اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا خلال اجتماعها أمس: إقرار حظر الجولان بداية من الثامنة مساء.. منع التظاهرات بجميع أنواعها وعزل المناطق الموبوءة والإغلاق الفوري للمحلات المخالفة..

في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات بضرورة فرض حجر صحي شامل من أجل كسر حلقات العدوى، على غرار ما اقترحته اللجنة العلمية

لمجابهة الكورونا من حجر شامل لمدة 6 أسابيع، لكن اللجنة الوطنية رفضت ذلك لدواع أمنية واقتصادية ونفسية واجتماعية، واعتبرت أن فرض حجر شامل أقل من المدة المذكورة لا نجاعة له، لتقرر بعد اجتماعها أمس بإشراف رئيس الحكومة هشام المشيشي تشديد تطبيق الإجراءات المتمثلة خاصة في إقرار حضر الجولان ابتداء من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا من اليوم الموالي في كامل تراب الجمهورية مع منع التظاهرات بجميع أنواعها وتشديد المراقبة على ارتداء الكمامة إلى جانب منع التنقل بين الجهات ماعدا الحالات الاستثنائية.
من بين القرارات التي أقرتها اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا تكثيف حملات التقصي الميداني وتقصي المخالطين بطريقة مكثفة وواسعة النطاق خاصة في المناطق التي تشهد انتشارا سريعا للوباء في الـ 14 يوم الأخيرة مع تعزيز حملات التثقيف الصحي والتوعية إلى جانب التحفيز على اعتماد نظام العطل السنوية بمعدل العمل بثلث الأعوان كل أسبوع ودعوة القطاع الخاص للعمل بهذا المنوال وتوحيد الإجراءات على مستوى الجهات المتجاورة التي تشهد نفس الخصوصية الجهوية. كما تقرر أيضا تأجيل المهرجانات والتظاهرات الثقافية مع حث المتطوعين على معاضدة جهود وزارة الصحة في الحملة الوطنية للتلقيح والحملات التقصي.
إجبارية الاستظهار بتحليل مخبري للوافدين
أقرت اللجنة الوطنية في اجتماعها أمس بصعوبة وخطورة الوضع الوبائي في البلاد، واعتبرت أن مستوى عدوى مجتمعي مكثف بكامل تراب الجمهورية بصفة متفاوتة بين الجهات وبعضها يشهد مستوى إنذار مرتفع جدا يفوق المعدل الوطني مما يستوجب توجيه الإجراءات للولايات المتجاورة التي لها نفس التصنيف الوبائي لعزلها والحد من العدوى وتوحيد الجهود بصفة متكاملة، ومدة العزل تكون لمدة أسبوعين على الأقل من المجهودات المكثفة والمتكاملة من طرف الولاة مع العمل المتواصل لدعم المنظومة الصحية عبر تكثيف التقصي الميداني والتقطيع الجيني وتتبع حلقات العدوى وتقصي المخالطين وعزل الحالات الإيجابية والحد من الاختلاط لمنع تفشي الفيروس بهدف تقليص عدد الحالات والضغط المتواصل على المنظومة الصحية إلى جانب التكفل المبكر بالحالات المكتشفة لمنع تطورها لحالات خطيرة والتقليص من عدد الوفيات وتكثيف الحملة الوطنية للتلقيح من خلال الفرق الميدانية في مراكز الصحة الأساسية وأيضا تكثيف حملات التلقيح في البؤر مع اتخاذ مزيد الحيطة والحذر من دخول السلالات المتحورة والمستجدة وذلك بإجبارية الاستظهار بتحليل مخبري سلبي «البي سي أر» 72 ساعة من تاريخ السفر بالنسبة لكل الوافدين مع السعي إلى تلقي التلقيح في بلدان إقامتهم من اجل ضمان سلامتهم حتى لا يكونوا عاملا لانتقال العدوى.
