سمير ديلو المستقيل من حركة النهضة لـ«المغرب»: «الغنوشي لـم يتصل بنا ولست معنيا بكيان يتموقع على يمين النّهضة أو يعيد إنتاج تجربتها ..»

• لم نعد معنيّين بخصومة مع أيّ من منتسبي حركة النّهضة ولسنا بصدد التّحريض على مغادرتها..
عاشت حركة النهضة خلال الأيام الأخيرة على وقع نزيف جراء الاستقالات الجماعية، وقد وصلت إلى حدّ يوم الأحد المنقضي إلى 131 استقالة

شملت نوابا من البرلمان المعلقة أعماله ونوابا من المجلس الوطني التأسيسي السابق، وأعضاء من مجلس الشورى إلى جانب عدد من المسؤولين مركزيا وجهويا ومحليا وذلك بسبب ما اعتبروه « الإخفاق في معركة الإصلاح الداخلي ». وقد علل الممضون على بيان الاستقالة الجماعية أنهم خيروا تغليب التزامهم الوطني بالدفاع عن الديمقراطية والتحرر من الاكراهات المكبلة التي أصبح يمثلها الانتماء إلى النهضة، محملين قيادة الحركة المسؤولية في ما انتهى إليه الوضع العام في البلاد من ترد أدى إلى فسح المجال للانقلاب على الدستور والمؤسسات المنبثقة عنه.
تعتبر الخلافات الداخلية داخل الحركة والاستقالات من الحجم الثقيل، وذلك ليس بالجديد، فالحركة تتخبط منذ فترة بعيدة في صراعات حادة بلغت أشدها بعد قرار رئيس الحركة حلّ المكتب التنفيذي ثمّ تشكيل مكتب جديد وقد اسقطه مجلس الشورى، إلى جانب قرار تجميد عضوية عماد الحمامي وإحالته على لجنة النظام الداخلي، تراكمات من الأسباب جعلت قيادات في الصفوف الأولى تختار الاستقالة بدل التصادم مع رئيسها الذي استمر في نهج «التسيير الفردي» حسب تعبير بعض القيادات، وحسب تأكيد سمير ديلو أحد أفراد مجموعة الـ«131 المستقلين» لـ«المغرب» فإن قرار الاستقالة جاء بقناعة جماعية وبعد ترسيخ فكرة استحالة الإصلاح.
• ارتفعت حصيلة الاستقالات صلب حركة النهضة إلى 131 استقالة، فماهي الأسباب وهل أن العدد مرشح للارتفاع في الساعات القادمة؟
طالب الكثيرون بإضافة أسمائهم فأُضيفت، والغاية ليست إفراغ حركة النّهضة من قياداتها المركزيّة والجهويّة والمحلّيّة، هناك حوارات كثيرة سبقت الاستقالة وأفرزت مواقف متقاربة تمّت صياغتها في بيان إعلانها .. لم نعد معنيّين بالشّأن الدّاخلي لحزب حركة النّهضة ولسنا بصدد التّحريض على مغادرتها ..
• ما موقف رئيس الحركة راشد الغنوشي من هذه الاستقالات التي قد تتسبب في نهاية الحركة؟
لم يبلغني أنّه اتّصل بأيّ من المستقيلين ولا أظنّه سيفعل..
• قرار الاستقالة تمّ اتخاذه منذ فترة وليس حديثا، فلم هذا التأخير؟
لم يكن القرارا جماعيّا جاهزا بشكل مسبق، بل كان قناعة جماعيّة - ترسّخت تدريجيًا - باستحالة الإصلاح، وبمسؤوليّة حركة النّهضة بشكل كامل عن عزلتها الحاليّة وبشكل عامّ عن الأوضاع التي أدّت الى ما حصل في 25 جويلية وما بعده .. قد يكون قرار الإستقالة جاء متأخّرا (وذلك رأي الكثيرين .. - ومن بينهم والدتي ..!) ولكن إذا كان قرارا سليما - وهذا تقديرنا - فأن يأتي متأخّرا أفضل من أن لا يأتي على الإطلاق ..
