أسبوع على انطلاقها.. مشاورات تشكيل الحكومة تستثني الحزبيين والسياسيين والمنظمات الوطنية.. سعيد يريدها حكومة «تاريخية» تضمّ فقط «الأكاديميين»

مرّ أسبوع على تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، أسبوع تتالت فيه اللقاءات والاجتماعات المعلنة

وغير المعلنة بين الطرفين، ووفق المؤشرات الأولية فإن التشكيلة الحكومية باتت في مستوى اللمسات الأخيرة رغم خضوعها إلى عدة تعديلات وقد يتم الإعلان عنها في غضون الساعات القليلة القادمة وفي الوقت المناسب الذي يختاره الرئيس وكان مسار تشكيل الحكومة هذه المرة مختلفا تماما عن المرات السابقة -كما سبق وأن تمّ التأكيد على ذلك في مناسبات عدة- ذلك أن المشاورات التي تتم بين سعيد وبودن تتميز بالكتمان الشديد باستثناء بعض الصواريخ التي يريد أن يوجهها سعيد إلى خصومه في كل لقاء يجمعه مع بودن.
ينتظر كل من رئيس الجمهورية والمكلفة بتشكيل الحكومة الوقت المناسب للإعلان عن تركيبة الحكومة، وقت لن يتأخر باعتبار أن تركيبة الحكومة لم يتبق على استكمالها إلا بعض الترتيبات النهائية، تركيبة حرص خلالها الطرفان على أن تكون الأسماء المقترحة كفاءات مقتدرة تتميز بالنظافة والقدرة على التسيير، فتشكيل الحكومة وفق تأكيد رئيس الجمهورية سيكون وفق تصورات جديدة تقطع مع الأطماع والانتهازية، وشدد على الثبات على نفس المبادئ والثوابت ومواصلة العمل بنفس العزم من منطلق أن تونس تعيش لحظات تاريخية وعلى كل مسؤول أن يكون في مستوى آمال الشعب صاحب السيادة الذي عبّر عن إرادته بكل حرية.
حكومة تلبي آمال الشعب
اطلع رئيس الجمهورية في لقائه أول أمس مع نجلاء بودن على مدى التقدم الحاصل على مستوى تشكيل الحكومة الجديدة، وجدد التأكيد، في هذا الإطار، على ضرورة التسريع في ذلك بما يلبى آمال الشعب التونسي ويحقق تطلعاته، وشدد في فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على أن «هناك فجر قادم في تونس وستنتهي هذه الريح التي تبدو عاتية ولكن سيَصمد أمامها العشب التونسي والثورة مستمرة»، مشيرا إلى أن تونس ستبقى حرة ذات سيادة والسيادة فيها للشعب والعز للثورة والإكبار، قائلا «نحن في موعد مع التاريخ ولا يجب خسارة هذا الموعد الذي ينتظره الشعب». وأضاف «أن هناك من سال لعابهم وكذبتهم الأيام بالرغم من الرماد الذي يسعى إلى بثه الكثيرون فإن الحق سيبقى أبلج وواضح وستبقى تونس حرة..نحن في موعد مع التاريخ ولا يجب أن نخسر هذا الموعد لأن الشعب ينتظرنا وريحهم ستذهب وستبقى الرياح العاتية التي ستهز هؤلاء الذين يتربصون بالدولة».
الأمر عدد 117 .. إعلان مبادئ
رغم قرب الإعلان عن تشكيلة الحكومة، إلا أن التوقيت يبقى غير معلوم لدى العموم والأمر المؤكد أن مسار تشكيل الحكومة قد غابت عنه المشاورات مع الأحزاب السياسية ومع المنظمات الوطنية وهياكل المجتمع المدني، ووفق تصريح الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي لـ«موزاييك أف أم» فإن رئيس الجمهورية سيعلن في الأيام القادمة عن تركيبة حكومته وعن برنامجها، وسينطلق في المسار الإصلاحي، مشيرا إلى أن حركة الشعب تطلب منه أن يتوجه للتونسيين بخارطة طريق واضحة من أجل الانطلاق في بناء المسار التاريخي لتونس. وأوضح أن الأمر الرئاسي عدد 117 بالنسبة إليه إعلان مبادئ، وأنّ في التسقيف رسالة طمأنة للرأي العام وضمان لسلامه المسار، قائلا: «نحن نرى أنّ سنة تكفي للمرور من وضع الاستثنائي إلى الوضع الدائم. وشدّد المغزاوي على ضرورة دعوة رئيس الجمهورية للأحزاب التي لا تحوم حولها شبهات فساد والتي ليست لديها قضايا منشورة في المحاكم، وكذلك المنظمات الوطنية إلى حوار وطني.
مسار مختلف
مسار تشكيل حكومة بودن كان مختلفا، مسار غابت فيه الأحزاب والسياسيون والمنظمات الوطنية عن المشاورات، فرئيس الجمهورية حرص أن تكون الحكومة المرتقبة خالية من السياسيين وتضمّ فقط الأكاديميين رغبة منه في أن تكون الحكومة حكومة تاريخية تستجيب لمطالب الشعب فقط وهو ما أكده في عدة تصريحات والتي تتلخص خاصة في عبارة «تونس تعيش لحظات تاريخية»، الساعات أو الأيام القليلة القادمة ستكون مفصلية وحاسمة وقد تحمل عدة مفاجآت جديدة خاصة على مستوى اختيار الأسماء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115