بنبرة غاضبة وحادة..الطبوبي يردّ على سعيد من صفاقس: «الاتحاد لا يصطف بل يقود نحو البوصلة الحقيقية..والتخميرات لن تؤدي إلا إلى الهاوية»

• «اقترحت الحكومة التخفيض في أجور الوظيفة العمومية بنسبة 10 % ورفع الدعم عن المواد الأساسية...»
اختار الاتحاد العام التونسي للشغل المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي انعقد أمس للردّ على خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد

وخاصة الانتقادات التي وجهها ضدّ المنظمة الشغيلة في علاقة بالخيار الثالث، ردّ جاء على لسان الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي الذي شدد على أن الاتحاد منظمة مستقلة وانه لا يصطف إلا مع الخيارات الوطنية والدولة المدنية الديمقراطية الاجتماعية، مشيرا إلى أن الاتحاد لا يصطف بل يقود وان تاريخ الاتحاد حافل في النضال النقابي والوطني والسياسي والحقوقي ومن يريد أن يحكم البلاد عليه أن يقرأ أولا تاريخ البلاد جيدا وتاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل، ليشدد على أن البلاد تمر بمنعطفات ومنعرجات خطيرة وما يحاك ضدّ الاتحاد ليس بالجديد في كل العقبات وكل المراحل التي اعتبرها فاتورة للنضال الحقيقي.
وأضاف الطبوبي أنه لا يمكن أن تمرّ بعض السهام والتي ليست في محلها في الضباب، قائلا بنبرة غاضبة وحادة «الاتحاد العام التونسي للشغل لا يصطف إلا وراء الخيارات الوطنية والدولة المدنية والديمقراطية الاجتماعية، الاتحاد لا يصطف بل يقود نحو البوصلة الحقيقية ولا يمكن لأحد أن يزايد علينا في الوطنية، نحن الوطنية الحقيقة، نحن «أصحاب باي في البلاد ومناش كراية» والجميع أصبحوا مناضلين والاتحاد لن يحاسب أحدا على تاريخه والاتحاد لا يمكن إلا أن يكون له صوت مرتفع في الأوقات الحرجة ولا يخشى لومة لائم وما يميزنا على الآخرين أننا نحترم المقامات ونحترم دولة القانون والمؤسسات والدولة ورموزها».
«لا يمكن لأحد أن يكتب التاريخ بمفرده»
وفق الأمين العام للاتحاد فإن الثورة انطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 من ولاية سيدي بوزيد ولكن انخراط الاتحاد وخاصة الاتحادات الجهوية، هو الذي حسم المعركة الحقيقية لصالح الثورة من خلال إضراب 12 جانفي وإضراب 14 جانفي، قائلا «لا يمكن لأحد أن يكتب التاريخ ويضيع بوصله التاريخ بمفرده ..ما أشبه الأمس باليوم..الاتحاد مدرسة عميقة للممارسة الديمقراطية وأغلبية الشعب الذي خرج يوم 25 جويلية لم يخرج من أجل زيد أو عمر بل بسبب الفقر والبؤس والبطالة وحالة الغبن.. نحن شركاء في هذا الوطن وفي رسم الخيارات الوطنية لكن للأسف الشديد اختلط الحابل بالنابل..نحن مع قرارات 25 جويلية ولكن الاتحاد لن يعطي صكا على بياض لأحد مهما كانت الثقة فيه ومهما كانت رمزيته..قلنا لا بدّ من التشاركية والتعلم من الأخطاء السابقة والابتعاد عن التخميرات التي لن تؤدي إلا إلى الهاوية.. وعندما سئُلت خلال أيام المؤسسة في سوسة عقب آخر اجتماع لمجلس أمن القومي عن رأيي في خطاب رئيس الجمهورية أكدت أننا سنلتقط هذا الخطاب ونبني عليه وننسى خطابات التشنج وغيرها ولكن اليوم عندما يقول أنا أو لا أحد، نقول أننا لسنا تابعين لأحد ونحن مؤسسة قيم ومبادئ ولنا برامجنا وتصوراتنا ورؤيتنا».
احترام المقامات
كما شدد الطبوبي على أن الاتحاد لا يتعامل بـ«الكريدي» ويدفع بالحاضر لكنه في الوقت ذاته يحترم المقامات ولا يتهكم على أحد، وكان من الأجدر التحدث عن الأوضاع الاجتماعية وارتفاع الأسعار، قائلا « كنت أنتظر كنقابي وعامل تقديم رؤية واضحة للخيارات الاقتصادية والاجتماعية وللمفاوضات الاجتماعية ورؤية حول الاتفاقيات الممضاة سابقا والتحدث عن الفقراء والمساكين فهل سترفعون في مقدار منح العائلات المعوزة وفي الأجر الأدنى المضمون.. الفائدة ليست في الكلام». وتابع قوله «صحيح أن الاتحاد يتعامل مع السلطة التنفيذية وهي الحكومة ولكن في ظل الإجراءات الاستثنائية، فإن الحكومة تُنظّم بالأمر 117 ورئيس السلطة التنفيذية هو رئيس الجمهورية والحكومة أكدت أن الاتحاد شريك رئيسي خاصة أمام الجهات المانحة ..مصداقية الاتحاد كسبها بالدم ..وفي الجهة المقابلة رئيس السلطة التنفيذية يؤكدا أنه الفاتق الناطق في البلاد ..نحن نحترم إرادة الشعب وأنت رمز السلطة التنفيذية ورمز مؤسسة رئاسة الجمهورية. وقيمتنا من قيمتك ولكن لا يمكنك أن تهين أحدا في البلاد..نحن نريد منك أن توحد التونسيات والتونسيين».
مصارحة الشعب بالحقيقة
وأضاف أن الحكومة في الجلسة التي انعقدت السبت الفارط طلبت من الاتحاد الموافقة على برنامج اقتصادي يشمل التخفيض بنسبة 10 % في أجور الوظيفة العمومية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج الاقتصادي يقضي كذلك بتجميد الأجور لخمس سنوات قادمة ورفع الدعم عن المواد الأساسية والتفويت في عدد من مؤسسات القطاع العام. ودعا إلى مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والكشف عن الإشكاليات التي تعيشها البلاد أمام الرأي العام، بدل طرحها فقط في «المكاتب المغلقة»، قائلا «إن الصدق ليس مجرد شعار وإنما ممارسة ولا يمكن للاتحاد أن يساهم في تجويع التونسيين ولا يمكن له التنازل عن الاتفاقات السابقة و مركب نجاة تونس ولا يمكن لأي جهة إقصاؤه أو تجاهله..والسياسة أخلاق ومن ليست له أخلاق لا يمكن أن يكون مسؤولا..الاتحاد مستقل..لا أحد يحدد مربع الاتحاد...ولا خوف عليه وسيبقى جبهة موحدة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115