القيادي في حركة النهضة سمير ديلو لـ«المغرب»: «قرار تجميد عضوية الحمامي مخالف لنظام الحركة ولا عذر لمن نصح ولا لمن استجاب وقرّر..»

تعيش حركة النهضة منذ أشهر على وقع صراع داخلي كبير بلغ أشده بعد قرار رئيسها راشد الغنوشي إعفاء كافة أعضاء المكتب التنفيذي ثمّ تجميد عضوية عماد الحمامي

وإحالته على لجنة النظام الداخلي، فشيخ الحركة الذي وجد نفسه يتخبط بين أزمة البرلمان وتعليق أعماله من قبل رئيس الجمهورية والخلافات الداخلية للحركة، بات يبحث عن مخارج لإنقاذ موقعه وإبقاء الحركة خاصة في المشهد وما بيان المكتب التنفيذي المسير للأعمال الأخير الا خير دليل على ذلك، حيث أكدت الحركة أنها تتحمل المسؤولية إلى جانب الأطراف الذين حكمت معهم وذلك بحسب حجمها في المشاركة في الحكم وإدارة البلاد وأنها تتفهم غضب الشارع مع استعدادها للتقييم الجدي والمراجعة العميقة خلال مؤتمرها القادم.

يدرك راشد الغنوشي جيدا أنه سيكون في مواجهة صعبة مع معارضيه خاصة أمام ازدياد عددهم وخاصة وان كافة القرارات التي اتخذها في الأسابيع الأخيرة لقيت رفضا واسعا من قبل الأغلبية الى حد أن المكتب التنفيذي المسير للأعمال خلال انعقاده أول أمس شهد نقاشات عميقة وخلافات شديدة، خلافات تعمقت مع قرار تجميد عضوية عماد الحمامي، وحسب تصريح القيادي في الحركة والنائب في البرلمان المجمد سمير ديلو لـ«المغرب» فإن هذا القرار ينمّ عن ضيق بالرّأي المخالف وعن سوء تقدير لانعكاساته السّياسيّة والرّمزيّة، بالإضافة إلى أنّه مخالف للنظام الأساسي لحركة النّهضة الذي لا يمنح لرئيس حركة النّهضة حقّ التّجميد إلاّ كإجراء احتياطي مؤقّت ، قائلا «في هذا القرار ، لا عذر لمن نصح ولا لمن استجاب وقرّر ..».

تأجيل الخلافات إلى المؤتمر القادم ...عبث
أكد سمير ديلو أن اعتراف الحركة بتحمل المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع في البلاد حسب ما جاء في بيان مكتبها التنفيذي «المنحل»غير كاف لامتصاص غضب الشارع، قائلا « هذه الصّياغة من باب تأكيد البداهة أو تفسير الماء بالماء، والمطلوب استخلاص العبر بشكل عاجل سياسة وخطابا وصورة، وتأجيل كلّ الخلافات والمشاكل إلى المؤتمر القادم يعني محاولة إصلاح ما حصل بأيدي من ساهموا في حصوله وسياستهم وخطابهم وهذا من باب .. العبث..!». وبين أن الحركة تعيش منذ فترة على وقع صراعات داخلية حادة واستقالات عديدة، مشددا على أن «الخلاف يتعلّق في جانب ( ليس هو الأعم ) بحوكمة الإدارة والتّصرّف والقرار وفي كلمة بالدّيمقراطيّة الدّاخليّة المعطّلة ، ولكنّه بشكل رئيسيّ يتعلّق بالخيار السّياسيّ ( منذ انتخابات 2019 ) فقد أدّى الإنفراد بالرّأي وتهميش المؤسّسات إلى أخطاء قاتلة ساهمت في وصول البلاد إلى وضع الخروج عن الشّرعيّة الدّستوريّة وتعطيل أغلب المؤسّسات .. انفردت مجموعة محيطة برئيس الحركة بالقرار السّياسي في مجال العلاقة بمؤسسة الحكم وأصرّت على توتير العلاقة مع أغلب الفاعلين في المشهد الّسياسي وتصوّرت أنّ تحالفها مع حزب وبعض الكتل كاف لحكم البلاد ..!».

تأسيس حزب مازال احتمالا مشروطا لا مشروعا
وبخصوص آخر مستجدات المكتب التنفيذي الجديد، قال سمير ديلو إن المشاورات الجارية توحي بتكوين مكتب منسجم من الموالين لرئيس الحركة، وأوضح ديلو بخصوص الحلول الكفيلة لتجاوز الخلافات أنه على الحركة إما التوجه نحو تغيير عميق يطال المؤسِّسات والقيادات والخطاب والصّورة - وهذا احتمال ضعيف - وإلا ستتجاوزها الأحداث. أما بالنسبة لتوجه عدة قيادات من الحركة نحو تأسيس حزب جديد، قال ديلو « ما زال سؤال التّأسيس احتمالا مشروطا لا مشروعا واضح المعالم ينتظر التّفعيل ..».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115