الباروميتر السياسي لشهر - ماي 2021: التشاؤم في مستوى مرتفع للغاية 90 ٪ تونس تسير في الطريق الخطإ

قراءة وتحليل زياد كريشان
يؤكد الباروميتر السياسي لمؤسسة «سيغما كونساي» بالتعاون مع جريدة «المغرب» لشهر ماي الحالي تواصل الارتفاع

الكبير لنسبة التشاؤم لدى التونسيين والتي استقرت في حدود %90 أما في مؤشر الثقة الكبيرة في الشخصيات السياسية فنجد أن رئيس الجمهورية قيس سعيد في المرتبة الأولى ولكن دون عتبة %50 بوضوح (%41) في حين يحتل راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب صدارة ترتيب مؤشر الانعدام الكلي للثقة بـ%77 واللافت للنظر أن ثلاثيا إسلامويا هو الذي يتبوأ هذا المؤشر : راشد الغنوشي وعلي العريض وسيف الدين مخلوف .
للشهر السادس على التوالي تكون نسبة تشاؤم التونسيين في حدود %90 وهي أرفع سلسلة منذ أن أنشانا هذا الباروميتر الشهري منذ شهر جانفي 2015.
وإذا دخلنا في تفاصيل أكثر نجد أن ثلاثة أرباع المستجوبين (%75.7) غير راضين بالمرّة على الطريقة التي تسير بها البلاد مقابل %1 فقط من الراضين تماما وهذا الرقم كاف لوحده لعكس المناخ النفسي لعموم التونسيين .
ولا يقف التشاؤم عند مقارنة الحالي بالماضي في القريب : فـ%73.7 يعتبرون أن الوضع المالي لأسرهم أسوأ ممّا كان عليه السنة الفارطة ،بل يتجاوزه كذلك النظرة إلى المستقبل القريب إذ تعتقد أغلبية نسبية (%42 مقابل %34) ان الوضع المالي للأسرة سيكون أسوأ في السنة القادمة ..أي أن الوضع يسير من سيء إلى أسوأ كما تعتقد أغلبية واضحة (%58.5 مقابل %35.4) أن وضع الأجيال القادمة سيكون أسوأ من الوضع الحالي ..

• مشاغل التونسيين وأولويات الحكومة:
عندما نسأل التونسيين عن الأولويات الني ينبغي أن تشتغل عليها الحكومة نجد النهوض بالقطاع الصحي في المرتبة الأولى (%47) بوضوح متبوعا بمكافحة البطالة والنهوض بالتعليم بـ%40 لكليهما يلي ذلك الحد من الفقر وتحسين الحالة الاقتصادية .أما مكافحة الفساد والتي كانت أولوية الأولويات في السنوات الفارطة فتحتل المرتبة السادسة بـ%12 فقط بما يعكس قناعة جلّ التونسيين أن الأساسي اليوم هو جائحة الكوفيد والبطالة والمستقبل المدرسي لأبنائهم وتحسين قدرتهم الشرائية ومقاومة الفقر ،وهذه كلها مطالب مرتبطة بظروف الحياة اليومية المباشرة .

• الثقة الكبيرة في الشخصيات السياسية:
الملاحظ في هذا المؤشر أن الشخصية الأولى التي تحظى بثقة كبيرة هي في مستوى %41 ونقصد بها هنا رئيس الدولة قيس سعيد ،كما أن خمس شخصيات فقط تتجاوز مستوى %20 وهذا لوحده كاف للدلالة على ارتفاع احتراز التونسيين من السياسيين .
في مؤشر الثقة الكبيرة نجد في خماسي الطليعة : قيس سعيد بـ%41 ثم عبد اللطيف المكي والصافي سعيد بـ %32 لكليهما فعبير موسي بـ%26 والمنصف المرزوقي بـ%21.

والملاحظ هنا هو الاستقرار النسبي في هذا الترتيب وغياب رئيس الحكومة عنه بينما كنا نجد أن كل من شغل منصب رئاسة الحكومة يكون في المراتب الأولى باستمرار كما نلاحظ التقدم البطيء،والمطرد في نفس الوقت لزعيمة الدستوري الحرّ.

• أكثر الشخصيات السياسية المكروهة في تونس
منذ رئاسته لمجلس النواب يحتل راشد الغنوشي أعلى هرم ترتيب الشخصيات التي لا يثق فيها التونسيون مطلقا بـ%77 وهي نسبة ينبغي مقارنتها بـ%41 كثقة كبرى في شخص الرئيس قيس سعيد لنرى الفوارق بين الثقة الكبرى التي لا تصل إلى النصف في حين يتجاوز انعدامها الكلي ثلاثة الأرباع.
ما يلاحظ كذلك هو تصدر ثالوث اسلاموي لهذا الترتيب: راشد الغنوشي بـ%77 وعلي العريض بـ%65 ويلتحق بهذا الثنائي النهضاوي زعيم ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف بـ%64 وتعكس هذه الأرقام حاجز البلور السميك بين أهم رموز الإسلام السياسي والرأي العام .
يختم هذا الخماسي كل من يوسف الشاهد بـ%61 ونبيل القروي بـ%58 بما يعني شبه غلق نهائي لصفحة ما قبل 2019 ولأهم الشخصيات التي كانت تؤثثها آنذاك .

الجيش والأمن في الطليعة والأحزاب ومجلس النواب
في ذيل الترتيب
عندما نسال التونسيين عن ثقتهم في مختلف هياكل ومؤسسات الدولة نجد كالعادة الجيش الوطني بصفة اجماعية (%98 من الثقة) ويأتي الأمن الوطني في المرتبة الثانية بـ%87 بينما يحتل رئيس الجمهورية المرتبة الثالثة بـ%74 في المقابل نجد مجلس نواب الشعب في المرتبة الأخيرة بـ%19 منها %6 ثقة كبيرة وقبله الأحزاب السياسية بـ%22 منها %5 فقط من الثقة الكبيرة .

وهذه الأرقام تمثل إشكالا حقيقيا للانتقال الديمقراطي وعجز منظومة الأحزاب عن كسب الحدّ الأدنى من ثقة التونسية ،وهذه الوضعية مستمرة منذ سنوات عديدة ولعلها ازدادت سوءا في هذه العهدة الانتخابية الجديدة وهذا يطرح أكثر من سؤال حول قدرة المنظومة الحزبية على لعب دورا ايجابي في المرحلة السياسية الحالية .

الجذاذة التقنية للدراسة:

• العينة: عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي مكونة من 806 تونسيا تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر.
• تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas) حسب الفئة العمرية ، الولاية، الوسط الحضري أو الريفي.
• طريقة جمع البيانات: بالهاتـــف
CATI) Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Center)
• نسبة الخطأ القصوى: %3.5
• تاريخ الدراسة: من 17 ماي 2021 إلى 19 ماي 2021

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115