بعد حادثة الاعتداء على الأستاذ من قبل تلميذه في معهد ابن رشيق بالزهراء: إنذار بتفاقم العنف المدرسي..الأسرة والنقابات التربوية تهدد بالتصعيد وتطالب بسن قانون يجرم الاعتداء..

كانت حادثة اعتداء تلميذ أول أمس على أستاذه بسكين وساطور في معهد ابن رشيق بالزهراء من ولاية بن عروس مما استوجب

خضوعه لسبع عمليات جراحية، قد أثارت ضجة كبيرة في البلاد وردود أفعال رافضة لما أقدم عليه التلميذ خاصة بعد تتالي عمليات الاعتداء على الإطارات التربوية، حادثة تكشف عن تفاقم العنف في الوسط المدرسي بصفة غير مسبوقة وبروز سلوكيات غير طبيعية، الأمر الذي يستوجب التسريع في عملية إصلاح المنظومة التربوية قبل مزيد تدهورها، وقد أسالت هذه الحادثة أمس الكثير من الحبر واستياء الأسرة التربوية التي نفذت إضرابا احتجاجيا حضوريا في كافة المؤسسات التربوية بدعوة من الجامعة العامة للتعليم الثانوي مع المطالبة بالتسريع في سن قانون يجرم الاعتداء على المربين في أقرب الآجال.
نفذت الجامعة العامة للتعليم الثانوي أمس إضرابا احتجاجيا حضوريا بكافّة المؤسسات التربوية ، على خلفية ما تعرض له أستاذ التاريخ والجغرافيا الصحبي بن سلامة بمعهد ابن رشيق بالزهراء ببن عروس من «اعتداء وحشي غير مسبوق » بواسطة ساطور وسكين، ومن المنتظر أن تجتمع الجامعة اليوم الأربعاء 10 نوفمبر الجاري لتحديد سلسلة من التحركات النضالية التصعيدية، وفق تصريحات إعلامية للكاتب العام المساعد للجامعة نبيل الحمروني الذي شدد على أن ما تعرض له هذا المربي نتيجة حتمية لحملة التجييش والشحن الممنهجة التي تمارس ضد الأسرة التربوية، محملا مسؤولية هذه الحادثة وغيرها من الاعتداءات التي ارتكبت سابقا في حق المربين إلى سلطة الإشراف، مشيرا إلى أن سن قانون يجرم الاعتداء على المربين بات أمرا ملحا ومستعجلا.
التجنّد للتسريع في عملية الإصلاح التربوي
طالبت الأسرة التربوية خلال إضرابها الحضوري أمس في كافة المؤسسات التربوية كذلك كافة الهياكل النقابية التربوية بسن قانون تجريم الاعتداء على المربين وتكثيف الدوريات الأمنية حول المؤسسات التربية مع دعوة الأولياء إلى القيام بدورهم التربوي إلى جانب القيام بمراجعة حقيقية للمنظومة التربوية، هذا وندّدت وزارة التربية بحادثة الاعتداء على أستاذ التاريخ والجغرافيا الصحبي بن سلامة والتي وصفتها بالشنيعة والخطيرة، مؤكدة أنها تعمل بكلّ الوسائل القانونية لضمان حقوق الأستاذ الضحيّة، المعنويّة والمادّية، علما وأن الحالة الصحية للأستاذ مستقرة بعد خضوعه إلى 7 عمليات نتيجة تعرضه إلى جروح بليغة على مستوى الرأس والوجه، وحسب ما أكدته المكلفة بمهمة بديوان وزارة التربية وجدان بن عياد في تصريح لها لوكالة تونس إفريقيا للأنباء فإن الوزارة قررت بعد حادثة الاعتداء التجنّد من أجل التسريع في عملية الإصلاح التربوي وإتمام مرحلة وضع خطة عمل له في أقرب الآجال. وترتكز خطة عمل الوزارة في هذا السياق على العديد من الإجراءات التي سيتم قريبا الشروع في تنفيذها ومن أهمها الحرص على بعث مكاتب إصغاء بكافة المؤسسات التربوية دون استثناء والعمل على تنقيح عدد من التشريعات في اتجاه ضمان حماية المتعاملين مع الشأن التربوي، بما في ذلك المربين والتلاميذ، من جميع أشكال العنف التي تسلط عليهم داخل المؤسسات التربوية.
خلية أزمة لمتابعة التطورات
كما أكدت بن عياد أن وزارة التربية كلفت وفدا بمتابعة جميع تطورات حادثة الاعتداء وتقديم الإحاطة اللازمة للأستاذ الضحية ومن بينها توفير سيارة لنقل زوجته التي تقطن بنابل، ذهابا وإيابا، يوميا لزيارة زوجها بالمستشفى العسكري بتونس، وبينت أن وزارة التربية قامت بإحداث خلية أزمة صلبها لمتابعة جميع تبعات الحادثة بالمؤسسات التربوية بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للتربية، وذلك لضمان السير العادي للدروس بها. وأشارت إلى أن الوزارة أرسلت مذكرات لجميع المؤسسات التربوية الابتدائية والإعدادية والثانوية لتنظيم حصص توعوية بمناهضة العنف داخل المؤسسات التربوية يؤمنها المربون، غدا الأربعاء، وذلك مباشرة بعد تحية العلم. وشددت على أن مناهضة العنف ليست مسؤولية وزارة التربية لوحدها بل إنها مسؤولية مشتركة ينبغي على جميع الأطراف المنخرطة فيها بذل مزيد من الجهود لمناهضتها.
سعيد يتفاعل إيجابيا مع المطلب
وفق تصريح الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي فإن رئيس الجمهورية قيس سعيّد تفاعل ايجابيا خلال اتصاله به مع المطلب الذي تقدم به باسم الاتحاد حول إصدار مرسوم يجرم الاعتداءات على المربين وعلى المدرسة ، مشددا على أن تونس حزينة لما وصل إليه واقع المنظومة التربوية. ويشار إلى أن حادثة الاعتداء وما وصلت إليه المنظومة التربوية وتكرر الاعتداءات على الإطارات التربوية من أهم الملفات التي ستوضع على طاولة الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد التي ستنعقد اليوم الأربعاء 10 نوفمبر الجاري إلى جانب عدة ملفات عالقة وحارقة.
أشكال نضالية أخرى
بات الجميع يطالبون اليوم بضرورة وضع مقاربة شاملة لمقاومة العنف المدرسي بمختلف مظاهره والذي تفاقم في الفترات الأخيرة، لتجدد النقابة العامة للتعليم الأساسي مطالبتها بتجريم الاعتداء على المربين عبر استصدار نص قانوني رادع يعيد الاعتبار إلى المدرسة ويثبت قيمة المدرس من حيث هو عنوان لهيبة الدولة. ودعت كافة الهياكل القطاعية إلى التصدي بكل قوة إلى الاعتداءات التي تطال المربين وعدم التردد في اعتماد أي شكل نضالي يعيد الاعتبار للمتضرر ومن خلاله للقطاع عامة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115