مرور 6 أيام على انطلاق مسار تشكيل الحكومة...غموض متواصل: حالة من الترقب والانتظار تسبق «الصدمات» و«المفاجآت» الجديدة

تعرف البلاد حركة غير مسبوقة في الفترة الأخيرة سواء داخل رئاسة الجمهورية من خلال تتالي اللقاءات والمشاورات بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والمكلفة بتشكيل الحكومة نجلاء

بودن حول تركيبة الحكومة التي قد ترى النور في الساعات القليلة القادمة وقبل نهاية الأسبوع الجاري على أقصى تقدير، تركيبة عرفت وفق بعض الكواليس العديد من التعديلات في محاولة لجعل الاختيار متجانسا مع تمشي الرئيس، أو من قبل الأحزاب السياسية التي انقسمت بين المساندة لقرارات سعيد والمعارضة لها بشدة، وقد تعددت الجبهات والتحالفات يحاول الجميع الدفاع عن مواقفهم من الزواية التي يرونها مناسبة ويكون الشارع الإطار الأنسب للتعبير عنها، الحركية لن تقتصر على الرئاسة والأحزاب بل كذلك على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يجري سلسلة من اللقاءات مع خبراء وأساتذة ومع أحزاب سياسية.

الترقب والانتظار هو المشهد المخيم حاليا في الساحة السياسية، فالجميع يترقبون التشكيلة الحكومية المقبلة والتي اختار الرئيس والرئيسة المكلفة أن تتم بعيدا عن الأعين وأن تكون حلقة المتشاورين معهم ضيقة جدا لضمان عدم التشويش على المسار مثلما حصل مع اختيار المكلفة بتشكيل الحكومة نجلاء بودن، اختيار مثل صدمة غير متوقعة لدى الأغلبية، ذلك أن العديد من الأسماء المعروفة تمّ تداولها ولكن ذلك كان مجرد فرضيات وتكنهات، وفي انتظار الإعلان عن تشكيلة الحكومة فإن الأمر المؤكد هو أن المشهد السياسي في البلاد سيشهد العديد من التغييرات بل ونقلة نوعية تتماشى مع المرحلة التي اختارها رئيس الجمهورية أي مرحلة التدابير الاستثنائية، مرحلة سيختار فيها سعيد الأحزاب والأطراف التي يريد التعامل معها.

تحركات على كل الجهات
لئن شدد رئيس الجمهورية خلال لقاءاته مع نجلاء بودن على ضرورة التسريع في اقتراح أعضاء الحكومة ، إلا أن الحكومة لم تر النور بعد رغم مرور 6 أيام على التكليف، 6 أيام وقع فيها تداول العديد من القائمات والأسماء حتى أن بعض الأسماء المتداولة نفت على صفحاتها الرسمية خبر المشاركة في الحكومة، ولكن يبدو وفق بعض الكواليس ان حالة الانتظار لن تدوم أكثر وقد يتم الإعلان عن التشكيلة في غضون الساعات أو الأيام القليلة القادمة وقبل موفى الأسبوع الجاري، تركيبة قد تحمل مفاجآت أخرى وعلى الأغلب ستكون محدودة العدد، فرئيس الجمهورية استعد جيدا وعلى كل الجهات من أجل الردّ على خصومه الذين يعتزمون القيام بتحرك ضخم يوم 10 أكتوبر الجاري، والاستعداد لا يتعلق قط بتوقيت وولادة الحكومة بل في ما بعد الولادة.

حوار إثر إعلان تركيبة الحكومة
ووفق تصريح رئيس حركة الشعب زهير المغزاوي فإن رئيس الجمهورية قيس سعيد والذي التقى به في عدة مناسبات أعلمه أنه سيدعو إلى حوار إثر إعلان تركيبة الحكومة، وأضاف المغزاوي لـ«موزاييك أف أم» أن «حركة النهضة لن توجه إليها الدعوة للمشاركة في الحوار، لأنها جزء من المشكل ولأنها المسؤولة عن الخراب في البلاد»، مشيرا إلى أنه صرّح منذ أيام حول نية الرئيس عقد حوار يتناول خارطة نافيا وجود أي علاقة بين هذا القرار واتصال سعيّد مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

مسيرات ولقاءات متعددة
أما على مستوى الأحزاب السياسية، فإن الانقسام بينها سيد الموقف، أحزاب نزلت يوم الأحد للتعبير عن دعمها المتواصل لقرارات سعيد والمطالبة بحلّ البرلمان المعلقة أعماله منذ تاريخ 25 جويلية وأخرى برمجت النزول إلى الشارع في مسيرة ضخمة يوم 10 أكتوبر بعد أن تمّ منع الاجتماع السياسي التي كانت تريد تنظيمه يوم الأحد الفارط، اختلاف المواقف بين الدعم والرفض زاد في تعزيز انقسام التونسيين، وبخصوص اتحاد الشغل فإنه وفق بعض القيادات النقابية يواصل مشاوراته ولقاءاته من أجل الضغط الايجابي على الرئيس لتنظيم حوار والمحافظة على دوره كقوة للاقتراح والتعديل ويعكف حاليا بعد إعداد خارطة الطريق والتي نشرها للعموم على بلورة جملة من التصورات والمقترحات لتعديل القانون الانتخابي والنظام السياسي استعدادا للمرحلة المستقبلية وقد أجرى عدة لقاءات مع خبراء ومختصين في هذا الشأن على غرار محمد صالح بن عيسى وشفيق صرصار وغازي الجريبي ونائلة شعبان وسليم اللغماني ومحمد القاسمي وسامي بن سلامة وعبد الستار السحباني وحميدة بن عزيزة وبكار غريب وعبد السلام النصيري وعبد الرحمان اللاحقة ومصطفى باللطيف ومنتصر وردي وزكي الرحموني وعبد الواحد المكني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115