بعد أسبوع من نشره لخارطة الطريق.. اتحاد الشغل في بيان تصعيدي: التأخير في تشكيل حكومة مصغرة يفضي إلى تفكيك الدولة وتعميق الأزمة

لم تحمل كلمة رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال لقائه مع أساتذة في القانون الدستوري أول أمس أي جديد بخصوص اختيار رئيس حكومة وفريقه الحكومي

رغم الدعوات المكثفة في الفترة الأخيرة إلى التسريع بتشكيل الحكومة كذلك رغم الضغوطات الدولية، بالنسبة لرئيس الجمهورية المهم لا يكمن المشكل في تشكيل الحكومة بل في السياسة التي ستتبعها في المرحلة المقبلة، ومع تواصل الضبابية تتالت البيانات المشتركة من قبل عدة أحزاب طالبت فيها رئيس الجمهورية بضرورة تكليف رئيس حكومة يتمتع بالكفاءة والاستقلالية، كما استغربت من تواصل غياب الحكومة، كما ان المطالبة بالتسريع في تشكيل الحكومة لم تقتصر على الأحزاب بل شمل كذلك الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أكد أن التأخير في تشكيل حكومة مصغرة من شأنه أن يفضي إلى تفكيك الدولة.

أكد المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له أنه بعد مرور أكثر من شهر ونصف على الإجراءات الاستثنائية ونظرا لغموض الوضع العام بالبلاد وحرصا على الدور التاريخي الوطني والاجتماعي للاتحاد العام التونسي للشغل وإيمانًا منه بضرورة ألاّ نفوّت على البلاد فرصة أخرى للتغيير الحقيقي، فإنه يجدّد مطالبته بالتسريع بتشكيل حكومة مصغّرة تتولّى مجابهة الملفّات الاقتصادية والاجتماعية والصحّية وتضمن استمرارية الدولة وتنفيذ تعهّداتها وتوفّر مناخات ملائمة لتجاوز الأزمة وتمثّل الدولة التونسية في كلّ المحافل الدولية ، معتبرا أنّ أيّ تأخير في ذلك لن يفضيَ إلاّ إلى تعميق الأزمة وإلى تفكيك الدولة وتهديد كيانها.

وجوب تحديد نهاية للفترة الاستثنائية
شدد اتحاد الشغل في البيان ذاته على وجوب تحديد نهاية الفترة الاستثنائية وتحديد معالم الإجراءات الضرورية اللاحقة للخروج من الأزمة السياسية ومن حالة الشلل العام الذي أصاب أغلب أجهزة الدولة وذلك وفق رؤية تشاورية وتشاركية من شأنها أن تسهم لاحقا في مناقشة رؤية سياسية بديلة ووضع تصوّر وطني لنظام حكم يلقى مشروعية شعبية وسياسية، مشيرا إلى أنه سبق له وأن دعم الخطوة التي اتخذها رئيس الجمهورية طبقا للفصل 80 من الدستور منذ يوم 25 جويلية 2021 ومدّدها يوم 25 أوت الفارط واعتبرها فرصة تاريخية واستجابة لتطلّعات التونسيات والتونسيين وتجاوزا لعشرية غلب عليها الفشل والحيف وتفشّى الفساد والإرهاب والاغتيالات السياسية لكنه طالب، في الوقت نفسه، بتحديد مدّة الفترة الاستثنائية وضبط مراحل المسار المقبل مع وجوب توفير ضمانات حول الحريات والحقوق وفي مقدّمتها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

التجند من أجل الدفاع عن الحرّيات والحقوق
كما أكد الاتحاد على وجوب احترام مبدإ الحوار الاجتماعي الذي تميّزت به تونس لعقود وشدّد من جديد على وجوب احترام المكاسب التي جاءت بها ثورة الحرّية والكرامة وتضمّنها الدستور من حريات وحقوق، ومنها حرّية الإعلام وحرّية التنقل وحقّ الدّفاع والحقّ في الاحتجاج والحقّ في المحاكمة العادلة وضمان استقلالية القضاء وعدم إقحام القضاء العسكري في القضايا المدنية، داعيا إلى الكفّ عن شيطنة القطاعات والشروع في إصلاحها، هذا وعبّر المكتب التنفيذي الوطني عن تجنّده من أجل الدفاع عن الحرّيات والحقوق انسجاما مع مبادئه ومرجعياته وتناسقا مع نضالات روّاده. كما أدان مرّة أخرى استقواء بعض القوى السياسية بالخارج وتمسّحها على عتبات السفارات وتحريضها ضدّ البلاد، معربا عن رفضه القطعي توريط تونس في سياسة المحاور الإقليمية والدولية تحت أيّ تعلّة كانت.

تغير المواقف
بعد أسبوع من نشره خارطة الطريق للمرحلة الاستثنائية والتي كان ينوي تقديمها إلى رئيس الجمهورية، تغير موقف اتحاد الشغل ليصطف مع الذين يطالبون بتحديد مدة التدابير الاستثنائية والتسريع في تشكيل الحكومة، تغيير في الموقف يأتي بعد تواصل ضبابية خارطة الطريق لرئيس الجمهورية، فالاتحاد وحسب تصريحات أمينه العام نور الدين الطبوبي يدعم مسار التصحيح ويرفض العودة إلى ما قبل 25 جويلية لكنه في الوقت ذاته يعتبر أنّ من حق الإتحاد وكل التونسيين أن يعرفوا الطريق الذي ستسير نحوه البلاد وطالب رئيس الجمهورية بتحديد رؤيته ليتمكّن إتحاد الشغل من تحديد موقفه ما إذا كانت رؤية الرئيس تتماهى مع تصور المنظمة المتمثل في بناء دولة مدنية ديمقراطية واجتماعية تضمن كل الحريات العامة والفردية أو لا، لأنه في صورة اختلاف التصورات فسيقع الحسم باليات الديمقراطية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115