عدد الوفيات فاق التوقعات ونسبة الإنذار مرتفعة جدا في 4 ولايات و28 معتمدية.. الوضع الوبائي بين إقرار الحجر الصحي الشامل والحجر الموجه وعزل المناطق الموبوءة

إجراءات بالرغم من تعددها واختلافها بين جهة وأخرى إلا أنها لا تطبق كما هو مطلوب، وقد تواصل التراخي في عدة مناطق مما تسبب في مزيد انتشار الفيروس وارتفاع عدد الوفيات الذي وحسب الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية قد فاق التوقعات، وقد بلغ معدل الوفيات في الأسبوع الأخير 82 حالة وفاة يوميا وتوقعت أن العدد سيرتفع في الأيام القادمة وقد يتم تسجيل إلى حدود منتصف الشهر القادم أكثر من 17 ألف حالة وفاة في الجملة، مشددة على أن الوضع الوبائي خطير جدا وأنه بلغ مستوى إنذار مرتفع جدا في 4 ولايات وهي القيروان وباجة وسليانة وزغوان إلى جانب 28 معتمدية.
وقد أعلنت الهيئة الوطنية لمجابهة الكورونا خلال ندوة صحفية عقدتها في رئاسة الحكومة أمس عن مواصلة تطبيق الإجراءات المعتمدة منذ أواخر شهر ماي في كامل تراب الجمهورية للفترة من 26 جوان الجاري إلى غاية 11 جويلية المقبل والمتمثلة في منع الجولان ابتداء من 10 ليلا والى غاية 5 صباحا من اليوم الموالي وتطبيق جميع التدابير الوقائية وتراتيب حفظ الصحة والالتزام خاصة بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين وتهوئة الفضاءات، وتكليف الولاة بالإشراف على إبرام ميثاق سلامة مع المنظمات والأطراف المهنية لمعاضدة إجراءات التطبيق والمراقبة، إلى جانب تطبيق البروتوكولات الصحية في الفضاءات المفتوحة للعموم وخاصة منها دور العبادة والفضاءات التجارية والنزل وقاعات الأفراح والمؤتمرات والمقاهي والمطاعم وتحديد طاقة الاستيعاب في الفضاءات الجماعية بـ 50 % في الفضاءات المفتوحة و30 % في الفضاءات المغلقة، ومنع استعمال الشيشة ولعب الورق وتوفير التهوئة الضرورية واحترام التباعد الجسدي.
حجر شامل وتعديل حظر الجولان
قدمت حسناء بن سليمان الناطقة الرسمية باسم الحكومة خلال الندوة الصحفية أمس تفاصيل إجراءات الحجر الصحي الشامل والحجر الصحي الموجه حسب نسبة حدوث حالات العدوى وبعد اجتماع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث ، حيث أنه يتم إقرار الحجر الصحي الشامل وتطويق المنطقة وعزلها بالنسبة للولايات والمعتمديات التي تحصل فيها نسبة حالات عدوى جديدة تفوق 400 لكل ألف ساكن خلال الأربعة عشر يوما الأخيرة، وإذا تعذّر ذلك يتم تطويق المنطقة المعنية والمناطق المجاورة لها بالتنسيق بين السلط الجهوية، وتتمثل هذه الإجراءات في منع التنقل من وإلى الولايات والمعتمديات المعنية وحظر الجولان ابتداء من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا مع غلق جميع المحلات والفضاءات التجارية المفتوحة للعموم باستثناء المحلات الغذائية ومنع جميع التجمعات والحفلات الخاصة والعامة وتعليق كافة التظاهرات سواء أكانت علمية أو رياضية أو ثقافية وغيرها ومنع ارتياد دور العبادة إلى جانب تنظيم استمرارية العمل في الحدود الدنيا بالنسبة لمصالح الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية والهيئات والمؤسسات والمنشآت العمومية ، هذا وقد تمّ استثناء المعنيين بالتنقل في إطار الاختبارات والامتحانات الوطنية والتزود بالمواد الحيوية الغذائية والطبية. وتنطبق الإجراءات الردعية على كل مخالف لإجراءات الحجر الصحي الشامل ويتم التتبع وفقا لأحكام المرسوم عدد 9 لسنة 2020 وبقية المقتضيات الزجرية الجاري بها العمل.
