بعد تواصل تلقي دفعات جديدة من التلاقيح والمساعدات العربية والدولية: في ضرورة تغيير استراتيجية التلقيح والرفع من نسق التطعيم..

تلقت بلادنا كميات كبيرة من التلاقيح المضادة لفيروس الكورونا إلى جانب العديد من المعدات والتجهيزات الطبية المختلفة

خلال الأيام الأخيرة ومازالت متواصلة في الفترات القادمة من عدة دول عربية شقيقة ومن دول صديقة بفضل التحركات والاتصالات التي قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيد، وبوصول أكثر من 3 ملايين جرعة تلقيح إلى تونس بين الهبات ومن الشراءات المباشرة ومن منظومة ايفاكس، تزايدت الآمال في تجاوز خطورة الوضع الوبائي والتقليص قدر الإمكان من الإصابات وحالات الاختطار والوفايات، وهو ما يفرض أولا وقبل كل شيء التسريع في نسق التلاقيح وبالتحديد إدخال بعض التعديلات على الاستراتيجية الوطنية للتلقيح من أجل السيطرة على الفيروس وذلك لن يكون إلا بعد تطعيم 5 ملايين تونسي مع نهاية السنة الجارية.
بعد الإمارات والكويت وقطر وتركيا والصين، تلقت بلادنا أمس مساعدات من دول أخرى، على غرار مصر، حيث حلّت، صباح أمس بمطار تونس قرطاج الدولي، دفعة جديدة من الدعم المصري لبلادنا في مواجهة جائحة كوفيد-19 متمثلّة في 3 طائرات عسكرية محمّلة بمعدات ومستلزمات طبية وأكسجين وأدوية. وجددت مؤسسة رئاسة الجمهورية، بهذه المناسبة، شكرها وامتنانها لجمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا على هذه المبادرة النبيلة التي تُجسّد، مجدّدا، علاقات الأخوة القائمة بين القيادتين والشعبين في تونس ومصر. وقد حضرت عملية تسلّم هذه المعدات نادية عكاشة الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي، وإبراهيم البرتاجي، وزير الدفاع الوطني، والفريق طبيب مصطفى الفرجاني، مدير عام الصحة العسكرية، وإيهاب فهمي، سفير جمهورية مصر العربية بتونس.
فريق طبي من موريتانيا
كما انضمت موريتانيا إلى ركب الدول التي قدمت مساعدات إلى بلادنا، حيث وصلت أمس طائرتان من موريتانيا تحملان مساعدات طبية وغذائية إلى تونس. وتضمنت المساعدات خمسة عشر طنا من الأسماك وعددا من الأجهزة الطبية، منها أجهزة تنفس وأسرة إنعاش وكمامات طبية، كما رافقها أطباء وممرضون. وقال المدير العام لمديرية التعاون الثنائي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، محمد الحنشي الكتاب، إن هذه المساعدات جاءت بتعليمات من رئيس الجمهورية الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، لدعم الشقيقة تونس في مواجهة هذا الوباء.
الأرقام لازالت في تصاعد
بعد دفعة المساعدات والتلاقيح التي تلقتها بلادنا، بات العديد يتحدث عن قرب انفراج الوضع الوبائي، والذي مازال يوصف بالخطير جدا، وفق تصريح الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا جليلة بن خليل لـ»المغرب» التي دعت إلى ضرورة استعمال التلاقيح التي تلقتها البلاد في أقرب وقت ممكن وذلك بالترفيع في نسق التطعيم يوميا وتلقيح أكثر ما يمكن من التونسيين في أقل وقت ممكن، مشيرة إلى أن الوضع مازال خطيرا في البلاد ومازال عدد الوفايات والإصابات مرتفعا جدا وكذلك عدد المرضى الذين يتم إيواؤهم في المستشفيات، وبينت محدثتنا أنه لا يمكن حاليا الحديث عن قرب الانفراج أو الاستقرار مع موفى شهر جويلية الجاري باعتبار أن كل الأرقام مازالت في تصاعد متواصل وان القول بقرب الانفراج سابق لأوانه.
هذا وشددت بن خليل على أن الفترات القادمة مازالت دقيقة وخاصة أيام العيد لما تتسم بها من حركية واختلاط وقد سبق للجنة العلمية أن اقترحت حجرا شاملا إلى غاية 25 جويلية الجاري يشمل أيام العيد ولكن لم يتم قبول الاقتراح لتخرج فيما اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا وتعلن عن مواصلة تطبيق الإجراءات إلى غاية 31 جويلية الجاري. كما أعربت عن أملها في تطبيق الإجراءات المعلن عنها منها خاصة منع التنقل بين المدن للحدّ من انتشار العدوى، فالإشكالية حاليا تكمن في التطبيق مهما اختلفت وتعددت الإجراءات.
الانطلاق قريبا في تكثيف حملة تلقيح
تواصل البلاد تسجيل أرقام مفزعة على مستوى الإصابات التي تجاوز عددها الجملي 510 ألف إصابة أو على مستوى الوفيات التي تخطى عددها 16 ألف و650 وفاة إلى غاية نتائج 12 جويلية الجاري، في المقابل فقد تحصلت تونس على حوالي 4 ملايين جرعة تلقيح كورونا بفضل التضامن الدولي والمساعدات من قبل الدول الصديقة والشقيقة، وفق ما أكده وزير الصحة فوزي المهدي في مجلس نواب الشعب، مشددا على أنه سيتم الانطلاق قريبا في تكثيف حملة تلقيح المواطنين الراغبين في ذلك. وبالتالي فإن السيطرة على الوضع الوبائي يبقى رهين مدى تعامل الحكومة مع المساعدات الواردة على البلاد ويفرض عليها وعلى وزارة الصحة بالتحديد تغيير الإستراتيجية الوطنية للتلاقيح.
معدّات ومستلزمات طبّية متنوّعة ممنوحة السعودية
حلّت، ظهر أمس بمطار تونس قرطاج الدولي، طائرتان سعوديتان محمّلتان بمعدّات ومستلزمات طبّية متنوّعة ممنوحة من المملكة العربية السعودية إلى تونس لمساندة جهودها في مواجهة جائحة كوفيد-19. وثمنت مؤسسة رئاسة الجمهورية عاليا سرعة استجابة المملكة العربية السعودية لطلب الوقوف إلى جانب تونس في هذا الظرف الوبائي الدقيق وحجم الدعم المقدّم في مبادرة نبيلة وتاريخية تترجم قدر الاحترام المتبادل بين القيادتين في البلدين ومتانة علاقات الأخوة والتآزر القائمة بين الشعبين الشقيقين والإيمان المشترك بقيم التضامن والتآزر. وقد حضر مراسم التسلّم كلّ من نادية عكاشة، الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي، وفوزي المهدي، وزير الصحّة، والفريق طبيب مصطفى الفرجاني، مدير عام الصحة العسكرية، وعبد العزيز بن علي الصقر، سفير المملكة العربية السعودية بتونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115