بدعوة من رئيس الحكومة..اللجنة العلمية تجتمع اليوم بصفة عاجلة: الإتجاه نحو اتخاذ إجراءات «قصوى» منها الحجر الصحي الشامل في كامل الولايات..

أمام محدودية الإمكانيات وبطء عمليات التلاقيح، فبعد انتشار السلالة البريطانية ثمّ السلالة جنوب افريقية فالسلالة البرازيلية ثمّ السلالة الهندية أصبحنا اليوم نتحدث عن السلالة النيجرية والتي تمّ رصدها في ولاية نابل ومع تعدد السلالات المتحورة تتضاعف المخاوف ولكن التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية والبروتوكولات الصحية مازال متواصلا وبصورة مكثفة، إذ رغم فرض الحجر الصحي الشامل والحجر الصحي الموجه في عدد من الولايات والمعتمديات إلا أن الواقع مغاير ومختلف إذ تتكرر نفس المشاهد والتصرفات مع تواصل التجمعات والتظاهرات والحفلات، لتبقى المراهنة على وعي المواطنين مراهنة خاطئة.
أعلنت وزارة الصحّة أمس أنّه وبعد استكمال عمليّات التقطيع الجينيّ، تأكّد رصد (07) حالات عدوى مؤكّدة بالسلالة المتحوّرة «دلتا» بجهة القيروان. كما أثبتت عمليات التقطيع الجيني الجزئي المتواصلة وجود (11) حالة إضافية للسلالة في كلّ من تونس الكبرى وسليانة والمنستير. وأمام تواصل ارتفاع نسق انتشار فيروس كورونا وإزاء ما تمثّله السلالات المتحوّرة من خطر على حياة المواطنين، دعت الوزارة الجميع إلى الالتزام بالبروتوكولات الصحيّة وبالإجراءات الحمائيّة قصد كسر حلقات العدوى والحدّ من خطورة انتشار السلالات المتحوّرة.
فتح تحقيقين..التجمعات ووفاة الأمني المصاب
وقد بلغ الوضع الوبائي اليوم درجات خطورة غير مسبوقة وباتت البلاد مهددة «بتسونامي» من الإصابات والوفيات التي فاق معدلها توقعات اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا والتي رجحت أن يصل عدد الوفيات في الأسبوعين القادمين إلى 17 ألف حالة وفاة، الأمر الذي جعل رئيس الحكومة هشام المشيشي يقرر دعوة أعضاء اللجنة العلمية، إلى عقد جلسة عاجلة من أجل الوقوف على انتشار السلالات الجديدة لفيروس كورونا والبحث في الطرق العملية النافذة والفعالة للسيطرة على انتشار العدوى باستعمال جميع الإمكانيات المتاحة، بما في ذلك القرارات والإجراءات القصوى حفاظا على صحة المواطنين، وفق بلاغ رئاسة الحكومة. هذا وقد اجتمع رئيس الحكومة صباح أمس عبر تقنية التواصل عن بعد، مع ولاة تونس الكبرى، ووزير الصحة، والقيادات الأمنية لتنسيق الإجراءات على مستوى تونس الكبرى باعتبار الكثافة السكانية وصعوبة الفصل بين المعتمديات. كما أذن المشيشي بفتح تحقيق فوري وعاجل حول التظاهرات والتجمعات التي تمت ليلة أول أمس، وأعطى تعليماته الى الساءة قادة الأسلاك الأمنية من أجل إنفاذ القانون دون تهاون أو تخاذل، وفرض تطبيق الإجراءات التي قررتها اللجنة الوطنية لمجابهة انتشار فيروس كورونا. كما كلف رئيس الحكومة وزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان بفتح تحقيق لدى النيابة العمومية حول ملابسات وفاة الأمني المصاب بفيروس كورونا أمام مستشفى ابن الجزار بالقيروان.
تواصل تسجيل أرقام «مفزعة»
وفق ما أكدته بعض المصادر المطلعة لـ«المغرب» فإن اللجنة العلمية ستجتمع صباح اليوم الثلاثاء 29 جوان الجاري من أجل متابعة الوبائي وخاصة بعد انتشار السلالات المتحورة الجديدة وذلك لاتخاذ الإجراءات الضرورية في محاولة لتطويق العدوى وسيكون من المرجح فرض حجر صحي شامل في كافة أنحاء الجمهورية وذلك لتفادي انهيار المنظومة الصحية التي باتت منهكة جراء تجاوز المستشفيات لطاقة الاستيعاب القصوى والوصول إلى مرحلة اختيار المرضى، وبحسب إحصائيات وزارة الصحة فإن عدد الإصابات الجملي بفيروس الكورونا قد تخطى إلى غاية 26 جوان الجاري 400 ألف إصابة، وبالنسبة إلى حصيلة الوفيات فقد تجاوز العدد 14650 حالة وفاة، أما معدل نسبة التحاليل الايجابية اليومية فقد قارب 36 %، وأصبحت الأرقام في تصاعد متواصل وباتت توصف بـ«المفزعة» و«المخيفة» أمام ضعف الإمكانيات ومحدودية كميات التلاقيح .
ضغط كبير على أسرة الإنعاش
هذا وتجاوزت نسبة إشغال أسرة الإنعاش 100 % في 10 ولايات وهي أريانة وبن عروس ومنوبة ونابل والقيروان وزغوان وقفصة والكاف والمهدية وباجة مقابل معدل وطني ب 89.1 %. وتشهد جل مناطق البلاد ضغطا كبيرا على أسرة الإنعاش إذ تراوحت نسبة إشغالها ما بين 67 % في سيدي بوزيد و94 % في بنزرت. وكشفت ذات المعطيات أن معدل العام للضغط على أسرة الأكسجين بلغ 73.4 % وكان مرتفعا في ولايات إقليم تونس الكبرى، إذ بلغ 93 % في ولاية اريانة و96 % في منوبة و88 % في تونس. كما قارب الطاقة القصوى في ولايات أخرى منها ولاية باجة 93 % والقيروان 91 % والمنستير 92 %.