من السلالة البريطانية إلى الجنوب افريقية إلى الهندية .. الوضع الوبائي «درامي» والحصيلة تزداد ثقلا يوميا

لفيروس الكورونا وانتشار السلالات المتحورة من البريطانية إلى السلالة الجنوب افريقية إلى السلالة البرازيلية إلى السلالة الهندية «دلتا» والتي تعدّ من أفتك السلالات وأكثرها انتشارا بنسبة 60 % مقارنة بالسلالة البريطانية «ألفا»، والى حدّ الآن تمّ تسجيل 6 حالات بالسلالة الهندية والرقم مرشحا للارتفاع، ذلك أن عمليات التقطيع الجيني لم تستكمل بعد، الوضع الوبائي يتجه إلى الأسوإ وقائمة المناطق الموبوءة التي أقرت الحجر الصحي الشامل باقية وتتوسع والقائمة إلى حد كتابة هذه الأسطر شملت كلا من ولايات زغوان وسليانة والقيروان وباجة ومعتمدية جومين من ولاية بنزرت ورمادة من ولاية تطاوين والكاف الشرقية والكاف الغربية...
أعلنت وزارة الصحة في بلاغ لها أمس عن قائمة المعتمديات التي تشهد معدل انتشار عدوى مرتفع جدّا، أكثر من 400 حالة على كل 100 ألف ساكن، وتضمّ القائمة إلى حدّ الآن 11 معتمدية في 7 ولايات وهي منوبة وطبربة من ولاية منوبة كذلك مدينة نابل وجومين من ولاية بنزرت والكاف الشرقية والكاف الغربية وسيدي بوزيد والمكناسي والسعيدة من ولاية سيدي بوزيد وبن قردان من ولاية مدنين ورمادة من ولاية تطاوين، علما وأن القائمة كانت قد ضمت 4 ولايات، تطور فيها الوضع وبلغ درجات كبيرة من الخطورة فرض على اللجنة العلمية تكثيف اجتماعاتها ومتابعة آخر التطورات ورفع عدة توصيات إلى اللجنة الوطنية لاتخاذ القرارات الضرورية حسب ما يقتضيه الوضع الوبائي.
الحجر الصحي الشامل في المناطق الموبوءة
اقتصر الحجر الصحي الشامل حاليا على المناطق الموبوءة التي تشهد نسبة حدوث العدوى بـ400 إصابة لكل مائة ألف ساكن، هذا وأقرت عدة ولايات إجراءات استباقية لتجنب السيناريو الذي عرفته الولايات الأربع، القيروان وباجة وزغوان وسليانة، وبالنسبة إلى اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا فقد وصفت الوضع الوبائي بالكارثي و«الدرامي» لاسيما على مستوى الانتشار المتسارع للعدوى وامتلاء أسرة الأكسجين وأقسام الإنعاش بنسبة 90 % بالمستشفيات العمومية، فضلا عن ارتفاع نسبة التحاليل الايجابية اليومية والتي تجاوزت 36 %، وضع بات يثير القلق والانشغال والمخاوف في ظلّ تواصل تسجيل أرقام مخيفة من ناحية الإصابات اليومية وقد تخطى العدد 3600 إصابة بتاريخ 22 جوان الجاري وسجل عدد الوفيات 95 حالة وفاة، الأرقام في تصاعد متواصل ومخيف وهو ما يحتمّ اتخاذ إجراءات جديدة في محاولة لتطويق العدوى.
ستعلن اليوم اللجنة الوطنية عن إجراءاتها
بعد رفع اللجنة العلمية لعدة توصيات ، اجتمعت اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا أمس وظلت في حالة انعقاد ومن المنتظر أن تعلن صباح اليوم في ندوة صحفية عن إجراءات جديدة ينطلق العمل بها بداية من 28 جوان الجاري، علما وأن اللجنة العلمية لم تقترح فرض الحجر الصحي الشامل في كامل الولايات بل أقرته في المناطق الموبوءة فقط مع تعديل توقيت حظر الجولان ومنع التظاهرات والتجمعات ودخول الجمهور الى الملاعب مع الإبقاء على إجراءات السفر المتعلقة بالوافدين على تونس، إجراءات اللجنة الوطنية سيتم اتخاذها بناء على آخر تطورات الوضع الوبائي خاصة من ناحية انتشار السلالة الهندية، وحسب تصريح عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا ومدير معهد باستور هاشمي الوزير، فإنه يجب ترقب نتائج التقطيع الجيني الكامل لإثبات ما إذا كانت السلالة الهندية متواجدة في تونس. وأوضح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن إثبات تواجد السلالة الهندية في تونس من عدمه يتطلب إجراء عملية تقطيع جيني كامل، ستصدر نتائجها قبل نهاية هذا الأسبوع، مبيّنا أن إعلان اكتشاف 6 إصابات بالمتحور الهندي استند لنتائج تقطيع جيني جزئي والذي لا يقيم الدليل العلمي المؤكد حول انتقال السلالة الهندية أو غيرها من السلالات ذلك أنه قد يكون هناك تشابه بين هذا المتحوّر وغيره.
التقطيع الجيني الجزئي لا يقيم الدليل العلمي
وبيّن أن التقطيع الجيني الجزئي لا يقيم الدليل العلمي المؤكد حول انتقال السلالة الهندية أو غيرها من السلالات ذلك أن التشابه قد يطرأ بين هذا المتحور وغيره رغم وجود نفس الجزء لدى سلالتين من الفيروس، مؤكّدا أن جميع المؤشرات تفيد بحصول تحور في سلالة كوفيد-19 مما انجر عنه ارتفاع قدرتها على الانتشار وهو ما يفسر التزايد السريع في عدد الإصابات، مشيرا إلى أن 4 مخابر في تونس فقط يمكنها إنجاز عملية التقطيع الجيني الكامل، من بينها مخبر معهد باستور، معبّرا عن أمله في أن توفق باقي المخابر إذا ما ارتأت إنجاز هذه العملية في بلوغ نتائج تثبت نوعية التحور الحاصل لفيروس كورونا، مشددا على أن السلالة الجديدة تسجل إصابات خطيرة لدى كل الشرائح العمرية بمن فيهم الأطفال والشباب خلافا للطفرة السابقة التي تتسم بمخاطر أقل في صفوف الأقل سنا . وتحدث عضو اللجنة العلمية عن القلق الذي ينتاب أعضاء اللجنة من عدم تطبيق الإجراءات الوقائية، منبها إلى أن الطواقم الصحية تواجه حالة من الإرهاق والإجهاد في ظل تزايد حالات الإصابة بالمرض على المستشفيات.