بعد مسيرة باردو بقيادة حركة النهضة و«مواطنون ضدّ الانقلاب».. «تشديد الضغط» للبحث عن مخرج آمن ورئيس الجمهورية يغلق الطريق أمامهم

تقترب التدابير الاستثنائية التي تمّ الإعلان عنها من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم 25 جويلية الفارط من بلوغ 4 أشهر ولازال

الانقسام سيد الموقف مع توسع دائرة المعارضين لقرارات الرئيس وتواصل الحالة الاستثنائية دون تسقيف زمني لها إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، وقد تعمق الانقسام بين التونسيين يوما بعد آخر ولم تهدأ تحركات المعارضين الذين باتوا يعولون على الشارع لمزيد الضغط على رئيس الجمهورية ومحاصرته مع التهديد بمواصلة تحركاتهم الاحتجاجية واتجاههم حسب تصريحات إعلامية لأعضاء في مبادرة «مواطنون ضدّ الانقلاب» إلى طرح سياسي ورؤية سياسية تضمّ مجموعة من النقاط سيتمّ عرضها على المجتمع التونسي والأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية.
كان الحدث البارز في الـ48 ساعة الأخيرة المسيرة التي نظمتها مبادرة « مواطنون ضد الانقلاب » وحركة النهضة والتي شارك فيها وفق تقديرات المصالح الأمنية وحسب بلاغ صادر عن وزارة الداخلية حوالي 3500 شخصا، وأشارت في ذات البلاغ إلى أنه تمّ تحرير محاضر عدلية مع أذون قضائية في الاحتفاظ من أجل توزيع أموال وحمل ومسك أسلحة بيضاء دون رخصة والاشتباه في مسك واستهلاك مادة مخدرة، وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من الأحزاب الرافضة لقرارات سعيد وانفراده بجميع السلطات بقيادة حركة النهضة وعدد من الشخصيات الوطنية ومبادرة «مواطنون ضدّ الانقلاب».
الضغوطات تتزايد
ازدادت ضغوطات المعارضين على قيس سعيد الذي اختار أن يردّ على تحركهم شفويا يوم الأحد خلال الاحتفال بالعيد الوطني للشجرة بمعهد بن رشيق بالزهراء المكان الذي وقع فيه الاعتداء على أستاذ التاريخ والجغرافيا من قبل تلميذه، قائلا « في أماكن أخرى هناك من لا يزرع الأشجار بل يزرع بذور الفتنة، لكن زرعهم سيكون كاعجاز نخل خاوية وقد بدأت تتآكل بل وتآكلت منذ أعوام لأن السوس قد نخرها.. وستأتي على من يريدون ضرب الدولة التونسية ووحدتها وآمال شعبها ريح عاتية لن تترك منهم بقية باقية». وقد أسالت مسيرة باردو الكثير من الحبر وأثارت جدلا كبيرا سواء من ناحية البلاغات المتناقضة لوزارة الداخلية في علاقة بعدد المشاركين فيها أو من خلال منع المتظاهرين من التنقل إلى وسط العاصمة للمشاركة في المسيرة، وهو ما نفته وزارة الداخلية على لسان ناطقها الرسمي ياسر بن مصباح في تصريح له لوكالة تونس افريقيا للأنباء، حيث نفى وجود أية محاولات لمنع المتظاهرين، خاصة منهم القادمين من الجهات، من الالتحاق بالمكان المخصص للتظاهر، معتبرا أن تحديد مسارات للوصول إلى مكان الوقفة يندرج ضمن خطة أمنية لحفظ النظام في صفوف المتظاهرين. وقال إنه تم ضبط بعض الأشخاص في محيط الوقفة الاحتجاجية يحملون أسلحة بيضاء، مشيرا إلى تسجيل اعتداءات على أعوان الأمن من قبل مشاركين في الوقفة الاحتجاجية، ومحاولات لإزاحة الحواجز الموضوعة والتقدم في اتجاه مقر البرلمان.
تنديد
في المقابل نددت حركة النهضة في بيان لها بانتهاكات «الانقلاب» لحقوق المواطنين في حرية التنقل والتظاهر، كما نددت في ذات البيان بالاعتداءات المتكررة بحق المواطنين واستمرار الانقلاب في خرق القوانين، وذكرت أنه بإلغاء الدستور والبرلمان والهيئات التعديلية ومحاولات السيطرة على القضاء وتطويعه وسن القانون عدد 117 المناقض لقيم الجمهورية إذ تم إلغاء ضمانات الحقوق والحريات وفسح المجال لممارسات الاستبداد والديكتاتورية، وأشارت أنه تم اقتياد بعض المواطنين المحتجين على هذا التضييق في الطرقات إلى مراكز الأمن ومنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة باردو عبر الحواجز ومحاولة تقطيع أوصال المسيرة وإجبار المتظاهرين على التواجد في مجموعات متفرقة ومنع القائمين على التظاهرة من نصب منصة لإلقاء الكلمات و حجز الشاحنة المعدة لإلقاء الكلمات وحجز كافة المعدات الصوتية.
هيئات لـ«مواطنون ضد الانقلاب»
تتسع دائرة المعارضين لقيس سعيد من يوم إلى آخر الى حد أن من كان بالأمس يقف في صفه أصبح اليوم معارضا له ولقراراته والسياسة التي يتبعها، تحركات المعارضين باتت اليوم في أكثر من مكان، حيث تتجه مبادرة «مواطنون ضدّ الانقلاب» والأحزاب المعارضة لسعيد إلى تكثيف تحركاتها الاحتجاجية وتحريك التونسيين في كافة الجهات في الداخل وفي الخارج إلى جانب تشكيل هيئات لـ«مواطنون ضد الانقلاب» بغاية الضغط على قيس سعيد وتنظيم انتخابات سابقة لأوانها.
رغم اتساع دائرة المعارضين لقيس سعيد ونزولهم إلى الشارع للضغط على الرئيس إلا أن الاختلاف في الأهداف والتوجهات كان السمة البارزة ولم يمكن الشارع موحدا لهم، فالنهضة التي تقود التحركات المعارضة بعد تضييق الخناق عليها تبحث عن مخرج آمن يمكنها من الخروج بأخف الأضرار بعد فقدان شعبيتها لصالح الرئيس أما بقية الأطراف المعارضة فتسعى إلى مزيد الضغط على سعيد واستفزازه من أجل أن يردّ عليهم ولكنه اختار أن يغلق الطريق أمام جميع مساعيهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115