الاستقالات تعصف من جديد بحركة النهضة وكتلتها البرلمانية: زياد العذاري يستقيل من الكتلة..فهل تفتح الطريق لاستقالات أخرى؟

تواترت الاستقالات في حركة النهضة في الفترات الأخيرة وخاصة من قيادات الصف الأول، استقالات من الحجم الثقيل

امتدت أيضا إلى كتلتها البرلمانية، حيث قرر النائب زياد العذاري والذي يعدّ من أبرز القيادات فيها الاستقالة، ووجه مراسلة إلى رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي للإعلام باستقالته من الكتلة وطلب تسجيله ضمن النواب المستقلين غير المنتمين لكتل، استقالات تشير إلى عدم الرضا بالخيارات والمواقف والقرارات التي تنتهجها الحركة وكذلك من طريقة إدارتها للأزمة السياسية وخاصة كتلتها البرلمانية، وبالرغم من حرص الحركة وزعيمها راشد الغنوشي على الظهور للعلن بصورة متماسكة وتطويق خلافاتها داخليا إلا أن الخلافات والصراعات تصاعدت في الفترة الأخيرة وكانت نتيجتها استقالة عدة قيادات بارزة على غرار عبد الحميد الجلاصي وزبير الشهودي وعبد الفتاح مورو ورياض الشعيبي وهشام العريض...
استقالة زياد العذاري من الكتلة البرلمانية للنهضة قد تفتح الباب لاستقالات أخرى خاصة وأن الخلافات مازالت على أشدها صلب الحركة والسبب الرئيسي فيها راشد الغنوشي جراء تواصل انفراده بالرأي، صراعات داخلية ساهمت في تقسيم الحركة إلى شقين تمثل مجموعة الـ100 الشق المعارض لسياسة الغنوشي وطريقة تسييره للحركة، استقالة العذاري من كتلة النهضة ليست بالخطوة المفاجئة وكانت متوقعة، ذلك أن العذاري سبق له في نوفمبر 2019 أن أعلن عن استقالته من كل مسؤولياته في الحركة أي من الأمانة العامة ومن المكتب التنفيذي، وشدد على انه غير معني بأي خطة، ولئن لم يخف العذاري أسباب استقالته والتي أرجعها إلى عدم ارتياحه البتة للمسار الذي أخذته البلاد منذ مدة وخاصة عددا من القرارات الكبرى والى أنه لم ينجح في إقناع مؤسسات الحزب في قضايا قال إنه يعتقد انها مصيرية وفي لحظة مفصلية بتفادي خيارات لا يراها جيدة للبلاد .
في انتظار معاينة الاستقالة في مكتب البرلمان
أودع العذاري أول أمس الأربعاء بمكتب الضبط مراسلة إلى رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي للإعلام باستقالته من كتلة حركة النهضة، ليصبح بذلك زياد العذاري نائبا غير منتم للكتل البرلمانية بعد معاينة استقالته خلال أول اجتماع لمكتب المجلس والإعلان عنها رسميا خلال أول جلسة عامة ستنعقد بعد معاينة استقالة العذاري من كتلة حركة النهضة، استقالة سيكون لها أثر كبير على النهضة التي تعيش منذ فترة على وقع حراك داخلي احتدمت وتيرته مع انتخاب رئيسها راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان والتجاذب الذي نجم عن بحث جزء من قادة النهضة ضمان مكان في الهيئة التسيرية التي ستحل محلّ الغنوشي في تسيير الحزب إلى حلول موعد المؤتمر الـ11، ويبدو أن قيادات الصف الأول في الحركة لا تزال رافضة لخيارات الحركة بالرغم من المساعي التي يقوم بها رئيسها لفضّ الأزمة الداخلية.
استقالة مدوية
استقالة العذاري تعتبر مدوية ومن الحجم الثقيل، فالعذاري قد شغل خطة أمين عام لحركة النهضة قبل استقالته وتقلد عدة مناصب وزارية في عدة حكومات، حيث التحق بالحكومة في فيفري 2015 وتولى حقيبة وزارة التكوين المهني التشغيل ثمّ تولى حقيبة وزارة الصناعة سنة 2016 فوزيرا للتنمية والاستثمار والتعاون الدولي سنة 2017 ثمّ وقع انتخابه كنائب مجلس نواب الشعب في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولكنه في الفترة الأخيرة بات غير مرتاح لسياسات الحركة حتى أنه صوت في أحيان كثيرة عكس نواب كتلته، الاستقالة وصلت مكتب الغنوشي وينتظر أن توضع على طاولة نقاش هياكل الحزب للنظر فيها، ويشار إلى أن الغنوشي حاول في نوفمبر 2019 إقناع العذاري بالعدول عن قرار الاستقالة من كافة هياكل الحزب لكنه فشل في ذلك أمام تمسك العذاري بقراره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115