اتساع رقعة الإضرابات العامة وإيقاف الإنتاج: أطباء الصحة العمومية والقضاة والمهندسون والقيمون في إضراب واقتحام محطة ضغط الغاز بالقصرين

يبدو أن شهر ديسمبر الجاري لن يختلف عن شهر نوفمبر على مستوى تواصل وتمدد الإضرابات العامة والاحتجاجات في الولايات والقطاعات الحيوية، وبداية الشهر كانت بإضراب الأطباء العامين للصحة العمومية والذي يتواصل لـ4 أيام إلى جانب إضراب المهندسين في يومه الثاني مع تواصل اعتصام القيمين والقيمين العامين في مقر وزارة التربية وتنظيم يوم غضب واحتجاج في ساحة الحكومة بالقصبة اليوم الأربعاء، كما لازال سلك القضاة يواصل إضرابه رغم القرارات المتخذة لصالحه واللقاءات التي تمت مع رئاستي الجمهورية والحكومة، قائمة الإضرابات العامة لن تقتصر على القطاعات بل تشمل الولايات وينتظر أن تنفذ ولاية القيروان غدا الخميس إضرابا جهويا.
لازالت التوترات الاجتماعية متواصلة وخاصة في الولايات الغاضبة والتي تطالب بنصيبها في التنمية والتشغيل، والقائمة تتوسع يوما بعد آخر، كما ازدادت عمليات اقتحام مواقع ومنشات الإنتاج وأخرها يوم أمس حيث اقتحم عدد من المواطنين أصيلو المناطق الحدودية أولاد مرزوق وأولاد فارح من معتمدية ماجل بلعباس بولاية القصرين محطة ضغط الغاز التابعة لشركة «خدمات أنبوب الغاز العابر للبلاد التونسية «سارغاز» للاعتصام بداخلها للمطالبة بتنفيذ اتفاقيات تشغيل أصحاب الشهائد العليا من المناطق القريبة للشركة وإحداث مشاريع تنموية.
عملية براكاج لشاحنة نقل للغاز المنزلي
عمليات إيقاف الإنتاج من الغاز والمحروقات أثر بشكل كبير على تزويد عدة ولايات بالغاز المنزلي وقد وصل الأمر إلى حدّ إيقاف الشاحنات الناقلة للغاز المنزلي أي تعرضها لـ«البراكاج»، إذ تعرض صباح أمس بمنطقة المدو من ولاية قابس سائق شاحنة تنقل قوارير غاز منزلي في اتجاه تطاوين تابعة لشركة خاصة إلى عملية براكاج واعتداء بدني وقد وصفت إصابته بالبليغة على مستوى الرأس استوجبت نقله إلى المستشفى الجهوي بقابس وتعاني أغلب الولايات خاصة في الجنوب بسبب غلق وحدات تعبئة الغاز من قبل المعتصمين في المنطقة الصناعية بقابس من اضطرابات كبيرة على مستوى التزود بالغاز المنزلي وحسب تصريح إذاعي للمدير بإدارة المحروقات بوزارة الصناعة عفيف المبروكي فإن الوزارة وفرت 50 % من حاجيات الجنوب من الغاز المنزلي وذلك من مستودعات التعبئة بالشمال التي أصبحت تعمل بالكميات القصوى غير أن هذه الحلول غير كافية مع انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الطلب.
تعطيلات الإنتاج
أزمة اجتماعية غير مسبوقة تعيش على وقعها البلاد، الأمر الذي يستوجب تدخل رئاسة الجمهورية وانعقاد مجلس الأمن القومي في أقرب وقت ممكن للنظر في مختلف الاحتجاجات والإضرابات العامة وتعطل الإنتاج واتخاذ القرارات المناسبة خاصة وأن عدوى تعطيل الإنتاج وإيقافه تنتقل من جهة إلى أخرى، علما وأن رئاسة الحكومة كان قد وجهت مراسلة إلى رئاسة الجمهورية تطلب فيها انعقاد مجلس الأمن القومي باعتبار أن كل ما يقع ويحصل من تعطيلات يدخل في إطار الأمن القومي للبلاد. فالنقص الحاصل في الغاز المنزلي بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة قد خلف حالة من الاحتقان، فبعد ولاية صفاقس، شهدت أمس ولاية توزر حالة من الاحتقان اثر تنفيذ عدد من المواطنين وقفة أمام مقر الولاية احتجاجا على نقص التزود بقوارير الغاز المنزلي، وتمّ إشعال النار في إطارات مطاطية وإحراق جزء من الواجهة الأمامية لمقر الولاية.
قطاعات حيوية في إضراب
من غضب الولايات إلى إضرابات واحتجاجات القطاعات، حيث ينفذ الأطباء العامون للصحة العمومية إضرابا لمدة 4 أيام، انطلق يوم أمس بدعوة من اتحاد الأطباء العامين للصحة العمومية احتجاجا على الأمر الحكومي عدد 341 لسنة 2019 المتعلق بضبط الإطار العام لنظام الدراسة وشروط تحصيل شهادات الدراسات الطبية، وللمطالبة بالمرور الآلي وغير المشروط إلى طبيب مختص في طب العائلة إلى جانب إضراب المهندسين لـ3 أيام (30 نوفمبر و1 و2 ديسمبر الجاري) على خلفية ما اعتبره رئيس مكتب مهندسي المنشآت والمؤسسات العمومية بالعمادة شادي بن خليفة تجاهل الحكومة لمطلبهم المتمثل في تعميم الزيادة الخصوصية التي تم إقرارها في اتفاقية 5 سبتمبر 2019 لفائدة مهندسي الوظيفة العمومية على بقية مهندسي المنشآت والمؤسسات العمومية.
يوم غضب للقيمين
كما يواصل القيّمون اعتصامهم في مقر وزارة التربية مع تنظيم يوم غضب واحتجاج في ساحة الحكومة بالقصبة اليوم الأربعاء 2 ديسمبر الجاري إلى جانب تواصل مقاطعة الأعمال الإدارية والبيداغوجية بما في ذلك الامتحانات إعدادا وإنجازا بدعوة من الجامعة العامة للقيمين والقيمين العامين للمطالبة بتنفيذ محضر الاتفاق المبرم يوم 8 ماي 2018 والذي يتضمن عددا من المنح والساعات الإضافية والترقية الاستثنائية وكذلك تسوية وضعية الأعوان المتعاقدين والبالغ عددهم 620 عونا متعاقدا.
القيروان تضرب غدا
يوم غد الخميس 3 ديسمبر الجاري ستعيش ولاية القيروان بدورها على وقع إضراب جهوي بكامل الولاية كان قد دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان بموافقة المنظمات والجمعيات الوطنية، وسيشارك في هذا الإضراب كل من الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والاتحاد الجهوي للفلاحة والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والاتحاد العام لطلبة تونس ومختلف النقابات الأساسية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل والفرع الجهوي للمحامين ويأتي احتجاجا على تعطل المشاريع المقررة خلال مجالس وزارية سابقة في سنتي 2015 و2017 وتجاهل السلط لمطالب الجهة المتعلقة بالتنمية والتشغيل مما جعل القيروان تحتل المرتبة الأولى في نسب الفقر والبطالة والجريمة والانقطاع المدرسي وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وانهيار المنظومة الفلاحية وغيرها .