خلل في الإجراءات..تعفف وزير الثقافة المقترح فالتخلي عنه فإعادة تكليفه من جديد... التعثرات أمام حكومة المشيشي باقية وتتمدد

عثرات البدايات كثيرا ما أهلكت صاحبها، وهو ما قد لا تنجو منه حكومة هشام المشيشي التي ما إن أعلن عن تركيبتها منذ أيام قليلة حتى تعثرت، أولا بسبب خلل إجرائي ثم لاحقا بإعفاء وزير مقترح،

حيث قرر المشيشي صباح أمس التخلي عن وليد الزيدي المقترح لتولي حقيبة وزارة الشؤون الثقافية ليتولى رئيس الجمهورية مساء ذات اليوم تثبيت المقترح بعد لقائه مع وليد الزيدي أي إعادة ترشيحه، قائمة التعثرات أمام حكومة المشيشي يبدو أنها باقية وتتمدد والحال أن 4 أيام فقط تفصلها عن جلسة منح الثقة من قبل مجلس نواب الشعب المقررة يوم غرة سبتمبر المقبل وقد انطلق البرلمان في الاستعداد واتخاذ جملة من الإجراءات الاستثنائية بالنظر إلى الوضعية الصحية الخصوصيّة والاستثنائية التي تمر بها البلاد بسبب جائحة كورونا.

اعترضت الاخلالات والتعثرات اعترضت حكومة المشيشي بعد ولادتها وكانت سببا للقاء رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي مع رئيس الجمهورية قيس سعيد لإزاحة الأذى عن طريق الحكومة متعثرة الخطوات، حيث صرح الغنوشي وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى ما حدث من اضطراب في قائمة الوزراء المقترحين وتصحيح الخطإ البشري، إلى جانب الحديث عن الأوضاع الدستورية وضرورة توسيع المشاورات خاصة في ما يتعلق بتطوير القانون الانتخابي وتركيز المحكمة الدستورية، فضلا عن التطرق إلى عدد من المسائل الأخرى المرتبطة بعمل مجلس نواب الشعب وبالوضع الاقتصادي بالبلاد والوضع الصحي المتعلق بجائحة كورونا إلى جانب الـتأكيد على ضرورة أن تقوم تونس بمبادرات من شأنها أن تساعد الليبيين على إنهاء الخلافات وعلى تطوير العلاقات بين البلدين.

سعيد والحرص على احترام الدستور
انطلق مسار تكوين الحكومة منذ 15 نوفمبر الماضي وفق ما أكده رئيس الجمهورية خلال لقائه مع الغنوشي، لكن دون التوصل إلى الاستقرار المنشود، وشدد على أنه حريص على احترام الدستور بقدر حرصه على خروج تونس من التردي الذي آلت إليه الأوضاع، حسب ما ورد في نص بلاغ رئاسة الجمهورية. فاللقاء الثنائي بين الغنوشي وسعيد جاء بعد الجدل الكبير الذي أحدثته حكومة المشيشي منذ تاريخ الإعلان عن تركيبتها إلى غاية يوم الأمس بسبب الاخلالات التي وقع تسجيلها من غياب طلب عقد دورة استثنائية إلى إشكالية اسم وزير التجهيز المقترح هل هو كمال أم الزين كما هو موجود في القائمة الواردة البرلمان أو كمال الدوخ كما ورد في القائمة الأولى المنشورة في الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية والتي أعلن عنها المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي مساء الاثنين الفارط، ويضاف إلى قائمة الاخلالات والتعثرات الجدل الذي أحدثته تدوينة وزير الثقافة المقترح وليد الزيدي وتعففه هن المنصب ليقرر المشيشي صباح أمس سحبه من قائمة تركيبة الحكومة على أن يتم تعويضه بشخصية أخرى، ووفق رئيس الحكومة المكلف فإنه لا مجال للتردد في خدمة تونس ولا مجال للتعفف عن تلبية نداء الواجب الوطني.

المشيشي يتخلى عن الزيدي وسعيد يعيد ترشيحه
بعد أن قرر المشيشي التخلي عن وليد الزيدي على رأس وزارة الشؤون الثقافية أعلن رئيس الدولة في ذات اليوم عن دعمه للزيدي كوزير للثقافة، الأمر الذي أحدث جدلا واسعا في الساحة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وتتالت الاستفهامات والتعليقات في علاقة بالحكومة، هل كانت حكومة هشام المشيشي أم حكومة قيس سعيد ؟ ومامدى تدخل سعيد في صلاحيات رئيس الحكومة باعتبار أن وزارة الثقافة ليست من مشمولات رئيس الدولة وغيرها من التعاليق التي تشير إلى غياب التنسيق والفوضى والتعثر التي يعيش على وقعها مسار تشكيل الحكومة المرتقبة منذ انطلاق المشاورات إلى غاية كتابة هذه الأسطر، تعثرات قد تتواصل الى ما بعد جلسة منح الثقة في صورة مرورها والمصادقة عليها من طرف نواب البرلمان، وهو ما سيحرص عليه المشيشي، حيث أشار أمس خلال ندوة صحفية عقدها عقب أول اجتماع له بأعضاء حكومته المقترحة بقصر دار الضيافة إلى أنه سيعمل ما في وسعه لنيل ثقة مجلس نواب الشعب.

