اتحاد الشغل وحركة الشعب: فك الارتباط مع الرئيس في انتظار توحيد المواقف مع القوى الوطنية

إلى جانبه ويساندون جميع الإجراءات والقرارات التي يتخذها بين الحين والآخر، فاليوم وبعد وقوفها في صفه بعد قرارات 25 جويلية وقبلها أيضا، تقف حركة الشعب الآن في صف المعارضين لتعلن بوضوح عن فك ارتباطها مع الرئيس، موقف بات واضحا خاصة بعد اللقاء الذي جمع أمس وفدا من الحركة مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الذي صعّد في الآونة الأخيرة من حدة خطاباته وانتقاداته ضدّ الرئيس ليشدد على رفضه لتواصل الغموض في المسار السياسي ورفض النظام الانتخابي القاعدي في انتظار خطابه اليوم بمناسبة إحياء الذكرى 69 لاغتيال فرحات حشاد.
استقبل الأمين العام نور الدين الطبوبي أمس وفدا عن حركة الشعب يترأسه زهير المغزاوي بحضور هيكل المكي وسالم لبيض، كما حضر سمير الشفي الأمين العام المساعد للاتحاد . وتطرق اللقاء إلى الوضع العام في البلاد و الإشكاليات المطروحة التي تتطلب وضوح الرؤية. كما تناول اللقاء سبل توحيد المواقف من الأزمتين الاقتصادية والسياسية واقتراح حلول للخروج منهما. هذا وعبر الطرفان عن معارضة انفراد رئيس الجمهورية باتخاذ القرار في ما يتعلق بمستقبل البلاد وضرورة التسقيف الزمني للإجراءات الاستثنائية، لقاء يأتي بعد يوم من كلمة رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء والذي تحدث خلاله عن تطهير البلاد وتطهير القضاء وتغيير عيد الثورة ليصبح 17 ديسمبر بدلا عن 14 جانفي وأنه سيعلن في الأيام القادمة عن المواعيد التي ينتظرها الشعب، كما يأتي هذا اللقاء يوما قبل الكلمة المرتقبة للطبوبي والتي تصفها قيادات الاتحاد بالبارزة والمهمة.
التصدّي لكلّ الانحرافات بإجراءات 25 جويلية
أكد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي أن اللقاء الذي جمع صباح أمس وفدا من حركة الشعب بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، تطرّق إلى ضرورة التسقيف الزمني لإجراءات 25 جويلية 2021 والتصدّي لكلّ الانحرافات بهذه الإجراءات المخالفة لما عبّر عنه الشعب التونسي وسبل توحيد المواقف من الأزمتين الاقتصادية والسياسية واقتراح حلول للخروج منهما. وبين المغزاوي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ حركة الشعب واتحاد الشغل يعارضان انفراد رئيس الجمهورية باتخاذ القرار في ما يتعلق بمستقبل البلاد، ويؤكدان على ضرورة التسقيف الزمني للإجراءات الاستثنائية.
تنسيق المواقف وتنظيم اللقاءات
كما لاحظ أنّ حركة الشعب ستستمر في تنسيق المواقف وتنظيم اللقاءات مع القوى الوطنية ومن بينها اتحاد الشغل، الذي سيكون معه لقاء في آخر الأسبوع القادم من أجل مزيد توحيد المواقف بخصوص إجراءات 25 جويلية التي دعمها الحزب منذ البداية، خاصّة «مع ما نلاحظه من تباطؤ في المضي قدما في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفتح ملفّات الفساد». وشدّد زهير المغزاوي على أنّ حزبه يؤكد على أهمية أن يفتح رئيس الجمهورية قيس سعيد باب الحوار مع كلّ القوى الوطنيّة بهدف تجاوز الفترة الاستثنائية والعودة سريعا إلى تنظيم انتخابات ديمقراطية.
رفض الغموض
موقف حركة الشعب تؤيده عدة أحزاب ومنظمات، وحسب ما أعلنته الحركة فإن التوجه نحو توحيد المواقف بين القوى الوطنية وأحد أطرافها قد توضح وهو الاتحاد العام التونسي للشغل في انتظار البقية والتي قد يكشف عنها بعد خطاب الطبوبي اليوم، ويشار إلى أن الطبوبي كان قد أكد أن اتحاد الشغل يرفض الغموض الذي يكتنف المسار السياسي لما بعد 25 جويلية، معربا عن معارضته للنظام الانتخابي القاعدي، كما أن الاتحاد يرفض تقديم صك على بياض لرئيس الدولة، مطالبا بتحديد سقف زمني للإجراءات الاستثنائية وتوضيح الخيارات السياسية والعمل في إطار تشاركي. ودعا إلى الإسراع بتنظيم حوار وطني تشارك فيه المنظمات والأحزاب، و اعتبر أن الأحزاب هي التي تبني الحياة السياسية ولا يمكن إقصاؤها أو انتخابها إلا عبر الصندوق، وأعلن عن رفضه لما يريده الرئيس أي «النظام القاعدي». كما شدد على أن سعيد قد انغلق على نفسه والحال أن المفتاح الحقيقي لإصلاح الوضع الاقتصادي والاجتماعي هو الإصلاح السياسي ولا بدّ أن يتحمل مسؤوليته، مشيرا إلى أن الاتحاد يساند فكرة إصلاح النظام السياسي ولكن وفق مقاربة تشاركية ودون إقصاء أي طرف خاصة الأحزاب التي رغم مساوئها فإن انتخابها أو إقصاءها يعود إلى الصندوق.