اجتماع البرلمان الأوروبي..زيارتا نائب وزير الخارجية الألماني ونائبة وزير الخارجية الأميركي: ويتواصل الانشغال الدولي بالوضع في البلاد بعد قرارات 25 جويلية

لا زال الوضع العام في البلاد يشغل اهتمامات عدة دول أجنبية، ليوضع الملف على طاولة النقاشات فضلا عن الزيارات المتعددة لشخصيات رفيعة المستوى على غرار وزير الدولة للخارجية

الألمانية ونائبة وزير الخارجية الأميركي اللذين يؤديان زيارة إلى تونس تستمر ليومين لمتابعة تطورات الوضعين السياسي والاقتصادي في البلاد بعد قرارات 25 جويلية الفارط، وكان ملف الوضع في تونس في موضوع نقاش عدة اجتماعات أجنبية من اجتماع الكونغرس الأمريكي إلى اجتماع البرلمان الأوروبي الذي أعد لائحة تتضمن 14 نقطة حول تونس على أن يتم عرضها على التصويت نقطة بنقطة يوم غد الخميس.

وفق بيان نشر على موقع الاتحاد الأوروبي، دعا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى وضع أجندة واضحة للعودة إلى النظام الدستوري والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية والفصل بين السلطات. جاءت هذه الدعوة أثناء مكالمة هاتفية جمعت بوريل مع الرئيس التونسي في مسعى لإيجاد حلول للأزمة السياسية في تونس بعد قرابة ثلاثة أشهر من إعلان سعيد عن التدابير الاستثنائية وتعليق عمل مجلس نواب الشعب. وأشار بوريل إلى أنه تحدث يوم الجمعة مرة أخرى مع الرئيس قيس سعيد، من واشنطن قبل عودته إلى أوروبا، لتمرير رسالة واضحة حول أهمية الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية، واحترام فصل السلط واستئناف الوضع المؤسساتي الطبيعي، ليشدد على ضرورة وجود أجندة واضحة من أجل العودة إلى الأحكام الدستورية العادية مع المتابعة عن كثب لتأثير القرارات.

الفصل بين السلط
ناقش مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي الوضع في تونس على ضوء التطورات الأخيرة وشددوا على أهمية الحفاظ على المكسب الديمقراطي وعلى أهمية المحافظة على الفصل بين السلطات وإعادة السير الطبيعي للمؤسسات. واعتبر أن الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة في الفترة الأخيرة يعد خطوة أولى ايجابية ولكن الاتحاد الأوروبي سيواصل متابعتها عن كثب. هذا وقدم الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية خلال الاجتماع اللائحة التي سيتم التصويت عليها في جلسة الخميس، لائحة تضمّ 14 نقطة أبرزها التعبير عن القلق إزاء التحدي الخطير الذي يواجه الانتقال الديمقراطي في تونس ودعوة الرئيس قيس سعيد إلى إعادة عمل مجلس نواب الشعب وضمان سيادة القانون مع الاعتراف بالانقسام العميق للنظام السياسي الذي حال دون تشكيل الأغلبية، داعيا إلى إجراء إصلاح لهذا النظام مع الاحترام الكامل للنظام الدستوري سيما الفصل بين السلطات مع الضمان الكامل للحريات الأساسية وحقوق الإنسان.

ضرورة إجراء حوار
كما شدد البرلمان الأوروبي على ضرورة إجراء حوار على المستوى الوطني خاصة الحوار الاجتماعي بمشاركة الشركاء الاجتماعيين ومنظمات المجتمع المدني الشرعية الأخرى للتغلب على الأزمة السياسية والدستورية، مشددا في هذا الصدد على الدور المهم والبناء في هذه العملية للاتحاد العام التونسي للشغل مع أهمية مشاركة الشباب والنساء على وجه الخصوص في هذا الحوار. لائحة تأتي بالتزامن مع عدة زيارات يقوم بها عدة مسؤولين كبار على غرار وزير الدولة للخارجية الألمانية الذي يؤدي زيارة إلى تونس تستمر ليومين، أمس واليوم، في إطار جولة في المنطقة ستشمل لاحقا الجزائر وليبيا، حيث يتوقع أن يبحث خلالها تطورات الوضع السياسي في تونس، والوضع الاقتصادي، وقد أجرى الوزير الألماني سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين من بينهم وزير الشؤون الخارجية عثمان الجرندي، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب والمجتمع المدني، كما التقى مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي.

العلاقات التونسية الألمانية
وفق بلاغ صادر عن سفارة ألمانيا بتونس فإن العلاقات القائمة بين تونس وألمانيا والتعاون الثنائي المكثف بينهما ودعم ألمانيا لمسار الانتقال الديمقراطي بتونس منذ عام 2011 شكلت محور لقاء جمع أمس بتونس نيلس أنين وزير الدولة للشؤون الخارجية نائب وزير الخارجية الألماني مع عثمان الجرندي وزير الشؤون الخارجية، كما أشارت السفارة إلى أن المحادثة بين الطرفين تناولت الملف الليبي وأهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة عدد 2570. وأضافت أن نيلس أنين سيمثل حكومة بلاده في مؤتمر «دعم استقرار ليبيا « الذي من المنتظر أن يلتئم يوم غد الخميس بمدينة طرابلس. ويحث القرار المذكور على تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية في موعدها يوم 24 ديسمبر المقبل.

تكريس الديمقراطية
بحسب بلاغ وزارة الخارجية، أبرز وزير الخارجية الدّيناميكيّة التي أحدثها تشكيل الحكومة الجديدة والعزم الذي يحدوها لتحقيق الأهداف من التدابير الاستثنائيّة التي اتّخذها سيادة رئيس الجمهوريّة يوم 25 جويلية 2021 والتي جاءت لتصحيح مسار التجربة الديمقراطية في تونس بما يستجيب لآمال وتطلّعات الشعب التّونسي في التنمية والازدهار. من جهته نوّه الوزير الألماني بالمستوى الرفيع الذي بلغته العلاقات الثّنائيّة التونسية -الألمانية في شتّى المجالات، مؤكّدا على استعداد ألمانيا الدّائم لمزيد تعزيز هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أرحب. كما عبّر عن تطلع ألمانيا إلى أن تمضي تونس قدما في مسار تكريس الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات بما يساعد على تثبيت الاستقرار وتحقيق مطالب الشعب التونسي في التنمية والعدالة الاجتماعية.
كما تؤدي نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان زيارة إلى تونس ستستمر يومين. وستلتقي شيرمان خلال زيارتها مع رئيس الجمهورية قيس سعيد ووزير الخارجية عثمان الجرندي، إضافة إلى عدد من المسؤولين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115