الطبوبي بعد لقائه مع وزير الشؤون الاجتماعية: «ليست لدينا عداوة مع أي كان .. الاتحاد مع مسار 25 جويلية دون دعم مطلق..»

للشغل نور الدين الطبوبي أمس مع وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي، لقاء شدد خلاله الطبوبي -وفق ما أكدته وزارة الشؤون الاجتماعية- على أن المنظمة الشغيلة ستكون عنصر دفع إيجابي لمعاضدة مجهود الحكومة في تخطي كل الإشكاليات المطروحة، معبرا عن دعمه المطلق لتصحيح المسار ومساندته للقرارات المتخذة يوم 25 جويلية الفارط، مؤكدا على أهمية العمل المشترك بين الاتحاد والحكومة في هذه «المرحلة التاريخية» التي تعيشها البلاد لتجاوز كل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية.
وقد تناول اللقاء الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد بالإضافة إلى موضوع الاتفاقية الممضاة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية المتعلقة بالزيادة في أجور القطاع الخاص والتي تم إمضاؤها في مقر المجلس الوطني للحوار الاجتماعي في غرة جانفي وستتولى وزارة الشؤون الاجتماعية، دعوة كل الأطراف للمصادقة رسميا على هذه الاتفاقية تحت إشراف وزير الشؤون الاجتماعية.
لقاء للتوضيح
أكد نور الدين الطبوبي أن لقاءه مع وزير الشؤون الاجتماعية جاء بعد إمضاء الزيادة في أجور القطاع الخاص يوم السبت غرة جانفي الجاري، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يلبي الحد الأدنى لتعديل جزء من تدهور المقدرة الشرائية للعاملين في القطاع الخاص، وكان من البديهي والمنتظر أن تتوج المفاوضات بإمضاء هذا الاتفاق في حفل بهيج في رئاسة الحكومة إلا أنه تعذر في هذه المرة على رئاسة الحكومة ذلك مشيرا الى ان لها رؤيتها الخاصة في هذا الشأن، وقد تمّ إمضاء هذا الاتفاق في انتظار صدور الملاحق التعديلية وهو ما تمّ التداول فيه في لقاء الأمس مع وزير الشؤون الاجتماعية، مشيرا إلى أنه قام بتوضيح خصوصية هذا الاتفاق، قائلا «لنا ثقة في إطارات وزارة الشؤون الاجتماعية لتسريع إصدار الملاحق التعديلية وتعديل شبكات الأجور، وطبيعي جدا -ولا أخفي على أحد- أن العلاقة سادها شيء من الفتور في فترة سابقة مع وزارة الشؤون الاجتماعية في ظل وجود تباين في وجهات النظر وتمّ توضيح تلك المسائل بين الطرفين.. وأنه ليست لدينا عداوة مع الوزير أو مع أي كان وكل ما في الأمر أننا نقيم المسائل على ضوء التعامل والمعاملات، صحيح أنه ينتمي إلى سلطة تنفيذية لكن دوره أن يوفق بين الأطراف الاجتماعية سواء أكان ذلك مع اتحاد الأعراف أو مع الحكومة».
الاتحاد إلى جانب نبض الشعب
وفق ما أكده الطبوبي في الفيديو الذي نشر على الصفحة الرسمية للمنظمة الشغيلة على الفايسبوك تمّ التطرق خلال لقائه مع وزير الشؤون الاجتماعية إلى المنشور عدد 20 والذي خلق توترات اجتماعية وأغلق باب التفاوض الذي يعدّ من ميزات الحوار الاجتماعي، كما تمّ التطرق إلى الندوة الصحفية التي قامت بها الحكومة حول قانون المالية لسنة 2022 إلى جانب تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة المتعلق بتأكيده على الالتزام بالاتفاقيات الممضاة مع الاتحاد، وبخصوص مسار 25 جويلية، أكد أن الاتحاد مع مسار 25 جويلية وقد عبر عن موقفه في بيانه بتاريخ 26 جويلية وان الاتحاد لا يمكن أن يكون ألا إلى جانب نبض الشعب ومع آلام الفئات المفقرة والمهمشة.
مسار تشاركي مع القوى الوطنية
وتابع الطبوبي قوله إنه «من الأكيد جدا أنه لا يوجد دعم مطلق ولا عداوة مطلقة ويجب أن يكون المسار تشاركيا مع القوى الوطنية من أجل الخروج بالبلاد من المأزق، ونتمنى النجاح للحكومة في مهمتها لان نجاحها يعني نجاح الاتحاد وتونس والطبقة العاملة ويهمنا النجاح في إيجاد الحلول والمخرجات،... وزير الشؤون الاجتماعية مازال شابا وهو يقطع طريقه وله ظروفه وصعوباته والاتحاد له ملاحظاته وله قراءته النقدية، نحن نبحث -دائما- عن علاقة جيدة يسودها الاحترام المتبادل بين كل الشركاء الاجتماعيين والاتحاد لا يمكن للاتحاد إلا أن يكون داعما لكل الخيارات الوطنية ولا أحد بمفرده يمكنه بناء ربيع تونس ولا بدّ من تضامن وطني حقيقي من أجل الخروج من هذه الأوضاع وأن هذا الأمر ليس صعبا على بنات وأبناء تونس في هذه الفترة الحرجة».
اليوم هيئة إدارية وطنية
لقاء الطبوبي والزاهي يأتي يوما قبل عقد الاتحاد العام التونسي للشغل هيئة إدارية وطنية ستخصص للتداول حول قانون المالية للسنة الجديدة وتحديد موقف واضح منه إلى جانب المنشور عدد 20 الذي ينص على منع التفاوض مع النقابات قبل الترخيص من الكتابة العامة للحكومة والذي يمثل ضربا لحرية العمال النقابي. كما ستنظر الهيئة الإدارية للمنظمة الشغيلة المقررة اليوم الثلاثاء 4 جانفي الجاري في الصياغة النهائية للوائح المؤتمر العادي الذي سينعقد في فيفري المقبل بولاية صفاقس بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية بالبلاد.