• هل هناك إمكانية لتأسيس مجموعة الـ 131 المستقيلين من النهضة لحزب سياسي جديد؟
الانتماء الحزبيّ ليس قدَراً ولا حتميّة و بعض من يطرحونه يُضمِرون توجّسا من أن تكون الاستقالات مجرّد إعادة انتشار وتموقع لحركة النّهضة لفكّ عُزلتها الرّاهنة .. قضيّة التّنظّم مطروحة ولكنّها تحتاج الى حوار عميق حول هويّة الكيان الجديد ؟ وهل هو حزبيّ أم غير ذلك من الآليّات المرنة للتنظّم الحديث ؟ والمرجعيّة الفكريّة التي يستند إليها؟ شخصيّا لست معنيا بكيان يتموقع على يمين النّهضة أو يعيد إنتاج تجربتها ..
• خلال بيان الاستقالة، تحدثتم عن الإخفاق في معركة الإصلاح الداخلي، فماهي الأسباب الخفية وراء هذا الإخفاق؟
ترهّلت مؤسّسات حركة النّهضة وأصبحت الدّيمقراطيّة الدّاخليّة شكلية وأدّى الإنفراد بالرّأي والتّعويل على المؤسّسات الموازية إلى تهميش الرّأي المخالف ، فبينما كان لسان المقال يثمّن المؤسّسات ودورها كان لسان الحال يكرّس غير ذلك « قولوا ما شئتم وأنا أفعل ما أريد ..»! تهميش الرّأي المخالف لم يعد مسألة حزبيّة داخلية طالما أدّى إلى خيارات وسياسات وممارسات ساهمت بقوّة في وصول البلاد إلى ما وصلت إليه ..
• هل تعتبرون أن بعد هذه الاستقالات الثقيلة تكون حركة النهضة قد انتهت سياسيا؟
لا أدري، ولكنّ نهاية الحركات الشّبيهة لا يكون بخروج عدد من منتسبيها - بقطع النّظر عن عددهم ومواقعهم فيها - بل بمدى قدرتها على الحفر في مرجعيّاتها تحديثا وتحيينا، وتطوير مؤسّساتها استجابة لمقتضيات الحوكمة السّليمة والشّفافية .. وبتجديد خطابها وصورتها وعدم معاندة قوانين التّطوّر التي تفرض التّجديد والتّشبيب وإلاّ تحوّلت إلى ما يُشبه الطّائفة ( secte ) التي يترأسها زعيم طائفة (Gourou ..! )
• هل أن استقالتكم من حركة النهضة ستنهي الخلافات والخصومة مع رئيسها راشد الغنوشي؟
لم نعد معنيّين بخصومة مع أيّ من منتسبي حركة النّهضة ، راشد الغنّوشي هو رئيس الحزب الذي كنّا ننتمي إليه ولم يكن لنا خلاف شخصيّ معه، كنّا نعبّر عن معارضتنا له ( إن اقتضى الأمر ) مراعين للمقتضيات التي تفرضها تجربتنا وقناعاتنا وأخلاقيّاتنا .. مقيّدين ( نسبيّا ) بالتّحفّظ الذي يفرضه الانتماء الحزبي، وسنتعاطى لاحقا بما يقتضيه تقديرنا لصواب القول والفعل من عدمه دون أن يكون للموقع السّابق تأثير على الموقف اللّاحق..!
• محمد القوماني استقال أيضا من رئاسة لجنة إدارة الأزمة السياسية صلب الحركة، فهل من الممكن أن ينضمّ إلى مجموعة 131؟
اطّلعنا على نصّ استقالته وعلى التّوضيح الذي تلاها ولكن اعتبارا لأنّ استقالتنا قد سبقت استقالته فلا علم لنا بملابساتها..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115