تطويق الولايات والمعتمديات المعنية
وفي ما يتعلق بإجراءات الحجر الصحي الموجه وعزل المناطق التي تتراوح بها نسبة حدوث حالات عدوى بين 300 و400 لكل ألف ساكن خلال نفس الفترة، فيكون ذلك بتطويق الولايات والمعتمديات المعنية بالحجر الصحي الموجه وإذا تعذّر ذلك يتم تطويق المنطقة المعنية والمناطق المجاورة لها بالتنسيق بين السلط الجهوية ومنع الجولان ابتداء من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا من اليوم الموالي ورفع الكراسي ومنع الاستهلاك على عين المكان في المقاهي والمطاعم ابتداء من الساعة الرابعة مساء، ومنع جميع التجمعات والحفلات الخاصة والعامة وتعليق كافة التظاهرات سواء أكانت علمية أو رياضية أو ثقافية ومنع ارتياد دور العبادة.
منع التجمعات والحفلات
هذا ويتم إقرار الحجر الصحي الموجه بالنسبة للولايات أو المعتمديات التي تتراوح فيها نسبة حدوث حالات عدوى بين 200 و300 لكل ألف ساكن عبر منع الجولان ابتداء من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا ورفع الكراسي ومنع الاستهلاك على عين المكان في المقاهي والمطاعم ابتداء من الساعة الرابعة مساء، ومنع جميع التجمعات والحفلات العامة والخاصة ومنع ارتياد دور العبادة مع دعوة كل قطاع لتحديد الإجراءات الخصوصية والحرص على تطبيق البروتوكولات الصحية المصادق عليها وتفعيل آليات المراقبة. أما الولايات والمناطق التي لم تتجاوز نسبة حدوث العدوى 200 حالة لكل ألف ساكن فيتم تطبيق الإجراءات العامة والمعلن عنها سابقا.
نسبة التحاليل الايجابية للإصابات تخطت 35 %
وفق الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية فإنه تمّ تسجيل نسبة إنذار مرتفعة جدا تفوق فيها حالات العدوى 400 حالة على 100 ألف ساكن في 4 ولايات وهي زغوان والقيروان وسليانة وباجة كما تم تسجيل هذه النسب في 28 معتمدية، مشددة على أن نسبة التحاليل الايجابية للإصابات تخطت 35 % ، مشيرة إلى أن تدخل الولاة يتم حسب تطور الوضع الوبائي في الجهات المعنية، وبينت أن المستشفيات تواجه ضغطا رهيبا نتيجة تفاقم الحالة الوبائية وتجاوز طاقة الاستيعاب القصوى، وكشفت أن السلالة البريطانية مازالت تحتكر ترتيب أكثر السلالات انتشارا بنسبة 42 % يليها الفيروس في صنفه الأول غير المتحور، أما بخصوص السلالة الهندية فإن الإصابات لم تتجاوز إلى حد الآن 6 حالات، وأشارت إلى أن التقطيع الجيني أثبت وجود إصابة واحدة بالسلالة البرازيلية لدى احد المسافرين وهو في العزل الصحي، وبالنسبة للإصابات على مستوى الأطفال يجري التقطيع الجيني لمعرفة نوعية السلاسة الفيروسية للإصابة التي انتشرت بينهم، وفسرت تسجيل حالات تعكر لدى الأطفال بقدرة الفيروس على التحور والتغير بما يغذي خطورته ويقوي سرعة انتشاره. ويشار إلى أن البلاد تسلمت إلى حدود الآن مليونين و311 ألف جرعة. ومن المنتظر أن تتسلم مليون و53 ألف جرعة خلال شهر جويلية القادم.