أسبوع على لقاء نور الدين الطبوبي مع قيس سعيد: مرّ «الموعد المنشود» ومبادرة اتحاد الشغل لـم تكشف عن تفاصيلها بعد

مرّ الأسبوع الموعود ولم يقدم الاتحاد العام التونسي للشغل تفاصيل مبادرة الحوار الوطني وموعده وخطوطها العريضة

كما سبق أن أعلن عن ذلك أمينه العام نور الدين الطبوبي الأسبوع الماضي خلال لقائه مع رئيس الجمهورية قيس سعيد، ومرّ الموعد المنشود ولا جديد يذكر عن مبادرة كان المراد منها التباحث في سبل إنقاذ البلاد وإخراجها من الأزمات التي تتخبط فيها على جميع المستويات، فالطبوبي كان قد أكد أنه لا بد من التعمق في بعض المسائل الجوهرية لإنجاح المبادرة وسيكون هناك موعد آخر «الأسبوع القادم» أي هذا الأسبوع لتقديم مبادرة الاتحاد بمضامينها وحيزها الزمني.
مبادرة وطنية شاملة عمل على إعدادها فريق من نخبة الخبراء المختصين منذ أكثر من شهر، مبادرة تتضمن توجهات اقتصادية واجتماعية وسياسية، وينتظر الجميع أن يعلن الاتحاد عن خطوطها العريضة والتي لن تكون إلا بعد تقديمها إلى رئيس الجمهورية باعتباره الجهة الحاضنة باقتراح من اتحاد الشغل، ولئن لقيت الفكرة ترحيبا من قبل رئيس الجمهورية إلا أن أطراف أخرى عملت على تعطيلها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إشارة خاصة إلى رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي الذي يريد أن يكون البرلمان الجهة الحاضنة لكل المبادرات الرامية لإنقاذ البلاد باعتباره يضمّ كافة الأطياف السياسية، كما أنّ حركة النهضة التي ينتمي إليها ما فتئت تشدد على ضرورة عدم إقصاء أي طرف والحال أن اتحاد الشغل ورئيس الجمهورية يرفعان «الفيتو» في وجه بعض الأطراف وبالتحديد ائتلاف الكرامة وقلب تونس.
احترازات من بعض الأحزاب
التقى نور الدين الطبوبي رئيس الجمهورية يوم 19 نوفمبر الجاري، ولمح خلال كلمة له نشرت على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، إلى أن رئيس لجمهورية قبل ضمنيا بان يشرف ويرعى مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل الداعية إلى حوار وطني شامل، وسيقدم له تفاصيل المبادرة بمضامينها وحيزها الزمني بعد أسبوع بعد التعمق في بعض التفاصيل، لكن يبدو أن المبادرة قد لقيت بعض التعطيلات ومثلت الأطراف المشاركة فيها خاصة نقطة تجاذب حتى أنها لا تزال محلّ ضبابية باعتبار أن صاحب المبادرة يرفع «الفيتو» في وجه بعض الأطراف السياسية الممثلة في البرلمان كذلك رئيس الجمهورية «الجهة الحاضنة» لديه احترازات حول بعض الأحزاب، وهذه الاحترازات تتعارض مع رغبة حركة النهضة، ذلك أن الطرفين غير المرغوب فيهما من حلفائها وهذا ما يشير إلى أن إعلان الاتحاد عن مبادرته يبقى مرتهنا بمدى تقبل حركة النهضة للمشاركة فيه دون حلفائها.
التأخير مرده مزايدات البعض
وفق تصريح الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري فإنه لا يوجد موعد محدد لتقديم مبادرة الاتحاد إلى رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن النقاش لا زال متواصلا وأن الأطراف المرحبة بالمبادرة إلى حدّ الآن هي حركة الشعب والتيار الديمقراطي إلى جانب أطراف سياسية أخرى ممثلة في البرلمان، وأضاف الطاهري في تصريح إعلامي له أن التأخير مرده مزايدات البعض وسعي البعض الآخر لتوتير الأجواء من أجل إفشال المبادرة قبل تقديمها وهي أطراف سياسية بقيت تصرّ على تأجيج الصراعات في المشهد السياسي وهي حركة النهضة وائتلاف الكرامة ومن لفّ لفهما.
إرساء حوار لوضع خيارات وطنية بديلة
حسب تصريحات قيادات الاتحاد فإن هذه المبادرة ستقصي الأطراف التي لا تؤمن بالدولة المدنية الاجتماعية وبالتحديد الأطراف التي تدفع إلى التصادم وتنشر خطاب الكراهية، وشددت هذه القيادات على أن المبادرة ستكون قائمة على جملة من المحاور وأن الهدف منها يتمثل في إرساء حوار لوضع خيارات وطنية بديلة وإعادة النظر في كل ما هو «معطل» على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو التربوي، مبادرة ستكون في شكل حوار وطني شامل يشمل كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على الجانب السياسي باعتبار أن الأزمة سياسية بامتياز وقد أثرت بشكل كبير على بقية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية والقيمية وغيرها من الجوانب... وسيتم ترتيب الأولويات المتمثلة بالأساس في السلم الأمني والاستقرار الاجتماعي والعدل الاجتماعي كذلك على المحرك الرئيسي الذي يؤثر على ما هو اجتماعي وهو الوضع الاقتصادي وفشل التجربة التنموية والمنوال التنموي مع ضرورة التفكير في منوال تنموي بديل يضمن تحقيق العدل والاستدامة وخلق الثروة.
الدعوات للحوار متواصلة
في انتظار أن يكشف الاتحاد العام التونسي للشغل عن مضامين مبادرته والجهات المعنية بالمشاركة، فإن الدعوات إلى تنظيم حوار وطني لإنقاذ البلاد مازالت متواصلة وسط تصاعد وتيرة الاحتجاجات والاعتصامات وعمليات قطع الإنتاج، الأسابيع القادمة ستكون صعبة جدا على البلاد التي تعيش على وقع أزمة اقتصادية خانقة وتوترات اجتماعية غير مسبوقة وتجاذبات وصراعات سياسية، بما يجعل المبادرة تلاقي تعطيلات من أجل إفشالها في صورة إذا لم تكن على المقاس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115