رئيس الجمهورية خلال لقائه مع وزير التشغيل: القانون عدد 38 غير قابل للتطبيق..الوظيفة العمومية لن تستوعب المزيد من الانتدابات والحلّ في «الشركات الأهلية»

في الوقت الذي ينتظر فيه الشباب المعطل عن العمل ممن تجاوزت بطالتهم 10 سنوات -بعد أشهر من الاحتجاجات والتصعيد والاعتصامات-

تفعيل القانون عدد 38 لسنة 2020 المتعلق بالأحكام الاستثنائية للانتداب في القطاع العمومي وصدور الأوامر الترتيبية الخاصة به بعد ختمه من رئيس الجمهورية ونشره في الرائد الرسمي، وقد أطل رئيس الدولة ليؤكد خلال لقائه مع عدد من الشباب المعطل عن العمل أن هذا القانون غير قابل للتطبيق وأنه لا توجد أية إمكانيات للانتداب بسبب الضغط الكبير الذي شهدته الوظيفة العمومية نتيجة الانتدابات الكبيرة، تصريحات أحبطت آمال المعطلين عن العمل رغم أنه كان قد تعهد لهم بإيجاد تصورات جدية قابلة للتطبيق في إطار الشركات الأهلية التي كان قد أعلن عنها خلال مجلس الوزراء أول أمس وذلك في إطار الصلح الجزائي.
بحسب بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية فقد استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد أمس بقصر قرطاج، نصر الدين النصيبي، وزير التشغيل والتكوين المهني. وتطرّق اللقاء إلى اللقاء الذي جمع رئيس الدولة، ظهر أمس مع عدد من الشباب المعطل عن العمل ومن أصحاب الشهائد العليا الذين طالت بطالتهم. وبيّن رئيس الجمهورية أن القانون الصادر في 13 أوت 2020 وُضع في تلك الفترة كأداة للحكم ولاحتواء الغضب وبيع الأحلام لا للتنفيذ، مشيرا إلى أنه لم يصدر أي أمر ترتيبي لتطبيقه. وأكّد رئيس الدولة على أنه لا بدّ من انتدابات حقيقية تُمكّن الشباب من خلق الثروة في إطار قانوني مختلف عن الأوهام الكاذبة.
قانون وضع لاحتواء الغضب
أكد رئيس الدولة في فيديو نشرته رئاسة الجمهورية حول اللقاء أن «القانون الصادر في 13 أوت من سنة 2020 هو قانون من قوانين الدولة لكن للأسف في تونس ومنذ سنوات عديدة صار الحديث مستمرا عن تفعيل القوانين ومن المفروض أن القانون هو قانون الدولة التونسية وينفذ كقانون من قوانينها كما يذيل أي نص قانوني آخر ولكن حتى يعلم الجميع إن وضع القانون في تلك الفترة كان لاحتواء الغضب وليس للتطبيق والتنفيذ وأكثر من ذلك جرت العادة أن يحيل القانون إلى الأوامر الترتيبية ولكن بعد صدور القانون والاحتفاء بصدوره هذه الأوامر لم تصدر عن السلطة، هذا وقد أحيل القانون في 3 مناسبات إلى الأوامر وتضبط كيفية تطبيق هذا الفصل بمقتضى أمر حكومي وهم يعلمون جيدا أنهم منذ أن وضعوا القانون أن هذه الأوامر الترتيبية لم تصدر أبدا، يبيعون الأوهام والأحلام لكن دون أي تطبيق أو أثر في الواقع، المقاربة يجب أن تكون مختلفة ولا بدّ أولا أن نستعيد أموال الشعب المنهوبة وسيتم إنشاء شركات أهلية يكون فيها المساهمون من سكان المنطقة وتتوفر فيهم صفة الناخب في الانتخابات البلدية وهم الذين يخلقون الثروة ولا يخلقون البضاعة المغشوشة التي نراها في نصوص القوانين.»
انتداب الآلاف بشهائد مزورة
وشدد الرئيس على أن تفعيل القوانين أو النصوص دليل على أزمة القانون ودليل على أن الذي وضع القانون لم يضعه للتطبيق بل وضعه كأداة للحكم ولاحتواء الغضب وبيع الأوهام الكاذبة، قائلا «تحدثت مع المعطلين عن العمل بكل صراحة عن هذه الأوضاع وتحدثنا كيف تمّ انتداب الآلاف بشهائد مزورة وحتى الختم الذي وضع على بعض الشهائد ختم غير صحيح وتم انتداب عدد من الأشخاص بناءً على شهائد مزورة بناء على ولائهم وبناء على تواطئ الجهات التي مكنتهم من الشهائد، نحن سنعمل على تطهير البلاد لأن الشعب يريد تطهير البلاد وتوليتم إحالة عدد من الملفات إلى القضاء وعلى القضاء أن يكون على موعد مع التاريخ لأنه لا يمكن أن نطهر بلادنا إلا بعد تطهير مؤسسات الدولة من هؤلاء الذين أرادوا أن يسقطوا الدولة وأرادوا أن يعبثوا بمقدراتها وترك الشباب في البؤس والحرمان ويبيعون لهم الأوهام الكاذبة والذين تجعلهم يعتقدون أن هذه النصوص ستطبق في حين أن الذي وضعها وصادق عليها ثمّ أنشد النشيد الرسمي يعرف أنه لن يطبق أبدا’’.
انتدابات حقيقية
وتابع سعيد قوله «سنجعل من الانتدابات حقيقية تخلق الثروة وتمكّن من تفجير إمكانيات الشباب في إطار قانوني مختلف عن هذه الأطر القانونية والأوهام الكاذبة، باعوا الأحلام ويريدون أن نتحمل مسؤوليتها، نحن نتحمل المسؤولية أمام الله وأمام الشعب ولا نخاف لومة لائم..يضعون الألغام في كل مكان، الألغام القانونية أو بالتظاهر أو بوضع القمامة أو بشكل من الأشكال ولكن هؤلاء ليس لهم مكان إن لم يكونوا في خدمة الشعب والشباب وسنحاول أن نجد الأطر القانونية الحقيقية والتي تنفذ لا أن تحال إلى أوامر لن تصدر أبدا».
توجهات جديدة ومشاريع جديدة
من جانبه أكد وزير التشغيل بعد لقاءه سعيد أن « الرئيس كان صادقا مع الشباب وأنه لا وجود لمصطلح تفعيل القانون لأن القوانين تطبق وأبلغ الشباب المعطل أن الوظيفة العمومية لا يمكن أن تستوعب المزيد من الانتدابات بسبب الضغط الكبير عليها ولا يمكن أن يبعه الأحلام الزائفة مثلما فعل من وضعوا ذلك القانون وتعهد أنه سيعمل بمعية الحكومة على إيجاد حلول كفيلة في إطار توجهات جديدة ومشاريع جديدة تجعل منهم قوة اقتراح ولخلق الثروة وسيوجه توصيات إلى رئيسة الحكومة للعمل بمعية الفريق الحكومي على وضع تصورات دقيقة قابلة للتطبيق في أسرع وقت ممكن تخول لهؤلاء الشباب من إطار جديد لخلق الثروة والاستجابة إلى مطالبهم المشروعة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115