في أول لقاء لها مع نور الدين الطبوبي: نجلاء بودن تؤكد التزامها بالحوار الاجتماعي وتعول على الاتحاد لإنقاد البلاد

يدرك الاتحاد العام التونسي للشغل جيدا أن الوضع الحالي بات مختلفا عن الوضع السابق وذلك بعد قرارات 25 جويلية والأمر الرئاسي عدد 117 المتعلق بالتدابير الاستثنائية

ووعيه بأن التحديات التي تنتظره لن تكون سهلة في علاقة بتفعيل الاتفاقيات المبرمة مع الحكومات السابقة خاصة مع حكومة هشام المشيشي والدخول في مفاوضات اجتماعية للزيادة في الأجور وغيرها من الملفات العالقة والشائكة نظرا إلى الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد و التجاذبات السياسية التي تعمقت بعد قرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد، الأمر الذي يحتّم على الاتحاد أن يكسب ود رئيسة الحكومة نجلاء بودن سيما وأن علاقته مع الرئيس تشهد نوعا من الجفاء مما دفع الأمين العام نور الدين الطبوبي إلى تصعيد خطاباته في الأيام الأخيرة.

طرحت العديد من القضايا والملفات على طاولة الاتحاد العام التونسي للشغل وكانت محور اللقاء الأول الذي جمع الأمين العام للاتحاد مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن صباح أمس، لقاء تكتمت عليه رئاسة الحكومة ولم يتم نشر أي كلمة بخصوص فحواه أو حتى الإعلان عنه، رغم أن اللقاء تمّ منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا، لقاء وصف بالإيجابي خاصة وأن رئيسة الحكومة قد شددت فيه على استعداد الحكومة لبناء علاقة يسودها الاحترام والثقة مع اتحاد الشغل، والتزامها بالحوار الاجتماعي.
اجتماع مرتقب بين المكتب التنفيذي للاتحاد والحكومة
أكد الأمين العام نور الدين الطبوبي انه التقى صباح أمس مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن في مصافحة أولوية، مشددا على انه لمس منها رغبة في النجاح والمثابرة والوطنية، وأن لها ثقة في مكانة الاتحاد العام التونسي للشغل وللحوار الإيجابي. وأضاف الطبوبي في تصريح له لموقع «الشعب نيوز» أن رئيسة الحكومة تعول على الاتحاد في إطار التضامن الوطني من اجل إنقاذ البلاد من الوضع الصعب على المستويين الاجتماعي والاقتصادي سيما وأن لهذين المجالين الأولوية المطلقة في تقدير الاتحاد باعتبار أن الخلافات السياسية يجب تركها جانبا والاهتمام بما يصلح حال البلاد، من خلال إنقاذ الاقتصاد في علاقة بما هو اجتماعي. كما شدد الطبوبي على أنه توجد في تونس فئات مهمشة وأشكال عمل هشة ويوجد مفقرون وأصحاب جرايات ضعيفة، كل هؤلاء يجب أخذهم بعين الاعتبار، مذكرا بمتابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة. وقال انه اتفق مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن على تحديد موعد لاحق يعقد فيه اجتماع بين المكتب التنفيذي الوطني والحكومة لضبط العلاقة وتحديد طريقة العمل مع مختلف الأقسام حسب القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تطرح في مختلف الوزارات.
رغبة بودن في البحث عن حلول
هذا ووصف الطبوبي اللقاء الأول مع بودن بالايجابي بعد ما لمسه منها من رغبة في البحث عن حلول وفي السعي للنجاح ولمعالجة القضايا خاصة على مستوى الديناميكية الاقتصادية والاستثمار من أجل التشغيل والتنمية. بدوه أكد الناطق الرسمي باسم الاتحاد سامي الطاهري في تصريحات إعلامية أن رئيسة الحكومة أكدت على التزامها بالحوار الاجتماعي وعلى التزامها بالتعاون مع المنظمة الشغيلة في معالجة كافة القضايا العالقة بالبلاد. كما كان اللقاء مناسبة تبادل خلالها الطرفان وجهات النظر وتم الاتفاق على عقد اجتماعات خلال الفترة المقبلة بين وفدين من الطرفين الحكومي والنقابي لتدارس الملفات القطاعية. هذا وأثار الأمين العام للاتحاد عدد من القضايا التي شملت إشكالية التشغيل الهش مع ضرورة إنهاء التعاقد في عدة قطاعات ومن بينها الصحة والتعليم. كما تطرق إلى أهمية تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة والمركزية النقابية، ومن ضمنها الاتفاقيات التي تهم تحسين وضعيات الفئات الهشة كذلك الاتفاق الخاص بعمال الحضائر.
لقاء ايجابي في انتظار القادم
وقد وصف اللقاء الأول بالإيجابي في انتظار الخطوات القادمة بين الطرفين ومدى تطور العلاقة بين الاتحاد ورئيس الجمهورية خاصة بعد التصريحات التصعيدية الأخيرة للطبوبي والتي أكد فيها الاتحاد أنه لا يمكن له أن يقدم صكا على بياض لأي كان، مشيرا إلى أنه ليس لديه أي إشكال مع رئيس الجمهورية، قائلا « لا بيناتنا لا حرثة لا ورثة.. وإذا كانت هناك اختلافات وتعبر عن مواقف فإنها ستبقى للاتحاد للتاريخ.. وتبقى المواقف المبدئية في تاريخ الاتحاد في كل أزمة من الأزمات..فالمسألة ليست شخصية وليس لدي أي مشكلة مع الرئيس ولكننا نختلف في بعض التوجهات..أعطيني مضامينك واختياراتك ونقرر إن كنا سنكون معك أو ضد.. فالمطلوب اليوم هو أن نعرف الخيار السياسي الذي نتجه إليه... أنا منخدمش في لجان شعبية وما نقبلوهاش في الاتحاد .. ولا أحد يمكن أن يزايد في وطنية الاتحاد ولا في رؤيته التي سيرسمها..ومن يريد أن يحكم تونس فعليه أن يطلع على تاريخها..وعمق الممارسة الديمقراطية هي داخل الاتحاد العام التونسي للشغل..».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115