأمين العام لاتحاد الشغل: سعيّد يبحث عن رأب الصدع بعد تتالى التعثرات
- بقلم حسان العيادي
- 12:03 18/01/2022
- 597 عدد المشاهدات
يوم امس وبعد طول انقطاع اعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن انعقاد لقاء بين نور الدين الطبوبي ورئيس الجمهورية قيس سعيد،