بعد تصريحات رئيس الجمهورية والأمين العام لاتحاد الشغل: الحوار الوطني بين «عقبات» سعيد و«تفاؤل» الطبوبي

يبدو أن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل لتنظيم حوار وطني لإنقاذ البلاد قد تجد طريقها إلى التجسيد

على أرض الواقع بعد مرور أكثر من 6 أشهر على تقديمها إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد رغم أنها لم تتخط بعد مرحلة «الأقوال» ولا نعرف وقت المرور إلى «الأفعال»، فقد جدد رئيس الجمهورية خلال لقائه أول أمس مع الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي التأكيد على انفتاحه على الحوار من أجل التوصّل إلى حلّ للأزمة الراهنة ولكن دون الحوار مع من تعلّقت بهم شبهات فساد، كلمات تعود بنا إلى لقاء 16 ديسمبر الفارط بين الطرفين، الذي أكد فيه سعيد خلاله للطبوبي أن الحوار لا يمكن أن يكون على شاكلة الحوار السابق كما لا يمكن أن يكون هدفا في حد ذاته، بل يجب توفير كل الأسباب والشروط لنجاحه، مشددا على أنه لا حوار مع الفاسدين.
أكد قيس سعيد خلال لقائه مساء أول أمس مع نور الدين الطبوبي أن الدولة اليوم في خطر من ناحية البؤس والفقر، مشيرا إلى أن الدولة تقوم على القانون والمؤسسات ولا فرق بين الغني والفقير والجميع على قدر من المساواة، قائلا «إن مفهوم الدولة مفقود وأنا لن أترك الدولة فريسة لمن لا يعرف قيمتها..نحن نعرف القوانين والأحكام الواردة في الدستور ويجب التفريق بين السلط، هناك سلطة تشريعية وهناك سلطة تنفيذية..وكلمة الرؤساء الثلاثة موجودة منذ احتلال العراق ولكن هناك رئيس دولة واحد..اتهموني بتعطيل عملية الحصول على قروض.. على شكون تجد فالعكس حصل وقمت بكل جهدي وبروح مثقلة بالمسؤولية لإخراج تونس من أزمتها الاقتصادية والمالية ولا مجال للتفريط في أيّ مليم من أموال الشعب التونسي..شنوا معناها مواطن ياكل وجبة وحدة ومسؤول يتعشى بأكثر من زوز ملاين.. بعد يقلك نحبو نحققوا أهداف الثورة في العدالة والكرامة وأنت سطوت على الثورة».
شكل الحوار سيتوضح في الأيام القليلة القادمة
جدّد رئيس الدولة التأكيد على انفتاحه على الحوار من أجل التوصّل إلى حلّ للأزمة الراهنة. وشدّد، في ذات السياق، على أنه مستعد للحوار في شكل سيتوضح في الأيام القليلة القادمة، مشددا على أن تونس ليست دويلات بل دولة واحدة ومن يتجاوز القانون ويتجاوز الدستور «فليعلم مرة أخرى أننا قادرون على الردّ بأكثر مما يتصورون للحفاظ على الشعب التونسي وأنا واثق من أن الاتحاد العام التونسي للشغل والقوى الوطنية وهم كثيرون سيميزون بين الحق والباطل». من جانبه أكد الطبوبي أن اللقاء كان ايجابيا جدا وهناك تقدم كبير في إيجاد مخرجات لإنقاذ البلاد. وأضاف أن تلك المخرجات ستبرز في الأوقات المناسبة، وانه ستكون هناك في القريب العاجل بوادر إيجابية جدا للتعافي، قائلا «بدأنا نتخطى الأزمة السياسية وكل ما يحوم من تعطيل سير المرافق العامة..رسائل رئيس الجمهورية كانت واضحة.. ومستقبل تونس سيكون أفضل من الحاضر وستكون متعافية ومؤسساتها متماسكة».
مؤشرات إيجابية لحلحلة الوضع السياسي
لقاء الطبوبي مع سعيد حمل هذه المرة بوادر ايجابية في اتجاه العمل على تجاوز الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها البلاد منذ شهور، بوادر إيجابية حملها الطبوبي إلى قيادات ومنظوري المنظمة الشغيلة، حيث أكد أمس خلال إشرافه على اختتام ندوة تكوينية للجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية وجود مؤشرات إيجابية لحلحلة الوضع السياسي في البلاد والخروج من المأزق الحالي الذي جعل جميع الفئات الاجتماعية تعيش تحت وطأة الحيرة تجاه ما تواجهه البلاد من تحديات وصعوبات اقتصادية واجتماعية جراء استفحال الأزمة السياسية وغياب أي احترام لهياكل الدولة وبروز حرب التشويهات التي لم تحترم المقامات وخلقت مناخا عاما متوترا .ودعا الأمين العام النقابيات والنقابيين إلى ضرورة التنبه الى المخاطر التي تواجه البلاد وأن يكونوا في صف مصلحة الوطن و الاستعداد لكل المحطات القادمة دفاعا عن تونس قبل كل شيء .
يتضح الفرق بين مضمون تصريح الرئيس وتصريح الطبوبي، فالرئيس ووفق كلامه سواء مع الطبوبي أو مع المشيشي يرفض الحوار مع البرلمان وأحزابه، رفض يجابه تفاؤل من الطبوبي ليطرح السؤال حول ما إذا كان الطبوبي قد قبل بتصور الرئيس والاكتفاء بحوار دون الهياكل التمثيلية الوسطى أي الأحزاب والكتل البرلمانية وفي هذه الحالة قد يجد صعوبات جمة في تنزيل مخرجات الحوار أو الاعتراض عليه وبالتالي سقوط الحوار، الأيام القادمة يمكن أن تحمل العديد من الإجابات في علاقة بالحوار بعد لقاء الطبوبي وسعيد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115