إجراءات خصوصية بعيد الأضحى
هذا وينتظر أن يتم عقد اجتماعات مع الولايات المتجاورة والتي تشهد نفس نمط العدوى لحسن تطبيق منع الجولان ومختلف الإجراءات المتخذة مع العمل مع مختلف القطاعات بالنسبة لعيد الأضحى والذي سيكون موضوع إجراءات خصوصية سيتم الإعلان عنها في الإبان من طرف فريق عمل بما في ذلك تنقل المربين والفلاحين والمستهلك، هذه الإجراءات سيتم الانطلاق في تطبيقها بداية من غرة جويلية المقبل ولمدة أسبوعين كاملين حسب تطور الوضع الوبائي وبالنسبة إلى اللجنة الوطنية فإن المراجعة لا تتم إلا من طرف وزارة الصحة ويتم تقييم الوضع الوبائي أسبوعيا ويقع نشره من طرف وزارة الصحة. من بين الإجراءات التي تمّ اتخاذها والتي ستعمل الحكومة على تطبيقها بكل صرامة بالإغلاق الفوري لكل المحلات التي لا تطبق البروتوكول الصحي الخاص بها مع الإسراع في إصدار قانون الطوارئ الصحية وعرضه في أقرب الآجال على أنظار مجلس الوزراء بما يساهم في مساندة مجهودات الدولة من أجل تطويق انتشار الفيروس. كما سيقوم الوزراء بمتابعة مدى تطبيق الإجراءات المعلنة للتوقي من الجائحة ولدعم انخراط كل القطاعات في مكافحة الوباء.
4 أسباب وراء عدم فرض الحجر الشامل
فرض حجر صحي شامل في كامل تراب الجمهورية أمر يصعب تطبيقه في الفترة الحالية حسب اللجنة الوطنية لـ4 أسباب، الأول وهو أن هذا الإجراء لن يكون فعالا علميا إلا لمدة لا تقلّ عن 6 أسابيع على الأقل وتأثيرها الرئيسي هو الحد من التكفل بالحالات بالمستشفى، ثانيا صعوبة تقبل هذا الإجراء من طرف المواطنين بعد 15 شهرًا من بداية الوباء، ثالثا العديد من الجهات تشهد ارتفاعا في معدل حدوث العدوى، رابعا صعوبة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، وأمام هذه الوضعية فّإن اللجنة اعتبرت أن الخيار الملائم لها هو فرض حجر صحي في المناطق المجاورة المتضررة بشدة (نهج جهوي) لمنع انتشار الفيروس مع إجراءات معززة وحيوية ضد التجمعات بجميع أنواعها سيكون بديلاً للحجر الصحي العام (الإغلاق العام) (تونس الكبرى، الشمال الغربي، الوسط الشرقي) وستكون الاجتماعات مع ولاة الجهات الرئيسية لتنسيق الإجراءات . هذا وينتظر للحد من الوفيات تركيز مستشفيات ميدانية في جميع الولايات لتقريب الرعاية من المواطنين مع التسريع في الحملة الوطنية للتلقيح وتمكين الفرق الجهوية من التلقيح السريع للفئات الأكثر عرضة للخطر.
جلب 25 جهاز تنفس اصطناعي من ألمانيا
بالتوازي مع الإجراءات الجديدة التي تمّ اتخاذها لكسر حلقات العدوى، أعلنت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها أته في إطار متابعته المتواصلة لتطوّر الوضع الصحي الدقيق ببلادنا نتيجة الانتشار السريع لفيروس كوفيد-19، أسدى رئيس الجمهورية قيس سعيّد تعليماته بتوجيه طائرة عسكرية إلى ألمانيا لجلب 25 جهاز تنفس اصطناعي إلى تونس. كما كثّفت رئاسة الجمهورية من مساعيها وتحركاتها مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة لتوفير تجهيزات طبية متنوّعة لفائدة مختلف المستشفيات الجامعية والجهوية ببلادنا لمساعدتها على المواجهة الناجعة لهذه الجائحة. وفي هذا الإطار، وتنفيذا لمخرجات الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الدولة إلى روما في شهر جوان الجاري، يتم حاليا التنسيق بين وزارة الصحة والسلطات الإيطالية من أجل نقل معدات طبية إلى تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115