تقدم صورة عما يحمله الشباب بين 18 و34 سنة في ثلاث مناطق تونسية، تمثل عينة لباقي الجهات.
وقد شملت الدراسة وفق لملوم عينة تقدر بـ1300 شخصا موزعين على الجنسين واستجابت للضوابط الاحصائية الدقيقة، منها تمثيل كل الاصناف بنسبها في المجتمع الأم وهو مجتمع العينة قيد الدراسة المتمثل في شباب تتراوح اعمارهم بين 18 و34 سنة». اي انها عينة تمثل نسبيا هذا الجزء من التونسيين في مختلف الجهات ويمكن ان يقع سحب النتائج عليهم بتنسيبها.
فما قدمه مكتب «انترناشيونال الرت» هو «دراسة أجريت في ثلاث مناطق هي دوار هيشر بتونس الكبرى ومعتمدية القصرين الشمالية في الوسط الغربي وعلى الحدود التونسية الجزائرية وأخيرا معتمدية تطاوين الجنوبية، التي تمثل الجنوب والمناطق الحدودية مع ليبيا». وفق ما تشرحه لملوم لتاكيد على اهمية المناطق وما تمثله.
وقد تدخل في عملية الاختيار وفق لملوم عناصر من بينها وفق ما صرّحت به «اختيار هذه المناطق لرغبتنا في ان نتمكن من توفير معطيات لمقاربة مقارنة اضافة الى اننا نشتغل فيها منذ 2014 مما ساهم في بناء علاقات ثقة مع المجتمع المحلي والمدني اضافة الى مراكمة خبرة في القيام بالدراسات في هذه المناطق».
دراسة تقدم تمثلات الشباب بين 18 و34 سنة لظروف عيشهم وللمناخات السائدة في محيطهم، وقد انطلقت الدراسة «بفرضية هي البحث في العلاقات التفاعلية الموجودة بين ظروف عيش الشباب الاجتماعية والاقتصادية في المعتمديات الثلاث وكيف تؤثر هذه الظروف في تمثّلهم للمخاطر المحدقة بهم ومسلكيتهم في المجال الديني والسياسي، وقد قمنا بها قبل بضعة أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسية 2019».
أبرز ما تقدمه هذه الدراسة تكشفته لملوم بقولها «ما استنتجناه ولاحظناه أنه بعد عشر سنوات من الثورة تبين المعطيات استمرار الهشاشة التي يعيشها الشباب في هذه المناطق الثلاث، وتتجسد تجلياتها في ارتفاع نسب البطالة التي تصل الى أكثر من 40 ٪ القصرين الشمالية».
وتضيف أنه «سجل معطى هام ثان من وجهة نظرنا أن الفئة المهنية الاكثر بروزا هي فئة الحرفيين الصغار والتجار الصغار غير المنتفعين بالتغطية الاجتماعية مقابل تسجيل نسب ضعيفة لفئة اصحاب الاعمال والمستثمرين في المناطق الثلاث. اضافة الى ضعف الناشطين في القطاع العام».
معطيات تقول عنها لملوم أنها «تعزز وسم البطالة والهشاشة في هذه المناطق مما يؤثر على نوعية المخاطر، والشيء الابرز أن البطالة والخوف منها يرتفع لديهم الذي يهدد الحياة والأمن أما الخطر الثاني المستشعر هو مسألة الادمان وهذا ما نجده في المناطق الثلاث. أي ان ظروف الحياة تؤثر في تمثلهم وتصورهم للمخاطر».
مخاطر جعلت جزءا من هذه الفئة وفق ما تبرزه النتائج «ارتفاع منسوب التفكير في الهجرة الى الخارج ويبرز النزوع للهجرة التي يقع التفكير فيها بشكل مستمر، وهنا تبرز ان اكثر من 36 % في تطاوين الجنوبية يفكرون في الهجرة الى الخارج بشكل مستمر، و33 % في القصرين الشمالية وترتفع النسبة الى 39 % في دوار هيشر» .
ما تقدمه الدراسة التي انطلقت قبل الانتخابات هي صورة عن الهامش الذي يقبع فيه الشباب من 18 و34 سنة مما يشرح قليلا سبب التحاق جزء هام منهم بالتنسيقيات المحلية المطالبة بالتشغيل والتنمية والتي تعتمد اساليب احتجاجية غير تقليدية وغير مألوفة لدى التونسيين.