اللقاءات متواصلة مع الأحزاب
شدد هشام المشيشي على أن لقاءاته مع الأحزاب ستستمر إلى غاية جلسة منح الثقة للحكومة المقترحة المزمع عقدها غرة سبتمبر المقبل، معبرا عن التزامه الشخصي بالعمل مع كافة الأحزاب ومع مكونات الطيف السياسي ومع الكتل النيابية وحتى مع النواب بصفة فردية، وحسب تأكيدات المشيشي فإن حكومته ستكون همزة الوصل بين جميع الفرقاء السياسيين وستعمل على وضع آلية لتنفيذ برامج الأحزاب طالما كانت في ذلك مصلحة للبلاد، وأضاف أنه سيقوم لاحقا بتوجيه رسالة تكليف فردية لكل وزير مقترح وصياغة عقد أهداف بين أعضاء الحكومة، بالمعنى القيمي والأخلاقي لا بالمعنى القانوني، تجاه بعضهم البعض وتجاه الشعب التونسي. وبين بخصوص برنامج عمل الحكومة، أنه سيعمل مع فريق عمل تم إعداده للغرض لإثراء وإعداد وثيقة عمل سيتم تقديمها لاحقا للبرلمان.

إجراءات استثنائية
4 أيام فقط تفصل حكومة المشيشي عن جلسة منحها الثقة من عدمها في مجلس النواب الشعب ولا زالت الصورة إلى حد الآن ضبابية على مستوى مواقف بعض الكتل البرلمانية التي لم تعلن عن موقفها النهائي بدعم الحكومة من عدمه على غرار حركة النهضة وحزب الدستوري الحر وائتلاف الكرامة وكتلة المستقبل وقلب تونس في المقابل أعلنت حركة تحيا تونس عن دعمها لحكومة المشيشي أما التيار الديمقراطي فقد أعلن عن عدم منحه الثقة لها في انتظار توضيح حركة الشعب لموقفها، وفي انتظار توضيح مواقف الكتل البرلمانية انطلق البرلمان في استعداده لجلسة الثلاثاء المقبل، حيث أعلن في بلاغ له عن جملة من الإجراءات الاستثنائية بمناسبة الجلسة العامة المبرمجة ليوم 1 سبتمبر المقبل والمتعلّقة بالتصويت على منح الثقة لحكومة هشام المشيشي المقترحة وذلك نظرا للوضع الصحي وبناء على مراسلات من الجهات الرسمية المعنية بتنفيذ الخطة الإستراتيجية لمجابهة وباء الكورونا وقرارات مكتب البرلمان. ودعت الإدارة العامة للإعلام والاتصال بمجلس نواب الشعب كافة الصحفيّين ووسائل الإعلام إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية والمتمثّلة أساسا في إجبارية حمل الكمّامات الواقية وإلزاميّة الخضوع إلى آلات قيس الحرارة عند الدخول مع التأكيد على التباعد الاجتماعي وتفادي كلّ مظاهر التجمّعات والاكتظاظ. كما طالبت بالتخفيض من عدد الوافدين على المجلس قدر المستطاع، وذلك بالاكتفاء بممثل أو اثنين فقط عن كلّ وسيلة إعلاميّة واعتماد التداول.

البث المباشر للجلسة العامة عبر القناة الرسمية للمجلس
وذكرت مصالح الإعلام والاتصال بالبرلمان أنها ستعمل على توفير البث المباشر للجلسة العامة عبر القناة الرسمية للمجلس على اليوتوب والبقاء على ذمّة الصحافيّين للتواصل معهم عبر وسائل الاتصال المختلفة لمدّهم بكلّ المعطيات وبما يحتاجُونه للقيام بعملهم في هذا الظرف الاستثنائي، مع توفير قاعات مجهزة لمتابعة البث المباشر للجلسة العامة بهدف التقليص في عدد الحاضرين في الشُرفة المخصصة للصحافيين وممثلي المجتمع المدني داعية إلى تفهّم الوضعية الصحية الخصوصيّة والاستثنائية التي تمرّ بها البلاد والمساعدة على قيام أعوان الأمن والإداريين بعملهم على أفضل وجه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115